خطورة تهديد الحرب الالكترونية بين الولايات المتحدة و ايران

      التعليقات على خطورة تهديد الحرب الالكترونية بين الولايات المتحدة و ايران مغلقة

الكاتب : فاسيليوس كاراجيانوبولوس- قارئ في جرائم الإنترنت والأمن السيبراني جامعة بورتسموث

الناشر:theglobalobservatory

ترجمة: هبــه عباس محمد

التحليل: م. مؤيد جبار حسن

 

 

صُدِم العالم بنبأ الضربة الأمريكية في مطلع شهر كانون الثاني والتي استهدفت الجنرال الإيراني قاسم سليماني خارج مطار بغداد الدولي، ووفقا للبنتاغون فإن الهجوم يعد اجراء دفاعي حاسم بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب لحماية الامريكان في الخارج.

 

ومن جانبه دعى المرشد الأعلى لإيران (السيد الخامنئي) الى الانتقام لمقتل سليماني، وفي رد على ذلك  اطلقت طهران في الثامن من شهر كانون الثاني صواريخ على القاعدة العسكرية الامريكية في العراق.

 

هناك قلق متزايد من ان تؤدي هذه الاحداث الى ارتفاع حدة الصراع بين البلدين، وبالنظر الى أهمية شبكات المعلومات و الفضاء السيبراني”الالكتروني” لحياتنا اليومية ، هناك قلق من عدم حدوث هذا الصراع في العالم المادي فحسب بل سيكون على شكل هجمات الكترونية، قد يكون لها عواقب وخيمة خاصة بعد تزايد قدرة ايران الالكترونية.

 

 

 

القدرات السيبرانية

كان فيروس  ستوكسنت عام ٢٠١٠ من الهجمات الالكترونية التي لا يمكن نسيانها  بين الولايات المتحدة وايران، اذ أصاب منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية وتسبب بعطل أجهزة الطرد المركزي الخاصة بهم. وعلى الرغم من عدم اعلان أي دولة مسؤوليتها، لكنها تعتبر من عمل خبراء إسرائيليين وأمريكيين تدعمهم الدولة.

 

في الوقت الحالي، تعد القدرات السيبرانية الامريكية متعددة الأوجه ومنظمة وعلى مستوى عال من الدقة، وفي أكتوبر عام ٢٠١٩  اخبر المسؤولون الامريكيون رويترز عن قيام الولايات المتحدة بشن عملية سرية عبر الانترنت ضد البنية التحتية للدعاية الإيرانية في اعقاب الهجوم الإيراني الصاروخي على منشآة النفط السعودية .

 

ومن الناحية الأخرى، في عام ٢٠١٣ اكتُشف ان قراصنة الانترنت الإيرانيين الذين زعموا بأنهم يؤدون اعمالا لصالح الحكومة الإيرانية قد اخترقوا نظام التحكم في احد سدود مدينة نيويورك، وهم القراصنة ذاتهم الذين شنوا هجمات الكترونية على عشرات المؤسسات المالية الكبيرة ومنعوا العملاء من الوصول الى حساباتهم عبر الانترنت.

 

في الوقت الحالي ربما تعتبر ايران استخدام قدرتها السيبرانية كجزء من انتقامها لمقتل سليماني، وكأعتراف باحتمالية حدوث سلسلة من الهجمات الالكترونية من قبل جهات تابعة لإيران حذرت وزارة الامن الداخلي الامريكية الشركات الامريكية من النظر في وتقييم التأثير المحتمل لمثل هذا الهجوم على أعمالهم.

 

وعلى العكس من هذه المخاوف، قلل بعض خبراء الامن السيبراني من قدرة ايران على شن هجمات الكترونية كبيرة يمكن ان تؤثر على عدد كبير من سكان الولايات المتحدة ، كما جادل اخرون بأن الهجمات الالكترونية قد لا تكون انتقامية بالقدر الكافي لإيران .

 

فضلا على الحديث عن الهجمات التي يقوم بها المتسللون بدوافع سياسية او قومية والتي زادت حدتها بعد مقتل سليماني، هناك حديث اخر بشأن الاعمال المثيرة التي قد تصل الى الحرب الالكترونية.

