يَنْطَلِق مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء، من إيمانٍ راسِخٍ بأنَّ المعرفة، هي الدَعَامة الأولى لبِنَاءِ الدولة، ورَسْمِ مستقبلِها، وأنَّ الفكرَ الواعي هو السلاح الأقدر على مواجهة التحديات، وصِنَاعَة النهضة. ويسعى المركز إلى أن يَكُونَ مَنَارَةً للفِكْرِ الرَصِينِ، وبَيْتَ خِبْرةٍ وطنيًا، يُنْتِجُ الدراسات المُعَمَّقة التي تُعنى بقَضَايَا العراق، والمنطقة، بوعيٍ علميٍ نافذٍ، ورؤيةٍ استراتيجيةٍ متجددةٍ. ونَطْمَح أن نُشَكِّل جسرًا بين الجامعة، ومؤسسات الدولة، وصنّاعِ القرار، عَبْر تقديم بدائِل عملية، وحُلولٍ رَصِينةٍ، تَنْبَثِق من البحث العلمي، وتَسْتَنِد إلى مَنطِق العَقل، والخِبْرَة. ونَسْتَلْهِم في مَسِيَرَتِنا من ثَوْرَة الإمَام الحُسَيْن (عليه السلام)، قَبَسَ الإصْلَاحِ، ورُوحَ العَدالةِ، وكَرَامَةِ الحُرّيةِ، لتكونَ لنا هاديًا في مُقَاوَمَة الانْحِرَاف، وبِنَاء مُجْتَمَعٍ يَسُوُدُه الحَقُ، ويُزْهِر فِيهِ الإنْصَافُ. كما نَحْرُصُ على إشَاعَة ثَقَافَة التفكير الاستراتيجي، وتَعْزِيز قِيَمِ الحِوَارِ، والانْفِتَاح، على المَدَارِسِ الفكريَة المتنوعَة، إدراكًا بأنَّ التعددَ مَصْدَرُ غنًى لا مَوْطِنَ ضَعْفٍ. ونُولِي عِنَايَة خاصة بالشَبَاب، والباحِثين الجُدُد، إذ نَرَاهُم حَجَر الزاوية في تَجدِيد الرُؤى، وإحْيَاء الفِكْر، وإطْلَاق طاقات الإبْدَاع. إنَّ التزامنا بالموضوعية، والحِيَاد العِلمِيّ، يَجْعَل من مُخْرَجات المَركَز، مَرْجِعًا مَوثُوقًا لِكلِّ باحثٍ عن الرأي السَديد، والمَعْرِفَة الدَقِيقَة، لنَغْدُو بذلك رافدًا علميًا، ومَعْرِفيًا، يَرْفِد المجتمعَ بالوَعْي، ويَصُون المصلحةَ الوطنيةَ العُلْيَا، ويَجْعَل من كربلاء – بتراثِها وقِيَمِها– مُنْطَلقًا لإشعاعٍ فكريٍ يَتَجَاوَز حدودَ المكانِ، والزمانِ.
كلمة مدير المركز
التعليقات على كلمة مدير المركز مغلقة