الحرب الباردة

      التعليقات على الحرب الباردة مغلقة

الحرب الباردة [2]

الكاتب: م. حسين باسم عبد الامير

الناشر: قسم الدراسات السياسية

مركز الدراسات الاستراتيجية- جامعة كربلاء

بتاريخ: 4 تموز/ 2020

 

 

كانت الحرب الباردة [1] بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق صراعًا أيديولوجيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا عملاقًا مدته 45 عامًا أخذ العالم الى حافة الهاوية النووية، والقى بضلاله على كل الدول تقريبًا وامتد الى القمر.

إن الحرب الباردة [2] التي تتطور بين الولايات المتحدة والصين هي نوع مختلف تمامًا من المنافسة في عصر مختلف تمامًا، ولكنها قد لا تكون أقل خطورة. بالنسبة للولايات المتحدة، ستكون الصين عدواً أكثر شدة، نظراً لوزنها الديموغرافي وطموحها التكنولوجي.

سيكون الصراع بالتأكيد أكثر تعقيدًا ومتعدد الأبعاد. في حين كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي منفصلان بشكل صارم، فإن الولايات المتحدة والصين متشابكتان بشكل وثيق من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية.

قبل بضع سنوات، اعتقد الكثيرون بأن ما يشابه الحرب الباردة ممكن ان تنشب في وقت لاحق من هذا العقد، وتنافس قوى عظمى كان يختمر ببطء. يذكر المحرر الدبلوماسي “باتريك وينتور”(1) -في مقاله الموسوم “الولايات المتحدة ضد الصين: هل هذه بداية حرب باردة جديدة؟” المنشور في صحيفة الكارديان ذكر بـ (أن الأمر قد بدأ يشكل إلحاحًا جديدًا مع ظهور إدارة ترامب. فعلى حد تعبير “ستيف بانون” أحد مستشاري ترامب: “هذان نوعان من الأنظمة متعارضيَن. أحد الطرفين سيفوز. وسيخسر الطرف الآخر”. ويضيف وينتور، غير أن جائحة كورونا تسببت في تسريع كبير لهذه المنافسة، وجعلتها تنشب في وقت أبكر مما هو متوقع لها).

 

  • هل هناك حرباً باردة جارية؟

كيف تبدأ الحرب الباردة؟ في واشنطن، يتراكم العداء المناهض لبكين مثل سحابة مظلمة على العاصمة. قبل الجائحة، لم يكن هناك قلة في الخبراء ممن يحذرون من خطوط الصدع الناشئة بين الولايات المتحدة والصين. لكن، تسارع هذا الشعور بعد الاشتباك الخطابي الناشئ بين أصحاب الوزن الثقيل في القرن الحادي والعشرين لاسيما بعد أن أصاب الفيروس التاجي الجديد الشلل في معظم اقتصاديات العالم.

يذكر الكاتب إيشان ثارور في مقاله الموسوم “هل هناك حربا باردة أمريكية-صينية بالفعل؟” المنشور في الواشنطن بوست(2) نقلا عن مقابلة أذاعتها شبكة فوكس بزنس، بأن الرئيس ترامب طرح فكرة “أن الولايات المتحدة يمكن أن تقطع العلاقة بأكملها مع الصين في أعقاب الوباء”، في إشارة إلى المناقشات حول الخلافات التجارية المستمرة بين البلدين.

ويضيف ثارور بإن ترامب ليس وحيدا في هذا الحديث الصعب، بل إن بعض مساعديه وحلفائه أقسى. كما ويضغط أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون على العقوبات والتشريعات الجديدة التي تهدف إلى معاقبة الصين لدورها المزعوم في التستر على المراحل الأولى من تفشي المرض. بالإضافة الى ذهاب مسؤولون -فضلوا عدم ذكر اسمهم- في البيت الأبيض إلى حد تسريب تهديدات إعلامية مفادها إسقاط التزامات الديون الأمريكية تجاه الصين!! وهي خطوة يقول الخبراء أنها ستضر بشدة بمصداقية الولايات المتحدة على المسرح العالمي. فضلا عن أن العديد من الديمقراطيين، بما في ذلك المرشح الرئاسي ونائب الرئيس السابق جو بايدن، يحرصون أيضًا على اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الصين.

