(أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة)

      Comments Off on (أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة)
أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة 2

ندوة حوارية

عقد مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء وعلى قاعة الجامعة الكبرى بتاريخ 6/5/2015 ندوة حوارية بعنوان “أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة” كان المحاضر

الرئيس فيها الدكتور البحريني المعارض راشد الراشد، وأدار الندوة الأستاذ المساعد الدكتور خالد العرداوي مدير المركز، وبعد الترحيب بالحضور، استهل المحاضر حديثه بالتطرق إلى ثلاث قضايا رئيسة: اليمن، العراق، البحرين. وطرح عدد من التساؤلات: هل هناك ترابط بين ما يجري في العراق وسوريا وليبيا وتونس والبحرين واليمن؟ فهناك في عالمنا العربي حرائق مشتعلة في كل مكان، وهي ليست ناتجة من محض الصدفة وإنما نتاج تخطيط، ولها جذور تؤدي بنا إلى حقيقتين:

الأولى: ماقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، الأوضاع لها طبيعة خاصة، الشعوب ملغية ومقصاة في منطقتنا العربية والإسلامية. و يتفشى التخلف والأمية رغم وجود الثروات.

الثانية: انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تغيرت المعادلة، فاستعادت الشعوب الإرادة والقرار، والمحور الأساسي الذي ركز عليه الضيف هو دور الولايات المتحدة في المنطقة، فوجد أن لها مصلحتين:

الأولى: أمن الكيان الصهيوني.

الثانية: السيطرة على موراد المنطقة والسيطرة على شعوبها وإقصائها.

المصلحة الأمريكية هنا تفسر لنا ما وراءها من خطط واستراتيجيات تذهب بعيداً إلى إشعال الحروب في المنطقة لتشتيتها وإضعافها، لذلك لايمكن أن نفصل مايحدث في العراق وسوريا عن هذا السابق، وعند انتصار الثورة الإيرانية حصلت هزة في تلك الاستراتيجية الأمريكية الهادفة لإقصاء شعوب المنطقة. بعدها ذهب إلى الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشّرت به الإدارة الأمريكية 2006 وتلك انعطافة مهمة، حيث وصلت الأمور إلى التفكير بإخضاع الوطن العربي لاستراتيجية جديدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتم العمل لكي لا يكون هناك جيش في كل البلدان العربية وإنما مجرد فرق أمنية لحفظ النظام، حتى صفقات السلاح كانت غير مفيدة من دون وجود الخبير الغربي لتشغيلها، والشرق الأوسط كان يراد له أن يعترف بالكيان الصهيوني بصورة سرية ثم علنية شيئاً فشيئاً، وكانت الاستراتيجية تقضي بكسر المقاومة في 2006، فكانت القشة التي كسرت ظهر البعير، وفشلت الحرب التي استهدفت حزب الله. لقد تغيرت المعادلة والاستراتيجية الجديدة عبر إدخال داعش وأخواتها إلى المنطقة لخوض الحروب بالوكالة والإنابة وتفجير الداخل العربي، لكسر المقاومة والعودة إلى مربع استضعاف دول المنطقة.

وينتقل المحاضر إلى الحديث عن ملف اليمن، فرى أن الغرب لم يتحمل خروج اليمن من سيطرته، وكان رد الفعل الهستيري من دون مقدمات، فعادةً في الحروب تتصاعد الأمور من تهديدات إلى تهديدات متبادلة وتصاعد بالتوتر وليس حرباً مفاجئة كما حدث في اليمن. يسميها المحاضر بهستريا الحرب على اليمن، ويرى أنها تكشف الهزائم المتلاحقة للنظام السعودي بعد أن خسر العراق وسوريا ولبنان ويأتي ليخسر اليمن، لذلك كان رد الفعل الهستيري للسعودية. ويعتقد أن هناك صراعا بين استراتيجيتين، الأولى: يقودها الغرب بزعامة الولايات المتحدة تستهدف إرجاع العالم إلى منطقة الاستضعاف والمحرومية، والثانية: يقودها محور المقاومة الذي يخوض حرب كرامة ووجود.

وفيما يخص العراق، تسائل المحاضر هل نحن بحاجة إلى قوات الحشد الشعبي؟ وأجاب بنعم وضرب المثل بلبنان فالحاجة برزت إلى قوة ذات استقلالية مثل حزب الله، بسبب تغير أدوات الصراع، إذ أصبحت الجيوش النظامية غير قادرة على مواجهة حرب عصابات مثل الحروب مع داعش. والحشد الشعبي ضروري – برأي المحاضر – للعراق، لحماية العراق ومقدساته من عصابات داعش، فالحشد اليوم هو ضرورة للبلد، لا تستطيع مواجهة داعش من دونه، فعبره تم إعادة التوازن والهيبة للدولة العراقية، فهم سلاح موجود وقوة رادعة لكل من يفكر باحتلال العراق والسيطرة عليه. وبعد أن ختم المحاضر حديثه تم فتح باب المداخلات والنقاشات التي جاءت بالشكل الآتي:

أ. خليل الشافعي

يدعو في مداخلته إلى وضع الحلول لمسألة التحديات التي تواجه أمن الخليج، وركز على تاريخ إيران بوصفها دولة شيعية في زمن الشاه أيضاً لكنها تتمتع بعلاقات طيبة مع دول الخليج العربي السنية، والذي اختلف هو المصالح التي تحرك الدول والأفراد.

