مقتل خليفة داعش بالتزامن مع الهجمات في العراق وسوريا

      التعليقات على مقتل خليفة داعش بالتزامن مع الهجمات في العراق وسوريا مغلقة

الكاتبة: شيلي كيتلسون. صحفية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط وأفغانستان.

الناشر: al-monitor

عرض وتحليل: أ.م. مؤيد جبار حسن

ترجمة: هبة عباس محمد علي

    أُعلِن عن مقتل الخليفة الثالث لتنظيم (داعش)الإرهابي، الذي يُعد ثاني زعيم للتنظيم يقتل هذا العام في سوريا، وبالتحديد في محافظة جنوبية تعرف بأنَّها مهد انتفاضة عام ٢٠١١، على يد القوات التي حاربت لسنوات ضد الحكومة المركزية في دمشق، قبل أن تتصالح معها مقابل منحها سيطرة فعلية على منطقتها، وربما تم تقديم الدعم لها من قبل القوات الحكومية السورية.

وفي منتصف تشرين الأول ذكرت وسائل الإعلام المحلية، أنَّ رجلاً يدعى عبد الرحمن العراقي، قُتلفي بلدة جاسم شمال محافظة درعا، وكان آنذاكأمير المنطقة الجنوبية للجماعة العاملة في العراق وسوريا.

فيما أعلن تنظيم (داعش) في ٣٠ تشرين الثاني،عن مقتل خليفته أبو الحسن الهاشمي القرشي، من قبل الجيش السوري الحر في منطقة درعا في سوريا، وتسمية خليفة له هو أبو الحسين الحسيني القرشي، وعدَّ الكولونيل جو باكينو المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية مقتله ضربة أخرىلداعش.

يُذكر أنَّ أبو بكر البغدادي الزعيم الأول لداعش،الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، قد فجر نفسه في ٢٧ تشرين الأول ٢٠١٩،خلال عملية لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المشتركة، في محافظة ادلب شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود التركية.

فيما قُتل الخليفة الثاني لداعش المعروف باسم أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، بطريقة مماثلة في ٣ شباط هذا العام، بعد تفجير قنبلة قتلته مع أفراد من عائلته، خلال عملية لقيادة العمليات الخاصة المشتركة.

لكن في الوقت ذاته يلاحظ استمرار خلايا (داعش)بشن هجمات في سوريا والعراق.

ووفقا لما قاله أحد الأشخاص السوريين في منتصف شهر تشرين الثاني، إنَّ المئات من مقاتلي داعشانتقلوا من سوريا إلى العراق، وتوجه معظمهم إلى محافظة كركوك التي تُعد تحت امرة الوالي المعروف بأبي يحيى. وبعد أيام قليلة وبالتحديد في ١٩ تشرين الثاني، قُتل أربعة جنود عراقيين في هجوم شنه داعش في المحافظة، وأفادت وسائل إعلام محلية بقطع رؤوس جثث الجنود.  

إنَّ سبب هذه الثغرات الأمنية هو ان محافظة كركوك الغنية بالنفط والواقعة بين أربيل وبغداد، تعد نقطة خلاف كبيرة بين الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة الرامية إلى تهدئة الوضع، لكن لاتزال هناك مشكلات في التعاون بين القوات المتعددة المنتشرة في المنطقة.

وبما إنَّ الخلفاء الثلاثة -القتلى- للتنظيم من العراق،من المحتمل أن يكون الخليفة الرابع كذلك، إذ لايزال التنظيم يخضع للسيطرة العراقية بشكل كبير وفقا لمصادر في سوريا والعراق. ولا يوجد حتى الآن اجماع حول هوية زعيم داعش المعلن، على الرغم من تأكيد الجيش الأمريكي مقتله في منتصف تشرين الأول في سوريا.

قدمت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية والبنتاغون الدعم لجماعات المعارضة التي قاتلتداعش في الصحراء الجنوبية لسوريا سابقا، وكان لهذه القوات دور رئيس ومهم في دحر داعش من مناطق واسعة من الصحراء السورية، لكن تم منعها من التقدم في المناطق التي يسيطر عليها داعش من قبل الحكومة السورية والفصائل المتحالفة معها.

واستمرت الولايات المتحدة بدعم قوات مغاوير الثورةفي ثكنة التنف العسكرية، في حين لم تبدِ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة ويقودها الاكراد أي تعاون. وقال قائد مغاوير الثورة:“تربطنا علاقات وثيقة مع الجميع في الجيش السوري الحر، ولايزال داعش يشكل تهديداً، ويوجد في المناطق التابعة للحكومة السورية.

التحليل: إنَّ الاعتداء الإرهابي الأخير في يوم الاحد 18/ كانون الأول على عجلة للشرطة في كركوك، والذي خلف تسعة قتلى ومصابين، شكل ناقوس خطر لتكرر الاعتداءات والهجمات الإرهابية لداعشفي محافظة كركوك بالذات، وكأنَّ تنوعها العرقي والطائفي، والمشكلات بين المركز والاقليم عليها، جعلتها محط انظار الإرهابيين مثلما كانت الموصل قبل ذاك.

في هذا المقال للكاتبة شيلي كيتلسون المتخصصةفي شؤون الشرق الأوسط، نشخص عدة نقاط،منها: إنَّ التنظيم الإرهابي (داعش) يستمد بعده الاستراتيجي من داخل سوريا، لكنه في الوقت ذاته يخضع لقيادة عراقية خالصة، وكأنَّه مخططًا له أن يكون ويتوسع في داخل تلك البلدان فقط. كما أنَّسرعة انتخاب قائد جديد بعد مقتل الذي سبقه، تؤكد وجود هيئة أو لجنة ما يقع على عاتقها اختيار زعيم التنظيم ومن العراقيين حصرا.

وأخيرا لا يخفى على كل مطلع أنَّ التنظيم الإرهابييركز جهده حاليا في كركوك، لذا يجب على الحكومة المركزية والاقليم تدارك هذا الخطر الداهم، عن طريقإطفاء نار الفتنة والاحتراب، وردم الهوة بين الاخوة،والذي يلعب على أوتار الإرهاب، والركون إلى طاولة المفاوضات لحل جميع الإشكالات، وإن كان بوجود أممي او جامعة الدول العربية، أو أي طرف يريد بالعراق والعراقيين خيرا.  

https://www.al-monitor.com/originals/2022/12/syrian-rebels-kill-caliph-attacks-continue-iraq-syria