العمل ومدى تأثره بالكفاءة والثقة من جهة و الولاء من جهة اخرى؟

      التعليقات على العمل ومدى تأثره بالكفاءة والثقة من جهة و الولاء من جهة اخرى؟ مغلقة

 

الكاتب : م.م. محمد عامر جاسم

باحث في قسم إدارة الازمات -مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء

كانون الثاني-يناير 2019

نعلم ان العمل يتطلب الكثير من الصفات والخصائص التي تحقق الأهداف والقيم التي نسعى اليها في تنفيذ المتطلبات والمشاريع وينظر المتخصصون في هذا المجال الى العديد من الأمور والمتطلبات الأساسية للقائمين على تلك المنظمات والمؤسسات العاملة في مختلف القطاعات سواء كانت حكومية او أهلية او مختلطة كما انها تؤثر في المتطلبات بكافة اشكالها وانواعها شخصية او علمية او عملية ويكون الحرص والدقة في اختيار القيادات الإدارية او السياسية او التنفيذية وفقا لمعايير كثيرة ويأتي في مقدمتها الكفاءة والثقة ثم الولاء.

الكفاءة عنصر أساسي ومعيار مهم لاختيار العامل المطلوب كونها تعتبر مطلبا ضروريا حتى تستطيع المؤسسات والمنظمات تحقيق أهدافها والتوجهات التي تسمو في الوصول اليها ولذلك يقال انها الأساس في حسن الاختيار على ان الكفاءة وحدها لا تكفي لحسن الاختيار، كونها وحدها قد لا تحقق المطلوب اذا لم تكن محل ثقة المسؤول الأعلى وهنا يأتي أهمية الربط بين الكفاءة والثقة ، الكفاءة و الثقة تحتاجان الى الولاء وانه في الغالب هو للجهة او المؤسسة الذي يعمل فيه المسؤول المطلوب لأنه للمؤسسة يدفع العاملين فيها للابداع والتطوير.

ان الارتباط الأساسي بين الكفاء والثقة والولاء ترابط الزامي لتحقيق الإنجاز المطلوب ، ويكون الخطأ واضحا عندما تتقدم الثقة على الكفاءة بمعنى الا يتم البحث عن الشخص الكفوء بمعنى يصبح الاختيار وفقا لثقة المسؤول في الشخص المطلوب اكثر من كفاءته وتؤخر هنا الكفاءة، وهنا يمكن ان يفقد مع الزمن الثقة المطروحة فيه لأن كفاءته لم تساعده على دعم الثقة المطروحة فيه .

المشكلة الاكبر تكون عندما يتقدم الولاء الى الصف الأول بدلا من الصف الثالث ، ويصبح هو المعيار الأساسي في الاختيار وخصوصا عنما يكون هنا الولاء للأفراد والأشخاص بدلا من ان يكون الولاء للمنظمة او المؤسسة بمعنى ان الشخص المختار يكون ولاؤه لمن اختاره دون ان يملك الكفاءة المطلوبة او المؤهلة لهذا الاختيار كما انه لا يملك الثقة المطلوبة في نفسه فيصبح عبئا ثقيلا على المسؤول الذي اختاره وعلى نفسه وعلى من يعمل معه او له وعلى المؤسسة التي يعمل فيها .

العلاقة التسلسلية بين الكفاءة والثقة والولاء علاقة لا يمكن ان تكون متوازية او متغيرة التسلسل لان التوازي او تغيير التسلسل يعكس المعادلة المطلوبة للإنجاز بمعنى بدلا من ان يكون الإنجاز نحو الأفضل ينعكس ذلك بشكل يصبح معه الإنجاز متخبطا بين الإيجابيات والسلبيات وفي الاغلب تكون السلبيات اكبر واثرها أسوأ .

كما ان الكفاءة وحدها لا تكفي لتحمل المسؤولية مهما كانت تلك الكفاءة وخصوصا في الاعمال والأمور التي تتطلب التأثير والعمل الوطني وهذا يجعلها تحتاج الى ارتباطها في الثقة بتلك الكفاءة ، الثقة هي التي تجعلها قادرة على تخطي العقبات البيروقراطية وتعطيها مساحة أوسع للتحرك والانجاز دون الحاجة الى كثرة العروض والشروح ، وعندما يضاف الولاء الى الكفاءة والثقة ، فأننا هنا نحقق المعادلة المطلوبة والتي نحتاج اليها في القيادي والإداري الناجح، كفاءة لاداء العمل وثقة للقيام به ، كما يجب الولاء للمؤسسة وللعاملين فيها بما يضمن عدم الخيانة لها او لهم للمحافظة على اسرارها واعمالها بما يمنحها ثقة المجتمع بها .