مستقبل السوق النفطية في ظل جائحة كورونا

      التعليقات على مستقبل السوق النفطية في ظل جائحة كورونا مغلقة

 

د. فراس حسين علي الصفار

رئيس قسم ادارة الازمات

مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء

29 نيسان 2020

ارتفعت أسعار الخام الأمريكي اليوم الاربعاء بأكثر من 14 في المئة في الأسواق، مسجّلاً أكثر من 14 دولاراً للبرميل، وذلك غداة تكبّده خسائر كبيرة في الاسبوع الماضي بسبب بيع صندوق استثماري قابل للتداول في بورصة العقود النفطية القصيرة الأجل، في خضمّ المخاوف المتعاظمة إزاء الفائض في العرض والنقص في القدرات التخزينية. وجاء هذا الارتفاع بسبب ان زيادة المخزونات الأمريكية أقل من المتوقع فضلا عن توقعات بتحسن الطلب مع اتجاه دول أوروبية ومدن أمريكية لتخفيف إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12.6 % أو 1.56 دولار إلى 13.91 دولار للبرميل، ليقلص جزءا من خسائره التي بلغت 27% في أول يومين من الأسبوع الحالي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.1 بالمئة ما يوازي 64 سنتا إلى 21.10 دولار للبرميل بالإضافة إلي مكاسبه أمس التي بلغت 2.3 بالمئة.

وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت بواقع عشرة ملايين برميل يوميا إلى 510 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 24 أبريل مقارنة مع توقعات المحللين بزيادة 10.6 مليون برميل.

وفي الأسبوع المنتهي في 17 أبريل، قفزت مخزونات الخام الأميركية 15 مليون برميل إلى 518.6 مليون برميل، غير بعيدة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 535 مليون برميل الذي سجلته في 2017، بحسب بيانات من الحكومة الأميركية.

اما بخصوص توقعات اسعار النفط فقد اعتبر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن الوضع في سوق النفط من الممكن أن يتضح في شهري مايو ويونيو 2020، مشيرا إلى أنه يمكن توقع إعادة توازن سوق النفط بشكل كامل بحلول نهاية العام.

وأشار نوفاك، اليوم الأربعاء، إلى أن روسيا لم تدخل في “حرب أسعار” مع السعودية، مشددا على أنه من الخطأ وصف ما شهدته سوق النفط بأنه مواجهة. وقال:” لن اسميها حربا، إنها إطار عمل في ظروف السوق الحالية لجميع شركات النفط”. كذلك رفض الوزير الروسي نتائج توصلت إليها وكالة “بلومبرغ” بأن روسيا قدمت “تنازل مؤلم”، ووافقت على تخفيضات إنتاج أكثر من السعودية. وأوضح، “أنه تم اعتماد 11 مليون برميل يوميا كمستوى إنتاج يجب أن يتم خفض الإنتاج منه، في حين كان الإنتاج الفعلي لروسيا في فبراير الماضي 10.5 مليون برميل يوميا، لذلك لا أفهم ما هو الامتياز الذي تتحدث عنه بلومبرغ”. وقال نوفاك: “نحن نعتمد على شهر فبراير 2020 كأساس لتنفيذ التخفيضات، ومن مستوى هذا الشهر سنخفض الإنتاج حتى 8.5 مليون برميل يوميا بما يتناسب مع التزامات روسيا في إطار اتفاق (أوبك+)، حيث يتوجب علينا تقليص الإنتاج بنسبة 19% أو بنحو مليوني برميل في اليوم”.[1]

بينما خفضت وكالة موديز لخدمات المستثمرين توقعات أسعار النفط على المدى القريب لخام غرب تكساس الوسيط WTI ولخام برنت.

واوضحت “سوف تستمر الأسعار الضعيفة بشكل استثنائي على المدى القصير، وذلك حتى ينخفض ​​الإنتاج بما يكفي لتخفيف الضغط على مرافق التخزين التي تعمل بالفعل بكامل طاقتها.

ومن المفترض أن تساعد تعديلات كبيرة في المعروض في الوقت المناسب على تحقيق التوازن في السوق في وقت لاحق من عام 2020، ولكن وتيرة إعادة توازن السوق وارتفاع أسعار النفط سوف تعتمد على انتعاش الطلب.