 

تعتبر الحرب الإلكترونية أكثر خطورة وقد تصل إلى حد السيطرة على البنية التحتية الحيوية لتعطيل الأهداف العسكرية أو إلحاق أضرار جسيمة بالمجتمع.  أعمال الحرب تشمل الدول وتتعلق بالأفعال التي تقودها الحكومات أو القوات العسكرية، لكن غالبًا ما يكون من الصعب عزو هجوم إلكتروني معين إلى حكومة معينة، اذ يمكن ارتكاب الهجمات عن بعد وعن طريق مجموعات المتسللين التي لا تستخدمها الحكومة المعنية علانية.

 

بموجب القانون الدولي يمكن ان تدافع الدول عن نفسها بشكل شرعي اذا تعرضت لهجوم مسلح والذي قد يشمل هجوما الكترونيا يشكل الخطورة ذاتها، ومن جانبها تحتفظ الولايات المتحدة بحق الرد على الهجمات الالكترونية بالقوة العسكرية، لكن سيتم تبرير أي ضربة في حال عدم معرفة ما اذا كان لدى الدولة المتهمة بالهجوم الالكتروني علم باستمرار الهجوم.

 

من الهجمات الالكترونية الى الهجمات الفعلية

في الوقت الحالي، هناك قلق من ان يؤدي الهجوم الالكتروني -حتى لو لم ينجح- الى الانتقام المادي، اذ ماتزال ذكرى الهجوم الإسرائيلي في شهر آيار ٢٠١٩ على قراصنة الانترنت التابعين لحركة حماس، والذين اتهمتهم قوات الدفاع الإسرائيلية بمهاجمة الأهداف الإسرائيلية، حاضرة في الاذهان.

 

في حال اعتقاد الولايات المتحدة ان ايران كانت على وشك استهداف البنية التحتية الحيوية من خلال الهجوم الالكتروني سيكون هذا الامر مبررمشروعا بموجب القانون الدولي لتفيذ ضربة ضد الأهداف الإيرانية .

 

وعلى الرغم من تصاعد حدة  التهديد الفوري بمزيد من العنف العسكري بين الولايات المتحدة وإيران  ، فإن تداعيات الضربة على سليماني تحدث في عصر الحروب الحديثة ، حيث تتطور باستمرار مفاهيم الحرب والقانون الدولي الأساسية.

 

حتى الآن لا يعتبر العالم ان اعتراف أي حكومة بشن هجوم الكتروني حربا من قبل الدول المستهدفة، ومع ذلك هناك احتمال كبير لحدوث هذه الهجمات، وحتى اذا لم تستخدم فإن تهديدها يمكن ان يكون مبررا للهجمات المادية المضادة التي ستكون نتائجها مدمرة في الصراعات المستقبلية .

 

التحليل: يذهب الكاتب الى خطورة الهجمات الالكترونية على مصالح الدول الداخلية والخارجية، واحتمالية تحول هذه الهجمات الى شرارة تشعل الحرب بالالة العسكرية التقليدية .

ونلاحظ ان التوتر بين الأطراف الإقليمية في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي مرشح أكثر لهذا النوع من الهجمات الالكترونية (غير المادية) وذلك لرغبة هذه القوى في بقاء مستويات النزاع ضمن المتحكم به والا يتجاوز الى الحرب الشاملة المدمرة. لكن وفي نفس الوقت ، لا يجب التقليل من شأن الحرب الالكترونية لما لها من ضرر بالغ بين الخصوم والاعداء قد يصل الى ذات الضرر التي تسببه الحروب التقليدية المدمرة، بفعل دخول التكنلوجيا في شتى نواحي الحياة وتأثيرها المباشر على قوة ومتانة الجبهة الداخلية للبلدان في شتى انحاء العالم.

كل ما ذكر أعلاه ، دفع صانعي القرار الى انشاء جيوش الالكترونية تضاهي الجيوش الحقيقية ، تكون على مستوى من التطور والنبوغ ، سلاحها البرمجيات الخبيثة و تسللها السري في ساحات العدو ، هدفها حماية الوطن سبرانيا وسرقة اسرار الاخرين وشن هجمات مدمرة الى الأعداء .

 

https://theglobalobservatory.org/2020/01/how-real-is-threat-of-cyberwar-between-iran-and-us/