“الحرب النووية الوقائية”: المعركة التاريخية من أجل السلام والديمقراطية، حرب عالمية ثالثة تهدد مستقبل البشرية.

      التعليقات على “الحرب النووية الوقائية”: المعركة التاريخية من أجل السلام والديمقراطية، حرب عالمية ثالثة تهدد مستقبل البشرية. مغلقة

بقلم البروفيسور ميشيل شوسودوفسكي

موقع : جلوبال ريسيرش ، 6 أكتوبر 2022

ترجمة وعرض وتحليل: الباحثة / م. هناء جبوري محمد / مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة كربلاء

9/ 10/2022

مقدمة:

        لم تكن الإنسانية في أي وقت من الأوقات منذ إلقاء القنبلة الذرية الأولى على هيروشيما في السادس من أغسطس عام 1945 في تصورها القاء تلك القنبلة. وقد تم إلغاء جميع ضمانات حقبة الحرب الباردة، التي صنفت القنبلة النووية على أنَّها “سلاح الملاذ الأخير”.

كان تصريح فلاديمير بوتين في 21 فبراير 2022 ردًا على تهديدات الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية على أساس استباقي ضد روسيا، على الرغم من “تطمينات” جو بايدن بأنَّ الولايات المتحدة لن تلجأ إلى “الضربة الأولى” لهجوم نووي ضد روسيا، إذ قال مخاطبا أمريكا:

“اسمحوا لي [بوتين] أن أوضح أنَّ وثائق التخطيط الاستراتيجي للولايات المتحدة، تحتوي على إمكانية ما يسمى بضربة استباقية ضد أنظمة الصواريخ المعادية. ومن هو العدو الرئيس للولايات المتحدة والناتو؟ نحن نعلم ذلك أيضًا. إنّها روسيا. في وثائق الناتو، تم إعلان بلدنا رسميًا ومباشرًا على أنَّه التهديد الرئيس لأمن شمال الأطلسي،وستكون أوكرانيا بمنزلة نقطة انطلاق للإضراب“. (خطاب بوتين، 21 فبراير 2022).

في تموز (يوليو) 2021، أطلقت إدارة بايدن مراجعة الوضع النووي لعام 2021 (NPR)، ليتم استكمالها والإعلان عنها رسميًا في عام 2022. ومن المقرر أن تتضمن خطة 2021 NPR ما يوصف بأنّه “سياسة إعلان نووي للولايات المتحدة”. من غير المحتمل أن تُلغي NPR 2021 الخيارات النووية لإدارتي: أوباما وبوش، والتي تستند إلى حد كبير إلى فكرة الحرب النووية الوقائية التي أثيرت في خطاب الرئيس بوتين. تتمثل العقيدة النووية الأمريكية الأساسية في تصوير الأسلحة النووية على أنها وسيلة “للدفاع عن النفس” وليس “سلاح دمار شامل”. فضلا عن ذلك، هناك مصالح مالية قوية وراء مراجعة NPR مرتبطة ببرنامج أسلحة نووية بقيمة (1.3) تريليون دولار، بدأ في عهد الرئيس أوباما. على الرغم من أن النزاع الأوكراني اقتصر حتى الآن على الأسلحة التقليدية المقترنة بـ“الحرب الاقتصادية”، فإنَّ استخدام مجموعة كبيرة من أسلحة الدمار الشامل المتطورة بما في ذلك الأسلحة النووية هو على لوحة رسم البنتاغون. وفقًا لاتحاد العلماء الأمريكيين، يبلغ إجمالي عدد الرؤوس الحربية النووية في جميع أنحاء العالم (13000). لدى كل من روسيا والولايات المتحدة “حوالي (4000) رأس حربي في مخزوناتهما العسكرية.

التـحليل :

من أبرز الجرائم الدولية المهددة للسلم والأمن الدولي، والتي أدرجت في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ضمن المادة (5)، هي: (جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب وأخيراً جريمة العدوان). وعليه نلاحظ أنَّ هناك محدودية في الاختصاص الموضوعي (النوعي) للمحكمة الجنائية الدولية، إذ إنَّه قد شمل أبرز الجرائم الدولية التقليدية المعروفة منذ القدم، ولم يقم النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية باستحداثها، في حين لم تشمل المادة المذكورة آنفًا من النظام الأساسي أهم الجرائم الدولية الحديثة، مثل: جريمة الارهاب الدولي وجريمة استخدام الأسلحة البيولوجية والنووية، والتي تعد من أخطر الجرائم وأشدها جسامة على المجتمع الدولي، مما أدى إلى اضعاف دور المحكمة الجنائية الدولية، في تصديها لتلك الجرائم الدولية ذات الآثار الخطرة والمدمرة للمجتمع الدولي بأسره. وعليه نجد اليوم أن أبرز الدول العظمى ذات النفوذ السياسي العالمي، وهي كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية،  أصبحت تستخدم لغة التهديد وبدون حرج أو تخوف من أي رادع سياسي او قانوني دولي، وتلوح وبشكل علني باستخدام السلاح النووي، مما يدل على ضعف الرادع القانوني الجنائي الدولي والمتمثل في المحكمة الجنائية الدولية. فالمحكمة الجنائية الدولية المنشأة بموجب نظام روما الأساسي لعام 1998، أنشئت من أجل مكافحة أهم الجرائم الدولية والقضاء عليها وملاحقة مرتكبيها، لإحلال الأمن والسلام الدولي، ولإرساء العدالة الجنائية الدولية المنشودة، وعليه يجب تفعيل دور المحكمة بتوسيع نطاق اختصاصها الموضوعي (النوعي)، والعمل على ادارج جريمة استخدام السلاح النووي، وتحديد أركانها وظروفها وعدّها جريمة دولية تستحق العقاب، للدولة ولرؤساء الدول الذين يلوحون باستخدام هذا السلاح الخطير والمدمر للمجتمع الدولي.

للمزيد ينظر الرابط: https://www.globalresearch.ca/preemptive-nuclear-war-a-third-world-war-spells-the-end-of-humanity-as-we-know-it/5772695