العدد128/الحشد الشعبي: قوة سترسم مستقبل العراق

      Comments Off on العدد128/الحشد الشعبي: قوة سترسم مستقبل العراق
128

128

 

 

كثيرا ما أخطأت واشنطن وحلفاؤها الشرق أوسطيين في ضبط مسار الأحداث في المنطقة وتوقع تفاعلاتها الديناميكية المؤثرة في رسم ملامح مستقبلها الهلامي المتموج، ومن الخطأ اليوم تكرار هذه السياسة القاصرة في التعامل مع الحشد الشعبي الذي أوجدته فتوى المرجعية الدينية في النجف الأشرف؛ لأن القوى المنضوية تحت مظلة هذا الحشد تتطور بسرعة لتشكل قوة حقيقية على الأرض لا يمكن تجاهلها، وسيكون لها دور حاسم في رسم مستقبل العراق وربما المنطقة. القارئ الكريم في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية)، ستطالع ثلاث مقالات مهمة: المقال الأول (التمهيد للمستنقع: إضافة 450 مدربا عسكريا أمريكيا للمدربين في العراق هو الخطوة القادمة للانزلاق في منحدر خطير)، لكاتبه (باري ر.بوسن)، نشرته (مجلة السياسة الدولية) الأمريكية، ويتحدث كاتبه عن تحول في لغة الخطاب الأمريكي اتجاه تنظيم “داعش” بعد سقوط مدينة الرمادي بيد هذا التنظيم الإرهابي، مع الإعلان عن إضافة 450 مدربا عسكريا جديدا ستشمل مهمتهم تقديم المشورة والدعم والقيادة عن قرب مما يشكل بداية للتورّط الأمريكي في حرب جديدة طويلة في العراق. ويرى الكاتب أن تحقيق انتصار سريع على تنظيم “داعش” يقتضي وجودا أمريكيا مؤثرا على الأرض تسنده قوات عراقية مدربة ومجهزة بشكل جيد، فضلا عن قوات شرطة جيدة تستطيع مسك الأرض بعد تحريرها وتتواصل بشكل جيد من السكان المحليين، أو تواجه واشنطن واحدا من خيارين: إما التورط بقتال تقليدي طويل على الأرض العراقية، أو إيجاد تسوية مع تنظيم “داعش” قائمة على الاحتواء.                                                                      

المقال الثاني (أمريكا: على الأرجح المقاتلون الشيعة في العراق مهمون حتى لو كانوا غير حلفاء)، للكاتبين ( ديفيد كينر، وجون هدسون)، نشرته أيضا (مجلة السياسة الدولية) الأمريكية، ويجد الكاتبان أن سقوط مدينة الرمادي يتطلب من واشنطن إعادة النظر في سياساتها المتعلقة بالموقف من الحشد الشعبي على أن تتلقى هذه القوة أوامرها من حكومة بغداد، فضلا عن تفعيل دور العشائر السنية في محاربة تنظيم “داعش”. ويرى الكاتبان أن حسم الصراع في العراق مع الإرهاب مرتبط بحسمه في سوريا، فالفصل بين البلدين استراتيجية غير مفيدة، ويمكن أن تجلب الكثير من الضرر.                                                                                                                          

المقال الثالث ( الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بحثا عن استراتيجية قابلة للتطبيق)، للكاتب (مايكل آيزنشتات)، نشره ( معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويرى كاتبه أن أمريكا وحلفاءها في الحرب ضد تنظيم “داعش” يواجهون انتكاسة لافتة بعد انتصارات هذا التنظيم الأخيرة، مما يدلّ على الحاجة إلى استراتيجية جديدة واضحة تتكامل فيها الموارد مع الغايات. وبعد أن يتطرق إلى نقاط قوة وضعف تنظيم “داعش”، يصر الكاتب على ضرورة اتّباع واشنطن لاستراتيجية تتخلى عن مقولة “العراق أولا”، إلى استراتيجية مصممة لخوض الحرب في جبهتين: جبهة العراق وجبهة سوريا؛ من أجل منع إيجاد ملاذات آمنة للإرهابيين، وذلك يقتضي إجراء تغيير حقيقي في سياسات واشنطن وحلفائها في المنطقة، يراعى فيها عدم فسح المجال لحدوث كارثة أكبر. في المستقبل.    

إقرأ في هذا العدد :


لتحميل العدد كاملاً أضغط هنا