جواب أستاذ راشد الراشد: في أثناء الحرب وحرارتها ربما لايمكن السيطرة على النزوح إلى ردّات فعل عفوية للناس عندما يستفزون، وما يحدث اليوم من ردود الأفعال هو جزء من ردود الأفعال لبشر يستفزون في عقائدهم وأوطانهم.

فرقد عز الدين / نادي الكتاب

يرى أن أمن الخليج مهدد من الداخل والخارج، عبر التدخلات التي هي أكبر من الدول، والصراعات داخل العائلة المالكة السعودية مثال على ذلك، فهناك اعتقالات للشباب السعوديين، وكذلك تلاعب بأسعار النفط.

جواب أستاذ راشد الراشد: لا يرى اختلافا بين الآراء مع المتداخل، فالصراع موجود داخل هيكل النظام السعودي، وأن الأسلحة الأخرى كاستخدام أسعار النفط ضد الدول الأخرى، تم استخدامه أداة ضغط ضد إيران.

د.فارس النصراوي / تيار الإصلاح / كربلاء

س: خلال السنين لدينا ردود أفعال ولم يكن لدينا أي مبادرة، متى يكون لدينا مشروع ورؤية في المنطقة التي تمتلك الثروات الهائلة، ماهو دورنا؟

جواب أستاذ راشد الراشد: نحن دخلنا في بداية عهد التحول في عالمنا الإسلامي في الفعل والتأثير، ثلاثة عقود من الزمن وحجم التحولات هائلة مع حجم العراقيل والتحديات، نحن في البدايات وقطعنا شوطاً كبيراً، فالصناعات الحربية في إيران متطورة، ستدخلنا في زمن المبادرة، حزب الله يصنع زمام المبادرة والحشد الشعبي في العراق كذلك، نحن في البداية الصحيحة.

د. سامر مؤيد عبد اللطيف / مركز الدراسات القانونية والدستورية / جامعة كربلاء

س: لماذا نكرس خطاب الصراع ومنطق المؤامرة ولا نبحث عن الوحدة والاعتدال وشرق أوسط إسلامي يقفز فوق المشاريع الطائفية؟

جواب أستاذ راشد الراشد: بحسب المعطيات على الأرض، نحن لا نكرس خطاب الصراع. ونحن لا نريد الالتهاء بالمسميات كثيراً.

جاسم الشمري/باحث قانوني

س: هل تعتقدون أن الردود ضد مشروع التقسيم الأمريكي الآن أصبحت قوية، باعتبار أن الشعب توحد بوجود الحشد الشعبي، هل طُرح هذا المشروع من أجل إلهاء الساسة والشعب في العراق؛ من أجل أن تتمكن واشنطن طرح بدائل أخرى لتكريس مشروعها في المنطقة.

جواب أستاذ راشد الراشد: وهي مشاريع تستهدف توظيفها في إحداث هزة في المعنويات والانشغال بالمعارك الجانبية والابتعاد عن المعارك الرئيسية.

د.خالد العرداوي / مدير مركز الدراسات الاستراتيجية

س1: هل دخلنا في مرحلة الاصطفاف الطائفي؟ إذا كان الجواب نعم؟ فبماذا نفسر التصدع الداخلي للطوائف؟

س2: السعودية واجهت هزيمة سياسية، فأظهر الغرب دعمه لعاصفة الحزم، في الوقت نفسه هناك صراع على زعامة العالم السني بين داعش والسعودية، والغرب من أوجد هذا الصراع، كيف نفسر ذلك؟

جواب أستاذ راشد الراشد:

1- هناك ردود أفعال طبيعية لايمكن السيطرة عليها. هل يستمر التصدع؟ لا مصلحة لأحد أن يستمر، فالإسلام جاء لإنقاذ البشرية جمعاء، لكن الحروب تغلب العنصريات.

2- الصراع لزعامة العالم السني، ينتهي في صراع الإرادات والمصالح وهذه مجرد يافطات لتمرير ذلك، كتسميات الشيوعية أو شيعي سني، فاليوم الصراع مع إيران لأنها تتبع سياسة مستقلة وليس لأنها شيعية كذلك مع العراق ليس لأنه شيعي بل لأنه خرج من النفوذ والسيطرة، كذلك ما يحصل في تونس وليبيا.

أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة 2

 

 

 

أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة 3

أمن الخليج العربي في ظل التحديات الراهنة 4