وفي نفس السياق، يذكر الكاتب “كاريشما فاسواني”(3) في مقاله المنشور على البي بي سي بعنوان (الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة “تهديد عالمي أكبر من الفيروس”): لقد وقع الرئيس ترامب مؤخرا على تشريع يجيز العقوبات الأمريكية ضد المسؤولين الصينيين المسؤولين عن قمع المسلمين في مقاطعة شينجيانغ. ويضيف أيضا: وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال قال ترامب إنه يعتقد أن الصين ربما شجعت الانتشار الدولي للفيروس كوسيلة لزعزعة استقرار الاقتصادات المتنافسة.

ويضيف “فاسواني” قائلا، وكذلك استهدفت إدارة ترامب الشركات الصينية، وخاصة شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي، التي تقول واشنطن إنها تستخدم لمساعدة بكين في التجسس على عملائها، بينما تنفي الصين ذلك، وكذلك هواوي. كما ومنعت الولايات المتحدة شركة “هواوي” من استخدام تقنيات الرقائق الأمريكية ولكنها تسمح للشركات الأمريكية بالعمل مع الشركة على تطوير تكنلوجيا الجيل الخامس. غير أن مستشار الأمن القومي السابق “جون بولتون” يذكر في كتاب له حديثا بأن موقف الرئيس ترامب المتشدد بشأن الصين وهواوي جزءًا من حيلة سياسية لإعادة انتخابه!!

ويوافق الخبير الاقتصادي البارز “جيفري ساش”(4) على أن استهداف هواوي لم يكن ببساطة مصدر قلق أمني. ويضيف البروفيسور ساش قائلا: لقد فقدت الولايات المتحدة خطوتها المتقدمة في الجيل الخامس، وهو جزء مهم من الاقتصاد الرقمي الجديد. وكانت شركة هواوي تستحوذ على حصة أكبر وأكبر في الأسواق العالمية. وأضاف البروفيسور ساش “الولايات المتحدة ابتدعت في رأيي، وجهة النظر القائلة بأن هواوي تهديد عالمي. وتعتمد بشدة على حلفاءها … لمحاولة قطع العلاقات مع هواوي”.

وفي سبيل معرفة اثار التصعيد الأمريكي داخل الصين، ينقل ثارور عن رويترز، بأن تقرير داخلي قدمته وزارة أمن الدولة الصينية إلى كبار قادة البلاد حذر من أن العداء العالمي المتزايد تجاه بكين، الذي ولّده جزئياً الخطاب الأمريكي، كان في أسوأ مستوياته منذ أحداث ميدان “تيانانمن”(5) في عام 1989. ويزعم أن التقرير خلص إلى أن الولايات المتحدة عازمة على تقويض الحزب الشيوعي الصيني الحاكم واعتبرت البلاد تهديدًا اقتصاديًا وأمنيًا.

ويضيف ثارور بان “أحد المطلعين على التقرير قال بأنه يُعتبر لدى البعض في أجهزة المخابرات الصينية بمثابة النسخة الصينية من “برقية نوفيكوف“، وهي رسالة أرسلها السفير السوفيتي في واشنطن عام 1946، “نيكولاي نوفيكوف”، شدد فيها على مخاطر الاقتصاد الأمريكي، والطموح العسكري في أعقاب الحرب العالمية الثانية”.

ويتفق الكاتب “ثارور” مع المحرر الدبلوماسي “باتريك وينتور” بأن برقية نوفيكوف، جنبًا إلى جنب مع برقية الدبلوماسي الأمريكي جورج كينان من موسكو -القائم بالأعمال الأمريكي في موسكو في نهاية الحرب العالمية الثانية ومؤلف كتاب Long Telegram الشهير في عام 1946، حيث ذكر في مذكراته مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها المفاهيم في العلاقات الدولية- يعتبران النصوص التأسيسية للحرب الباردة السوفييتية الأمريكية، التنافس الذي ظل مهيمنا على بقية القرن العشرين.

ويذكر ثارور بأنه وفقًا للخبراء، يبدو أن شيئًا مشابهًا لهاتين البرقيتين -إن لم يكن مثلها تمامًا- يجري على قدم وساق الآن. وينقل ثارور عن “كليت ويليمز”، مسؤول تجاري سابق في البيت الأبيض، لشبكة CNBC بأنه ذكر قائلا: “أعرف أن الناس لا يشعرون بالارتياح تجاه هذه المصطلحات، لكنني أعتقد أننا يجب أن نكون صادقين وأن نسمي الأمور على ما هي عليه، وهذه هي بداية حرب باردة جديدة .. وإذا لم نكن حذرين، فقد تسوء الأمور كثيرًا“. فيما ذكر “أورفيلل شيل” -مدير مركز العلاقات الأمريكية الصينية في معهد أسيا للأبحاث- لصحيفة بيزنس إنسايدر: “نحن في الأساس في بدايات الحرب الباردة.. ونحن في انحدار نزولي نحو شيء عدائي متزايد مع الصين.”

