تقرير مؤتمر ميونخ للامن 2020 (الشرق الاوسط)

      التعليقات على تقرير مؤتمر ميونخ للامن 2020 (الشرق الاوسط) مغلقة

الكاتب: م. مؤيد جبار حسن / مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء

يقدم تقرير الأمن في ميونيخ لعام 2020 نظرة عامة على جملة من التحديات الرئيسية لسياسة الأمن ويتميز ببيانات وتحليلات ثاقبة عبر نقاط تركيز جغرافية ومواضيعية محددة. بالإضافة إلى ان سلسلة تقارير المؤتمر أصبحت أيضًا مصدرًا للمهنيين المتخصصين في مجال الأمن والجمهور المهتم حول العالم. تم تنزيل التقرير المذكور عشرات الآلاف من المرات وتلقى تغطية واسعة في وسائل الإعلام الألمانية والدولية.
يحلل تقرير ميونيخ الأمني لعام 2020 تطورات السياسة الأمنية الحالية في الصين وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة ، علاوة على دراسة الديناميات الإقليمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب آسيا. بالإضافة إلى ذلك ، يقدم نظرة ثاقبة في قضايا الفضاء والأمن المناخي ، وكذلك في التهديدات الناشئة عن التكنولوجيات الجديدة والتطرف اليميني عبر الوطني بشكل متزايد.
ويتميز هذا التقرير بعدد من المواد الحصرية وغير المنشورة. لإعداد التقرير ، تعاونت مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن مع المؤسسات الشريكة الشهيرة ، بما في ذلك مشروع بيانات الأحداث والمنازعات المسلحة (ACLED) ، ومعهد بروكينجز ، ومجلس شيكاغو للشؤون العالمية ، ومجموعة الأزمات الدولية ، والمعهد الدولي لل الدراسات الإستراتيجية (IISS) ، معهد مركاتور للدراسات الصينية (MERICS) ، McKinsey & Company ، مركز بيو للأبحاث ، معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (SIPRI) ، وغيرها من المؤسسات البحثية.
موضوع مؤتمر الأمن في ميونيخ لهذا العام هو “عدم الاهتمام بالغرب”، والذي يمكن ترجمته باللغة الألمانية باسم “West-Losigkeit”. إنه إنشاء لكلمة جديدة من المفترض أن يصف الظاهرة المزدوجة المتمثلة في شعور واسع بأن الغرب والعالم أجمع يتطورون في اتجاه أقل اهتماماً بالغرب. المقصود هو فقدان القيم عبر الأطلسية ومجتمع الأمن. فالنظر يتركز على الأمور الأساسية التالية: في أي اتجاه تتطور الديمقراطية والليبرالية واقتصاد السوق والحرية؟ ما الآثار العالمية التي يمكن توقعها، وما هو الدور الذي سيلعبه الاتحاد الأوروبي؟

كما تتطلب التغييرات المأساوية في الوضع الدولي في السنوات الأخيرة ومخاطر الديناميات المدمرة الحالية في السياسة العالمية مناقشات حول عواقب هذه التطورات على السياسة الأمنية الدولية.
وفي التقرير النهائي للمؤتمر ، وفيما يخص الشرق الاوسط بالذات ، نلاحظ تشاؤم كبير ؛ حيث اوشكت ان تنشب حرب اقليمية كبيرة ، والحديث عن التوتر بين واشنطن وطهران ، والذي فاقمه عملية اغتيال قاسم سليماني في العراق. وكانت إيران في قلب التوترات المتنامية، فقامت بتعزيز قدرات جيشها و نفوذها السياسي في المنطقة وأثبتت قدرتها على إلحاق أضرار جسيمة بخصومها ، بما في ذلك عن طريق مجموعات الحلفاء والوكيل مثل الحوثيين في اليمن.
ورغم جهود الولايات المتحدة في تضييق الخناق على ايران ، عبر عقوبات اقتصادية ومالية شديدة وتكثيف التواجد العسكري بارسال المزيد من المارينز الى منطقة الخليج ، الا ان ذلك كله لم يفت بعضد الايرانيين.فالاقتصاد الايراني تراجع لكنه لم يتهاوى ، وكرد فعل قامت طهران بالتخلي كليا عن الاتفاق النووي واستأنفت تخصيب اليورانيوم كما يحلو لها ، كما تعرض حلفاء امريكا في المنطقة لهجمات لم يكشف فاعلها لحد الان رغم الاتهامات المتبادلة.
كما أشار التقرير الى ان تخلي الولايات المتحدة عن حيزها الاستراتيجي في المنطقة ، دفع بعض الاطراف إلى التحرك. ففي شمال سوريا ، صنعت تركيا وروسيا مكاسب إقليمية سريعة بعد المحاولة الأمريكية المتسرعة الثانية لمغادرة البلاد ، عزز هذا الانطباع بأن واشنطن لم تعد على استعداد للوقوف مع حلفائها – في الحالة السورية ، أولاً وقبل كل شيء الأكراد.
ويتنبىء التقرير ، رغم سعي الجهات الفاعلة الإقليمية في جهودها الخاصة للحد من خطر حرب شاملة: كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بهدوء بدأ التواصل مع إيران ، ودخلت الرياض والحوثيون في محادثات السلام غير المباشرة. ومع ذلك ، طالما واشنطن وطهران لا زالا على مسار التصادم ، يبقى الانفراج في الشرق الأوسط غير مرجح.
______________________________
1- https://securityconference.org/en/publications/munich-security-report-2020/
2- المركز الاعلامي لوزارة الخارجية الالمانية، الرابط: https://almania.diplo.de/ardz-ar/-/2306534
تقرير مؤتمر ميونخ 2020 ، الرابط: https://securityconference.org/assets/user_upload/MunichSecurityReport2020.pdf