اذ افترضت وكالة موديز أسعار خام غرب تكساس الوسيط WTI، خام أمريكا الشمالية القياسي، عند 30 دولار للبرميل لعام 2020، و 40 دولار في عام 2021.

اما بالنسبة لمقياس خام برنت الدولي الرئيسي، تتوقع وكالة موديز أن متوسط ​​الأسعار يبلغ 35 دولار لكل برميل هذا العام و 45 دولار في عام 2021، بينما سوف ينخفض ​​إنتاج النفط في أعوام 2020-21 وفقاً لاتفاق منظمة أوبك OPEC وحلفاءها المتفق عليه وإغلاق مصادر إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا. وتتوقع وكالة موديز أن ترتفع وتيرة تخفيضات الإنتاج في النصف الثاني من عام 2020.”[2]

وكان البنك الدولي قد توقع في الاسبوع الماضي ارتفاع متوسط أسعار النفط إلى حدود 35 دولارا للبرميل في الأشهر المقبلة و إلى اكثر من 40 دولار في بداية 2021, حسبما اورده بيان للبنك: “من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 35 دولارا للبرميل في عام 2020، يليه انتعاش إلى حدود 42 دولارا للبرميل في عام 2021، وهو أقل بكثير من توقعاتنا في أكتوبر الماضي البالغة 58 دولارا للبرميل و59 دولارا للبرميل”.

بينما توقع وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب،  أن تنتعش أسعار النفط بداية من شهر ايار، مباشرة مع دخول اتفاق تخفيض الانتاج حيز التنفيذ، وبداية الرفع التدريجي للحجر في كثير من البلدان، بما يعيد الطلب على النفط الى مستوياته العادية، متوقعا ان يصل الى  حدود الاربعين دولارا، في الربع الثالث، ويتجاوز الخمسين دولارا في الربع الاخير من عام 2020.

في حين توقعت وكالة الطاقة الدولية ، مؤخرا ، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال 2020.

كما توقعت انكماشا قياسيا للمعروض في أسواق النفط بـ 12 مليون برميل يوميا في مايو بعد اتفاق خفض الإنتاج.

واتفقت مجموعة دول منتجة للنفط من داخل وخارج منظمة “أوبك” في 12 أبريل الجاري على إجراء تخفيضات في إنتاج النفط لدعم أسعار النفط المتهاوية.

وبموجب الاتفاق ستخفض دول المجموعة، التي باتت تعرف بـ”أوبك+”، الإنتاج شهري مايو ويونيو من العام الجاري بواقع 9.7 مليون برميل يوميا، على أن تقلص التخفيضات في النصف الثاني من 2020 وحتى نهاية أبريل من 2022.

الخلاصة: سيستمر تذبذب الاسعار في الوقت الحاضر ويبدأ بالاستقرار خلال منتصف شهر ايار ، وستكون اسعار النفط عند حدود 30 دولار خلال شهر حزيران ويمكن ان يرتفع عند مستويات افضل في حال عاد الوضع الاقتصادي لمستويات افضل بعد انتهاء ازمة كورونا ولكن بحسب بيانات الوضع الاقتصادي لن يكون هناك تحسن في الوضع الاقتصادي قبل تقريباً 6 اشهر من الان بعد خروج منتجي النفط الصخري من السوق نتيجة التكاليف المرتفعة ولحين تطبيق الحزمة الثانية من التخفيض من قبل اوبك ودول خارج اوبك لتقليل المعروض العالمي من النفط ويحتاج هذا الامر انتهاء ازمة كرونا لزيادة الطلب العالمي للنفط وسيكون السعر عند الاربعينيات بداية العام المقبل.

 

 

الهوامش

[1] (وزير الطاقة الروسي يكشف عن توقعاته لسوق النفط في 2020) مقال منشور على الرابط: https://arabic.rt.com/business/1108936

 [2]( وكالة موديز تخفض توقعات أسعار النفط على المدى القريب) مقال منشور على الرابط: https://ar.fxstreet.com/news/wkl-mwdyz-tkhfd-twqt-sr-lnft-l-lmd-lqryb-202004290519