وهنا يتساءل المحرر الدبلوماسي “باتريك وينتور” قائلا: طالما تم النظر على نطاق واسع الى “جورج كينان” على انه المؤلف الفكري للحرب الباردة، ولكن ماذا لو أرسل كينان برقيته حول طبيعة التهديد السوفياتي قبل ستة أشهر؟ لكان من المحتمل أن يتم تلقي رسالته في وزارة الخارجية باستغراب. ويضيف ماذا لو أرسلها بعد ستة أشهر؟ ربما كانت ستبدو زائدة عن الحاجة، وليست أكثر من القاء المواعظ.” إن تساؤل باتريك وينتور يُحفزنا ويثير التساؤل أمامنا اليوم حول كيفية تلقينا خبر الحرب الباردة بعد ستة أشهر؟ هل سنتعامل معه باستغراب أم انه لن يكون أكثر من مجرد سرد نثري لواقع معروف ومفهوم للجميع في ذلك حين؟؟

وفي نفس السياق يضيف “باتريك وينتور” قائلا: الآن، بينما تتجه الولايات المتحدة إلى الصين لمواجهة جائحة الفيروس التاجي، يبدو كما لو أن العديد من الديمقراطيات في العالم وصلت بسرعة، كما في عام 1946، إلى تصور جديد للنظام العالمي. فقد أعلن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، أن الحزب الشيوعي الصيني هو التهديد الأول للأمن، أكبر من الإرهاب الدولي، ويبدو أن عددًا متزايدًا من الدول أخذين بالتوافق على ذلك!!

وتطالب الولايات المتحدة ألا يوافقها حلفاؤها فحسب، بل ينضمون إليها في تحالف مناهض للصين. في حين ان الصين، ربما أقل علنا، تضغط على الدول للانضمام وتشكيل كتلة مقابلة.

تحاول العديد من البلدان التحوط، ولكن مجال الحياد أو عدم الانحياز يضيق. الهند، على سبيل المثال، كانت تفخر منذ مدة طويلة بما يسميه مستشار الأمن القومي السابق “شيفشانكار مينون” بـ استقلالها الاستراتيجي، وهي تترنح الان بين القوتين.

وهنا يستطرد “باتريك وينتور” قائلا: لقد جادل “مينون” منذ مدة طويلة في أن الهند يجب أن تتجنب التحالفات الدائمة: “الموقف المثالي للهند، بالطبع، هو أن يكون أقرب إلى كل من الصين والولايات المتحدة مما هو عليه الحال مع أحدهما بشكل منفرد”. ولكن مع تصاعد الخطاب والتهديدات، أصبح التنقل بين الصين والولايات المتحدة بهذه الطريقة أكثر صعوبة من أي وقت مضى. يبدو بدلاً من ذلك كما لو أن حربًا باردة جديدة تختمر، وتُخاض من خلال التكنولوجيا والتعريفات الجمركية كما هو الحال مع الأسلحة التقليدية.

ومن ثم يطرح “باتريك وينتور” تساؤلا هاما وهو: في الواقع، السؤال الكبير للأشهر الستة المقبلة هو مدى انتشار تلك الدول التي تعارض تقسيم العالم مرة أخرى إلى كتلتين، وما إذا كانت الروابط الاقتصادية في جميع أنحاء العالم كثيفة الآن إلى حد أن سعر الفصل الذي تطالب به أمريكا مرتفع للغاية.

وينقل “وينتور” عن “كيشور محبوباني” –الزميل المتميز في معهد آسيا للبحوث، جامعة سنغافورة الوطنية والذي شغل منصب السفير السنغافوري الأسبق في الأمم المتحدة- حيث ذكر قائلا: “لقد استعد ترامب لهذه المعركة بشكل عشوائي. إن المشكلة الأساسية هي أن الولايات المتحدة قررت إطلاق مسابقة جيوسياسية ضد الصين، أقدم حضارة في العالم، دون وضع استراتيجية شاملة أولاً حول كيفية إدارة هذه المسابقة. إنه أمر مروع للغاية، فهذه ليست مسألة بسيطة لكوريا واليابان. أمريكا تريدهما أن ينفصلا عن الصين، لكن هذا الأمر بالنسبة لهما ليس سوى انتحار اقتصادي.”

