المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة حاليا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية

      Comments Off on المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة حاليا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية

الكاتبة: باميلا أنجل

ترجمة وعرض:  حسين باسم عبد الأمير

استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة الى أن المعركة ضد الدولة الإسلامية لا تسير على ما يرام. إذ تمكن عناصر الدولة الإسلامية من القبض على عاصمة محافظة الرمادي العراقية خلال الأسبوع الماضي، كما وقد اقتحموا بلدة “تدمر” الأثرية في سوريا،

وفي ذات الوقت تحركت باتجاه مسقط رأس معمر القذافي الدكتاتور السابق في ليبيا.

ثم تحولت الكاتبة لتلفت النظر الى أن الولايات المتحدة تواجه الآن معضلة بشأن كيفية التعامل مع التطورات الحديثة للتنظيم الإرهابي المعروف باسم الدولة الإسلامية أو داعش.

وهنا تستشهد الكاتبة بما كتبه “ياروسلاف تروفيموف” في صحيفة وول ستريت جورنال حيث أشار الى أن لدى الولايات المتحدة الآن ثلاثة خيارات من أجل مكافحة داعش: أما الاستمرار بما تقوم به حاليا بالفعل، وأما تقوم بتصعيد حدة المعركة، أو التخلي عنها. ولا يوجد أي من بين هذه الخيارات ما هو جذاب.

كما وقد استشهدت الكاتبة أيضا بتصريح أحد كبار المسؤولين سابقا في وزارة الدفاع “أنتوني كوردسمان” والذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، حيث صرح الى الـ وول ستريت جورنال قائلا: لأكون صريحا، لا يوجد لدينا الكثير من الخيارات. فمن جانب الرئيس باراك أوباما لا يريد إقحام القوات البرية في المعركة، بيد أن دعم أقوى قوة مقاتلة في العراق متمثلة بالميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، سوف يجلب هذا الخيار مجموعة خاصة من المشاكل.

الميليشيات الشيعية مثل منظمة بدر كانت قد تعرضت لقتال القوات الأمريكية في العراق خلال فترة الاحتلال، ويقول الخبراء أن السماح لهم بالانخراط في مكافحة “داعش” في المناطق السنية مثل الرمادي سوف يُفاقم التوترات الطائفية هناك.

من ناحية أخرى، لن تسمح الولايات المتحدة للجيش العراقي ان يقاتل بمفرده – بسبب هيمنة الشيعة على الحكومة في بغداد وهو ما جعل الحكومة مترددة في منح السنة موارد كثيرة جدا خوفا من تحولهم في يوما ما ضد الحكومة المركزية. مُضافا الى ذلك عدم جهوزية الجيش الذي هرب من الرمادي عندما شنت “داعش” هجوما كبيرا على المدينة، وقامت بتفجير عشرات السيارات المفخخة التي شلت صفوف الجيش. وحتى الآن مضت الولايات المتحدة مع استراتيجية وسطية، مع التركيز على الضربات الجوية التي تستهدف “داعش” ولكن هذا لم يكن كافيا.

كما أضاف كوردسمان قائلا: إن الصيغة الحالية من التدريب والمساعدة هي نوع من المحاولة لجعل الجيش نصف قويا. ولذلك فهي غير مُجدية. يُضاف الى ذلك بأننا لسنا جزءا من المنظومة القيادية. وليس لدينا اشخاص يمكنهم توفير المشورة اثناء القتال المباشر. وهكذا علينا أن نكون على استعداد لتحمل سقوط الضحايا.

ثم تعود الكاتبة لتشير الى أن أوباما كان قد اجتمع مع كبار مستشاريه للأمن القومي يوم الثلاثاء لمناقشة كيفية المضي قدما بعد سقوط الرمادي.وفي هذا الصدد قال زميل بارز في مركز التقدم الأمريكي لصحيفة وول ستريت جورنال بأنه من غير المرجح بالنسبة لأوباما أن يكون على استعداد للانخراط عميقا في الصراعات داخل العراق منذ أن تم انتخابه لإخراج الولايات المتحدة من ذلك البلد.غير أن رفض التصعيد في العراق قد يعني بأننا “نتنازل عن التوجيه الكامل وتقديم المشورة، بما يعود لصالح الإيرانيين”.

سيارة التهمتها النيران خلال الاشتباكات في مدينة الرمادي، 16 مايو 2015.

ويقول خبراء آخرون أن تمكين السنة في الدفاع عن مدنهم وبلداتهم هي أفضل طريقة للمضي قدما، ولكن من غير المحتمل أن يحدث ذلك من دون دعم حكومة بغداد.

وتختتم الكاتبة مقالها وتقول، في نهاية المطاف يبدو أن الولايات المتحدة سوف تلجأ بشكل متزايد نحو الميليشيات الشيعية للتعامل مع المعركة على أرض الواقع. وتستشهد بما جاء في صحيفة الـ “ديلي بيست” حيث قال متحدث باسم وزارة الدفاع يوم الاثنين ان “الميليشيات لديها دورا لتلعبه” وأنه “طالما يتم السيطرة عليها من قبل الحكومة العراقية المركزية، فأنها سوف تشارك في محاربة متشددي “داعش”.وهكذا فأن المشكلة مع هذا التوجه تكمن في أن العديد من الميليشيات القوية مسيطر عليها بشكل مباشر من قبل إيران.

http://www.businessinsider.my/the-us-now-faces-a-dilemma-in-the-isis-fight-2015-5/#vqu7qMHe57ODJJyX.97