صدمة الأخبار الاتفاق الإيراني السعودي

      التعليقات على صدمة الأخبار الاتفاق الإيراني السعودي مغلقة

مركز الأبحاث العلمية والدراسات الاستراتيجية  في الشرقالأوسط

https://www.cmess.ir/Page/View/2023-03-12/6224

المؤلف: أبو القاسم قاسم زاده

ترجمة: أ.م خالد حفظي التميمي

      لقد كانت الصدمة الإخبارية لمعظم وسائل الإعلامالرسمية، هو الاتفاق بين إيران والسعودية في بكين،لاستئناف العلاقات الثنائية الرسمية بين طهران والرياض.إذ اتفقت إيران والسعودية على استئناف علاقاتهماالسياسية الرسمية، وإعادة فتح سفاراتهما في غضونشهرين.

كما سيلتقي وزيرا خارجية البلدين، لتنفيذ هذا القرارواتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء. كان النشرالرسمي والعلني لأخبار هذا الاجتماع في بكين، الذياتفقت فيه إيران والسعودية على العودة إلى الأوضاعالطبيعية للعلاقات الثنائية، مع فتح السفارات في غضونشهرين كحد أقصى، بمنزلة صدمة إخبارية بالنسبة لمعظموسائل الإعلام الإخبارية السياسية ولبعض الحكومات. وبينما كانت معظم الحكومات سواء في دول المنطقة أو فيالفضاء الدولي تدرك أنَّ أمين المجلس الأعلى للأمن القوميسردار شمخاني كان في بكين ابتداءً من 15 آذار، لإجراءحوار مكثف، مع التسوية النهائية للقضايا بين طهرانوالرياض. يعدّ نشر الاتفاقية بين الطرفين أهم حدث فيمنطقة الخليج العربي بالنسبة لمعظم الدول، من أجل تهدئةالتوترات، وحل الخلافات في الرأي عبر القنوات الدبلوماسية.

في غضون ذلك، كان رد فعل قادة الكيان الصهيونيمختلفًا، إذ ذكر معظمهم الاتفاق في بكين على أنَّه كارثةخطيرة على إسرائيل. ووصف رئيس وزراء إسرائيل السابقالاتفاق بين إيران والسعودية بأنه فشل في سياسة تل أبيبالخارجية. وردا على الاتفاق بين إيران والسعودية قال لابيد: إنَّ هذا الاتفاق هو فشل كامل للحكومة الاسرائيلية. وانتقدالسياسة الخارجية لحكومة نتنياهو، وقال: “… بهذا الاتفاق،تم تدمير جدار الدفاع الإقليمي الذي بنيناه ضد إيران. حيث يعد الاتفاق بين طهران والرياض خطرًا على سياسةاسرائيل الخارجية“.

وعلى عكس النظام الصهيوني، فقد أيدت معظم الدولالإسلامية ولاسيما الحكومات العربية، في منطقة الخليجالعربي وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط, اتفاقية طهرانوالرياض في بكين، وعدَّتها بداية طريق سلام شامل فيمنطقة الخليج العربي. كما عدَّت الحكومة الأمريكية انتهاءالاجتماع بين إيران والسعودية في بكين، وإصدار بيانالاتفاقية خطوة لاستمرار السلام في الشرق الأوسط لاسيمافي الخليج العربي.

ويبدو أنَّ الاتفاق في بكين سيبدأ مسارًا جديدًا في تنظيمالعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، بين طهران والحكوماتالعربية في جميع أنحاء الخليج العربي والشرق الأوسط. بالطبع، يقيّم النظام الصهيوني هذه الاتفاقية على أنَّهامخاطرة كبيرة لاستراتيجية تصعيد الأزمة في المنطقة، وعلىعلاقات طهران مع الدول العربية الأخرى في الخليجالعربي. لا شك في أنَّ النظام الصهيوني من الآن فصاعدًا،سيتابع هذا الاتفاق ويعدَّه مخططًا قد خلق أزمة جديدة،ولاسيما أنَه مع هذا الاتفاق ستذهب أزمة الحرب في اليمنإلى طريق الحوار والتفاهم، وكذلك أزمة تشكيل الحكومة فيلبنان ستنتهي أيضا. ولكن على الرغم من التصوراتوالتفسيرات المتفائلة إلى حد ما، طالما استمرت حرب بايدنوبوتين في أوكرانيا، وحسابات بايدن السياسية الدولية التيتحد من القوة السياسية والاقتصادية والتجارية للحكومةالصينية بشكل خاص، فإنَّ منطقة الخليج العربي بأكملها لاتزال معرضة لمختلف الاضطرابات.

في مثل هذه الحالة، تعدّ حكومة ايران اتفاقية طهران – الرياض في بكين، بمنزلة بداية خفض التصعيد في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط الحساسة، عن طريق تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الحكومات العربية أو غير العربية الأخرى في المنطقة، فهي بذلك تؤدي، أولاً: إلىتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية, ثانيًا: في الحالة التي أصبحت فيها الحرب في أوكرانيا بمنزلة تهديد دولي، فإنَّ هذا الاتفاق سوف يعزز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الدول الإسلامية الأخرى، وتصبح دفة للـ “السلام والاستقرار” في جميع أنحاء المنطقة.