كما عبر محبوباني عن غضبه الشديد في أن آسيا لا تستمتع بخيار بانون. وقال “إن الدول الآسيوية تعتبر الولايات المتحدة قوة مقيمة لها مصالح حيوية في المنطقة”. “وفي الوقت نفسه، الصين حقيقة واقعة على الأرض. لا تريد الدول الآسيوية أن تجبر على الاختيار بين الاثنين. وإذا حاول أي منهما فرض مثل هذا الخيار -إذا حاولت واشنطن احتواء صعود الصين أو سعت بكين إلى بناء مجال نفوذ حصري في آسيا- فسيبداءون مسارًا من المواجهة سيستمر عقودًا ويعرض القرن الآسيوي المنشود منذ مدة طويلة للخطر. بل والأسوأ من ذلك هو انه من غير المحتمل أن تنتهي أي مواجهة بين القوى العظمى، كما انتهت الحرب الباردة، في الانهيار السلمي لبلد ما”.

 

– الصين تستعد لكسب الحرب الباردة [2]

بعد ان كان التنافس التجاري والاقتصادي يؤطر العلاقات الامريكية الصينية، فقد اكتسب التنافس بينهما بُعدًا جديدًا، وربما حاسمًا: الإنترنت. إذا كانت الحرب الباردة [1] تدور حول العتاد العسكري وخطر الإبادة النووية، فإن الحرب الباردة [2] تتعلق أكثر بالبرامج المدنية والابتكار التكنولوجي.

يذكر الكاتب “جون ثورنهيل” في مقاله المنشور على الفاينانشال تايمز(6) بأن الإنترنت بدأ في الظهور كتقنية تحكّم، وليس مجرد اتصال. أي طرف يدير إنترنت التواصل العالمي، الذي يربط مليارات الأجهزة، سيكون له ميزة جيوستراتيجية. وتعزز الصين موقفها في هذا المجال يوما بعد أخر.

من المغري الاعتقاد بأن الحديث العدائي بين الولايات المتحدة والصين ناتج عن السياسات الشخصية لزعيمين وطنيين غير نمطيين ومزعجين، مثل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” والسيد ” شي جين بينغ”، غير أنه لن ينجو من رحيلهما.

وفي هذا الصدد، يذكر الكاتب ثورنهيل نقلا عن “أورفيللي شيل” -أحد علماء الصين البارزين في أمريكا- في أنه يتبنى وجهة نظر أكثر قتامة. فقد جادل قائلا: “أن سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الصين التي استمرت لما يقرب من 50 عامًا من خلال ثماني إدارات رئاسية جمهورية وديمقراطية ماتت. وذكر أن أفضل ما يمكن أن يتمناه هو أن الولايات المتحدة والصين لا تزالان في سفوح حرب باردة جديدة، بدلاً من الصعود إلى ذروتها”.

من وجهة نظر السيد شيل، كانت المشاركة الأمريكية قائمة على افتراضين فشل كلاهما في اختبار الزمن. أولاً، كانت واشنطن مقتنعة بأن زيادة الرخاء وزيادة التفاعل مع العالم سيؤدي إلى دمقرطة الصين. في وقت لاحق، اعتقدت أن الإنترنت سوف تزيد من تسريع الحرية المجتمعية. في عام 2000، اقترح بيل كلينتون، الرئيس الامريكي آنذاك، أن محاولات الصين للقضاء على الإنترنت ستكون “مثل محاولة تثبيت الجيلي على الحائط“.

يبدو العالم مختلفًا اليوم. برزت الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم دون تخفيف قبضة الحزب الشيوعي على السلطة. وجدار الحماية الصيني العظيم حجب الإنترنت العالمي، بينما مكّن بكين من العبث في الساحات الخلفية الإلكترونية للآخرين. مؤخرا أوقفت تويتر 23،750 حسابًا زعمت أنها جزء من حملة دعائية منسقة تديرها الصين. وحذر ستانلي ماكريستال، الجنرال الأمريكي السابق: “نحن في منافسة ليس من الضروري أن تكون حرب إطلاق نار لكي تكون خطرة علينا“.

 

  • هل الصين في طريقها لتحقيق التفوق التكنولوجي؟

وهنا يستشهد الكاتب “ثورنهيل” بما ذكره “روبرت أتكينسون” -رئيس مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن-، حيث جادل “روبرت أتكينسون” قائلا: “بأن الصين تجاوزت الولايات المتحدة بالفعل في بعض الصناعات المتقدمة وتستثمر بشكل كبير لتحقيق التفوق التكنولوجي”. وأضاف: “أصبحت الصين أكثر قوة من الناحية التكنولوجية ويمكنها أن تتفوق بسهولة على الولايات المتحدة إذا لم تتصرف“.

