العدد135/”داعش” ليست الخطر الإرهابي الوحيد في الشرق الأوسط

      Comments Off on العدد135/”داعش” ليست الخطر الإرهابي الوحيد في الشرق الأوسط

 

عندما تعجز استراتيجيات الدول القوية عن معالجة الأزمات الخطيرة، فالنتيجة المتوقعة تحول مناطق هذه الأزمات إلى مصنع ينتج العنف والإرهاب الذي يهدد بدوره السلم والأمن العالميين. عزيزي القارئ، في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية)، ستطالع ثلاثة مقالات مهمة: المقال الأول (ما بعد تنظيم “الدولة الإسلامية”: التطرف السني العراقي)، للكاتبين (سنان عدنان، وآرون ريس)، نشره (معهد دراسات الحرب)، ويوضح كاتباه أن تنظيم “داعش” ليست هي الجماعة الوحيدة المتطرفة في العراق، بل هناك جماعات أخرى لعل من أخطرها “المجلس العسكري العام للثوار العراقيين”، وهذه الجماعات ستبقى تهدد حكومة بغداد حتى مع زوال تنظيم “داعش”، مستفيدة من التمرد السني على الحكومة العراقية، وستحاول ملء الفراغ في حالة هزيمة التنظيم، لذا يريان أن مفتاح هزيمة كل هذه الجماعات هو بكسب المكون السني من خلال عملية توافق سياسي ناجح في بغداد يكون فيه ممثلون حقيقيون للسنة بعد خسارة أغلب الشخصيات السنية الحالية لمصداقيتها لدى مكونها، وأن هذه العملية هي السبيل الوحيد لبقاء العراق موحدا.                                                                                                                      

المقال الثاني (استراتيجية تنظيم “داعش” العالمية: لعبة الحرب)، للكاتبة (هارلن كامبهير)، نشره أيضا (معهد دراسات الحرب)، وترى كاتبته أن مخاطر الإرهاب الذي يشكله تنظيم “داعش” للولايات المتحدة تتصاعد بوتيرة متزامنة في مناطق عدة من العالم، في الوقت الذي تركز فيه واشنطن على تأمين مصالحها في آسيا والمحيط الهادئ، وأن الاستراتيجية الأمريكية الحالية التي تركز على هزيمة التنظيم في العراق وسوريا تنطوي على عيوب وثغرات استراتيجية؛ لأن “داعش” – بحسب المقال – يمكن أن يتوسع إقليميا ودوليا بشكل تضيق معه الخيارات الاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها في المستقبل، مما ينذر بفشل أمريكي استراتيجي يؤدي إلى نمو متوالٍ للتنظيمات الإرهابية المستفيدة من هزيمة “داعش” لملء الفراغ في أماكن سيطرة التنظيم.                    

المقال الثالث (تحولات الشرق الأوسط)، وهو يمثل مقتطفات من المؤتمر المشترك لمعهد بروكنغز مع القيادة العسكرية المركزية الأمريكية، نشره (معهد بروكنغز)، ويخلص المؤتمر إلى أن محاربة تنظيم “داعش” يقتضي التصدي لجميع الحروب الأهلية التي تستعر نارها في العراق وسوريا. ولكي تنتهي أي حرب أهلية، لا بد من وصول أطرافها إلى طريق مسدود، وهذا ما لم يحصل بعد في العراق وسوريا. ويدعو الداعمين الإقليميين لأطراف الصراع إلى قطع دعمهم؛ لأن مصالحهم ستتحقق بشكل أفضل من خلال التسويات السياسية بدلا من الانتصار الحاسم غير المتوقع. كما ركز المؤتمر على اختلاف وجهات نظر الجماعات المتطرفة حول قضية العنف، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن احتمالات المستقبل قد تميل الكفة فيها إلى صالح العنف والوحشية لدى هذه الجماعات على حساب التأييد الشعبي. وانتهى المؤتمر بتقديم نصيحة إلى واشنطن بعدم اتباع استراتيجية شاملة للشرق الأوسط، بل عليها اتباع استراتيجيات مختلفة بحسب كل حالة؛ لأن مشاكل المنطقة ليس لها قاسم مشترك، وحمل إدارة أوباما مسؤولية الخطأ في سوريا؛ لأنها تحركت ببطء في التعامل مع الأحداث في هذا البلد.                                                            

لتحميل العدد كاملاً أضغط هنا