إيران و بايدن والوكالة الدولية للطاقة الذرية

      التعليقات على إيران و بايدن والوكالة الدولية للطاقة الذرية مغلقة

https://www.cmess.ir/Page/View/2021-12-04/4930

مركز الأبحاث العلمية والدراسات الاستراتيجية  في الشرق الاوسط

الكاتب: جواد حيران نيا

 المترجم: ا.م. خالد  التميمي

 

ذكر المجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية في الشؤون الدولية مقرها واشنطن) في تحليل له: أنَّ الولايات المتحدة أعربت عن رغبتها في اتفاق نووي يدوم “لفترة أطول وأقوى”، وأقرت بأنَّ العودة إلى الالتزام بالاتفاقية الأصلية هي خطوة أولية ضرورية.

“يريد معظم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج العربي أن تواصل الولايات المتحدة احتواء إيران ومواجهتها, “في حين أن لطهران وجهة نظر مختلفة ومعارضة، فهي ترى أنَّ المنطقة لم تعد مكانًا ملائما للولايات المتحدة”. وبدأ حلفاء واشنطن من العرب، أيضا، محادثات مع إيران قبل رؤية تقدم في عودة الاتفاق النووي, وهذا مقتطف من تحليل أجراه جواد حيران نيا، مدير مجموعة الخليج العربي في مركز البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، نُشر في مركز أبحاث المجلس الأطلسي الأمريكي.

إذ يرى الخبراء الإيرانيون في طهران، أنَّ نهج إدارة بايدن تجاه إيران والاتفاق النووي، هو جزء من السياسة الخارجية الشاملة لإدارته، ورغبتها في حل النزاعات العسكرية في الخليج العربي.

النهج الأمريكي الحالي يذكرنا بـ “متلازمة فيتنام” (هو مصطلح يشير إلى النفور العام من التورط العسكري الأمريكي في الخارج)، التي أثرت في الحكومات الأمريكية منذ انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام في عام 1975، ومن المرجح أن يكون رد فعل على عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية في أعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول.

وعليه، تبدو الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ نهج “أكثر تواضعا”، بعد رؤية النتائج السيئة لتدخلها في أفغانستان والعراق بعد 11 أيلول، في حين صعود الصين وتهديدات أخرى، مثل: روسيا، قد أثر في هذا التغيير.

يعتقد الدكتور محمود ساري القلم، الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة شهيد بهشتي، أنّ إجماعاً أميركياً جديداً ظهر بشأن الصين وروسيا، يتحول من سياسة “المنافسة” إلى “المواجهة المتعمدة”. لذلك، يجب النظر إلى سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران في سياق “المحور الآسيوي” لإدارة بايدن. من ناحية أخرى، يحتل الشرق الأوسط موقعًا مهمًا نظرًا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي كمفترق طرق بين أوروبا وآسيا. لذا يعتمد الحلفاء العرب على الولايات المتحدة، والآن إسرائيل، لحفظ  الأمن بسبب اتفاق ابراهام 2020 (مجموعة من اتفاقيات السلام التي عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة) .

وتبدو دول، مثل: سوريا واليمن هي أيضًا أرض خصبة محتملة للجماعات الإرهابية، التي يمكنها مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. على الرغم من أنَّ واشنطن لم تعد تعتمد على نفط الخليج العربي، فإن أي اضطراب طويل الأمد في المنطقة يمكن أن يدمر الاقتصاد العالمي. هناك أيضًا مخاوف من أنَّ التقدم النووي الإيراني قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي إقليمي.

ويجادل منتقدو إدارة بايدن بأنَّ الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية ما بعد أفغانستان، لإعادة النظام إلى الشرق الأوسط، في حين يبدو هذا الفراغ خطيرًا. لذلك، يجب على واشنطن تشجيع حلفائها وشركائها على معالجة المظالم الإقليمية، من أجل إضفاء الشرعية على النظام الجديد. كذلك، يحتاج صانعو السياسة في الولايات المتحدة إلى توخي الحذر، ويفضلون الاستقرار على اتفاقيات إنهاء الصراع. ومع ذلك، فإنَّ التشكيك في التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، قد يكون أفضل استراتيجية لتحقيق الاستقرار. في الأقل، أجبر هذا التشاؤم الخصمين الرئيسين في المنطقة على الحديث، بحيث ازداد الدفء الأخير في العلاقات الإيرانية السعودية، مع ظهور تصور بانخفاض التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

من أجل تجنب العواقب المدمرة للبصمات الأمريكية في المنطقة، مثل: صعود (الدولة الإسلامية في العراق والشام) بعد الانسحاب الأمريكي من العراق في عام 2011 ، يجب على واشنطن تشجيع الدبلوماسية الإقليمية ، وخاصة بين إيران و السعودية.

كما يمكن للمحادثات الأمنية الشاملة في الخليج العربي أن تساعد أيضًا في تخفيف العبء الأمني ​​على واشنطن. فضلا عن ذلك، يجب أن تستمر الولايات المتحدة في القيام بدور داعم في تحقيق النجاح عن طريق هذه الجهود. في أيار 2020، أيد جيك سوليفان التركيز في الحوار بين المناطق قبل انتخاب بايدن. وفي الوقت الحالي، يعطي سوليفان، مستشار الأمن القومي، الأولوية لسياسة الاحتواء الصينية.

كما أكد وزير الخارجية أنطوني بلينكين، والممثل الأمريكي الخاص لمجلس الأمن في الشؤون الايرانية روب ماليب، على ضرورة الإحياء السريع للاتفاق النووي التابع للأمم المتحدة، كوسيلة لتعزيز شعار بايدن “أمريكا عادت”، الذي يمكن الدفاع عنه من قبل منتقدي الجمهوريين، وهذا سيخفف من مخاوف واشنطن بشأن برنامج إيران النووي للعقد القادم، ويسمح للولايات المتحدة بالتركيز في الصين.

وبينما أعلنت الولايات المتحدة عن رغبتها في أن يكون الاتفاق النووي “فترة أطول وأقوى”، كما أوردنا سابقا، فإنَّ إدارة بايدن حثت حلفاءها الإقليميين على التواصل مع إيران، لإنهاء معارضتهم بخصوص الاتفاق النووي، حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى دفع ثمن انخراطها مع إيران بموجب الالتزامات جديدة. لذلك، إذا أدت هذه القضية إلى انخفاض كبير في التوترات، فستستفيد الولايات المتحدة بشكل كبير من الدبلوماسية الحالية بين الرياض وطهران.

ويعتقد سيد حسين موسويان (العضو السابق في فريق التفاوض النووي الإيراني)، أنَّ إيران تنوي تحسين العلاقات مع السعودية بغض النظر عن مصير الاتفاق النووي، في حين تنتظر الرياض لترى ما إذا كانت الاتفاقية سيتم إعادة تأسيسها. بالنسبة لطهران، فإنَّ إعادة العلاقات الدبلوماسية وتحسين العلاقات الثنائية مع الرياض أولوية، في حين أن الاخيرة مهتمة أكثر بالاتفاق النووي والتطورات في اليمن. بالطبع، أدرك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك السعودية، أن بايدن لا يستطيع إضافة حوار إقليمي إلى المحادثات النووية، وهشاشة المحادثات تعني عدم وجود نطاق ترددي لمناقشة دور إيران في المنطقة، لهذا السبب بدأ الحلفاء العرب للولايات المتحدة محادثات مع إيران قبل رؤية تقدم في عودة الاتفاق النووي.