الانتخابات الفرنسية من سيكون الرئيس؟

      التعليقات على الانتخابات الفرنسية من سيكون الرئيس؟ مغلقة

م. علي مراد النصراوي / قسم إدارة الأزمات

نيسان ٢٠٢٢

يجري انتخاب الرئيس الفرنسي كل خمسة أعوام، عبر الانتخاب العام المباشر وفق الدستور، ويتمتع بأعلى سلطة تنفيذية، لكونه منتخبًا بصورة مباشرة من الشعب. وهو أعلى صلاحية من رئيس الوزراء، فهو يمارس السلطة السياسية، بعكس رئيس الوزراء الذي يمثل السلطة الإدارية. وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي شهدت منافسة قوية ما بين المرشحين، إذ تنافس (12) مرشحًا، (8) رجال و(4) نساء، وينتمي (3) من المتنافسين الستة الرئيسِين إلى اليمين السياسي، في حين ينتمي (3) آخرون إلى اليسار، وفي مقدمة المرشحين هو الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي يحسب على أنه ينتمي إلى تيار الوسط، ويمثل حزب “الجمهورية إلى الأمام”، ويجتذب ناخبين من كل من اليمين واليسار، في مقابل ذلك يأتي زعيما اليمين المتطرف: مارين لوبان وإريك زمور.

وقد أظهرت نتائج الجولة الأولى تصدّر الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، اليوم الأحد، بحصوله على ما بين (27.6) و(29.7%) من الأصوات، وتأهله إلى الجولة الثانية مع منافسته اليمينية مارين لوبان التي نالت (23.5) إلى (24.7%) من الأصوات ووفق التقديرات. حلّ المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون ثالثًا بحصوله على ما بين (19.8) و(20.8%) من الأصوات، ولا يزال بانتظار المتنافسين مدة (15) يومًا، لحسم الفوز في الجولة الثانية بين ماكرون وومارين لوين. وتبقى ملفات عدة يناور بها كل طرف، لكسب التأييد الشعبي، إذ تعوّل مارين لوين اليمينية على ملف الهجرة والمسلمين، والتشدد في بعض المواقف اتجاههم، أمّا ماكرون فهو يسلك العكس من ذلك، فضلا عن الاتحاد الأوربي والموقف من الحرب الروسية الأوكرانية، ودور فرنسا في ذلك. ويسعى كل طرف إلى وضع رؤيته في حالة الفوز، لكيفية التعامل مع تلك الملفات.

وتشير بعض مراكز استطلاع الرأي، إلى إمكانية فوز الرئيس ماكرون لولاية ثانية، بحسب المعطيات المتوفرة، بالرغم من تصاعد وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية، وموقف اليمين المتطرف من ملف الهجرة، والعلاقة مع الاتحاد الأوربي، إلا أنّ ما يحسب لماكرون وقوفه في الوسط ما بين اليسار واليمين، وبهذه الحالة يعمل على كسب الأصوات من الطرفين، كما أنَّ مدة الـ(15) يومًا تكون حاسمة لكلا المرشحَين، للبوح ببعض الأمور، أو الإعلان عن خطط وآليات محددة، وإدامة الزخم الجماهيري، وكسب  ناخبين جدد، للفوز بولاية رئاسية جديدة.