ويجادل أتكينسون بأن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى تطوير استراتيجية صناعية وطنية. والاعتقاد السائد بأن الأسواق الحرة وحقوق الملكية وروح المبادرة ستكون كافية لضمان النجاح هو “غير تاريخي وساذج”.

ويضيف أتكينسون “في ذروة الحرب الباردة عام 1963، أنفقت الحكومة الفيدرالية الأمريكية أكثر على البحث والتطوير من بقية القطاعات العامة والخاصة في العالم مجتمعة. بينما اليوم، تنفق أقل على البحث والتطوير كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي مما كانت تنفقه في عام 1955. بالإضافة الى الهدر والنفعية السياسية فيما يتم إنفاقه بالفعل وفقا لباحثين اخرين!!

المفارقة هي أن قادة الصين ربما يكونون قد تعلموا من التاريخ الأمريكي وانتصارها في الحرب الباردة الأولى أكثر مما تعلمته الطبقة السياسية الأمريكية. الابتكار التكنولوجي هو قضية الأمن القومي.

الخاتمة

يبدو ان الحرب الباردة المتعمقة بين الولايات المتحدة والصين ستكون مصدر قلق أكبر للعالم من الفيروس التاجي. هذا ما يفترضه عددا من المحللين والمراقبين، ويذهبون الى ان العالم يتجه نحو مرحلة “اضطراب هائل دون قيادة” في أعقاب الوباء. وحذروا من أن الانقسام بين القوتين العظميين سيؤدي إلى تفاقم هذا الأمر. كما ان العديد من المحللين يلقي باللوم على الإدارة الأمريكية في الأعمال العدائية بين البلدين، فقد ذكر البروفيسور ساش قائلا: “الولايات المتحدة قوة للانقسام وليس للتعاون”. واضاف “انها قوة لمحاولة اثارة حرب باردة جديدة مع الصين. إذا استمر هذا الأمر وتم تطبيق هذا النهج، فلن نعود إلى الوضع الطبيعي، في الواقع سوف نتجه إلى جدل أكبر وخطر حقيقي أكبر“. ويبدو ان تعليقات السيد ساش تأتي في الوقت الذي تستمر فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين في النمو على عدة جبهات، وليس التجارة فقط.

 

 

(1) – Patrick Wintour. “US v China: is this the start of a new cold war?” The Guardian. https://www.theguardian.com/world/2020/jun/22/us-v-china-is-this-the-start-of-a-new-cold-war

(2) – Ishaan Tharoor. “Is a U.S.-China Cold War already underway?” May 15, 2020. The Washington Post.  https://www.washingtonpost.com/world/2020/05/15/is-us-china-cold-war-already-under-way/

(3) – Karishma Vaswani. “US China cold war ‘bigger global threat than virus’.” https://www.bbc.com/news/business-53104730

(4) – جيفري د. ساش أستاذ علوم الاقتصاد ذي الشهرة العالمية ، والرائد في التنمية المستدامة ، وكبير مستشاري الأمم المتحدة ، والمؤلف الأكثر مبيعًا ، وكاتب العمود المشترك الذي تظهر أعمدته الشهرية في أكثر من 100 دولة. وهو حائز على جائزة Blue Planet 2015 ، الجائزة العالمية الرائدة للقيادة البيئية. وقد تم اختياره مرتين من بين 100 من قادة العالم الأكثر تأثيرًا في مجلة تايم. وقد أطلقت عليه صحيفة نيويورك تايمز “ربما أهم الاقتصاديين في العالم”، ومجلة تايم “أشهر الاقتصاديين في العالم”. صنف استطلاع أجرته مجلة The Economist مؤخرًا البروفيسور ساش كأحد أكثر الاقتصاديين تأثيرًا في العالم خلال العقد الماضي. https://blogs.worldbank.org/team/jeffrey-sachs

(5) – احتجاجات ميدان تيانانمن أو حادثة ميدان تيانانمن، كانت مظاهرات يقودها الطلاب في ميدان تيانانمن في بكين خلال عام 1989. أدت هذه الاحتجاجات إلى قمع عسكري وقتل مئات، إن لم يكن الآلاف، من المتظاهرين المدنيين. وتشتهر هذه الساحة -خارج الصين- باحتجاجات ساحة تيانانمن 1989 التي انتهت بحملة عسكرية، والتي تُعرف أيضًا باسم مذبحة ساحة تيانانمن. https://en.wikipedia.org/wiki/Tiananmen_Square

(6) – https://www.ft.com/content/b6c5558e-ba0e-4381-b2b4-1acceb2ab484