وثيقة رمضان للتعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والإرهاب

      Comments Off on وثيقة رمضان للتعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والإرهاب
ندوة حوارية وثيقة رمضان للتعايش السلمي 2

(ورشة عمل)

حضر وفد من مركز الدراسات الأستراتيجية ممثلا بكل من الباحثين م.م مؤيد جبار وم.م حسين باسم ورشة العمل الموسومة (وثيقة رمضان 1436هـ للتعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والارهاب) التي أقامها مكتب مجلس النواب العراقي في محافظة كربلاء. وقد أقيمت ورشة العمل في صباح يوم الخميس المصادف 14/1/2016، وضمت طيفاً واسعاً من نواب برلمانيين وأساتذة أفاضل وصحفيين وناشطين من منظمات المجتمع المدني.

وقد أدار الورشة الأستاذ عباس الكمبر مدير مكتب مجلس النواب العراقي عن محافظة كربلاء، داعياً الى تشكيل مؤسسة أو هيئة أو منظمة تهدف الى تحقيق التعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والارهاب.

كما وتقدم الأستاذ القانوني ضياء الجابر عميد كلية القانون بورقة بحثية ركزت على جملة من الأمور كان من أهمها:

  1. ضرورة وضع هيكلية قانونية لهكذا مؤسسة.
  2. وجود تأطير قانوني لتلك المؤسسة او الهيئة يقتضي تخصيص مالي.
  3. أيجاد سبيل للتصرف مع الاقليم بشكل قانوني حول هذه المؤسسة.
  4. كما وأشار الى وجود بعض المصطلحات التي وردت في مسودة الوثيقة بشكل غير دقيق، مثل اقامة مكاتب لهذه المؤسسة في المحافظات غير المرتبطة باقليم.
  5. وأيضا اشار الى عدم وجود آلية قانونية لتأسيس هكذا مؤسسة، إذ يجب ان تكون على شكل مواد قانونية (ديباجة، هيكلية، تشكيلة) فالوصف الوظيفي مهم، كما وتسائل عمن يُفترض أن تتبع هذه المؤسسة من ناحية الرقابة والاشراف (السلطات التنفيذية ام القضائية).

ثم تقدم الدكتور نعمة العبادي مدير مركز العراق للدراسات والابحاث السياسية/ النجف الاشرف بورقة بحثية شددت على النقاط التالية:

  1. إعادة أنتاج الاعمال المشابهة والمكررة أصبح غير ذي جدوى.
  2. العراق منذ العام 2005 يرزح تحت عنف طائفي وصل إلى اوجه في عام 2014 بعد سقوط عدة محافظات عراقية في قبضة الارهاب الداعشي.
  3. العنف في العراق وإن ظهر في قالب سياسي، إلا أن اسبابه تتداخل فالديني مع السياسي والطائفي والمناطقي وغيرها.

أما التوصيات التي خرج بها الدكتور نعمة فتتمثل بـ:

  1. أن يتحدث الشركاء في الوطن بصوت واضح ويتم التعبير فيما بينهم لتحديد اهدافهم بشكل صريح، فلا مصالحة بلا مصارحة.
  2. بلورة مصالحة مشتركة يؤمن بها الجميع بدون شعارات فارغة.
  3. على المؤسسة الدينية ان تخلص نفسها مما ورطت به نفسها ومما ورطها الغير به. فالدين اليوم مبتلى.
  1. طمأنة كل من سقطت منطقته تحت سيطرة الارهاب، بأن ما ستقدمه له الدولة أكثر مما يقدمه له المسلحون.
  2. الاهتمام بالقوى الناعمة، التي تتضمن الفكر والبناء العقائدي والاعلام الواعي.
  3. معالجة فوضى تقاسم الصلاحيات التي تظهر في كل مفاصل الدولة، خاصة في القوى الامنية.

ثم كانت هناك العديد من المداخلات المهمة والبناءة في هذا الصدد من قبل المشاركين، ونقتصر على بعضها، ومنها:

مداخلة النائب في مجلس النواب العراقي الدكتور صالح الحسناوي ، ومما أشار اليه الاتي:

  1. ضرورة الاتفاق على المفاهيم الواردة في المسودة وتحديد ماهيتها ودلالاتها، فما هو (التعايش السلمي) وما هو (التطرف) وما هو (الارهاب)، فإلى الان لا يوجد اتفاق واضح حول هذه المفاهيم.
  2. أن البيئة العراقية بيئة عنيفة عبر التاريخ، لذا يجب دراسة بيئتنا دراسة مكثفة للخروج بنتائج تمهد الطريق لتجفيف منابع التطرف والأرهاب والوصول الى تحقيق التعايش السلمي.
  3. وفي سبيل مكافحة الارهاب، لاينبغي التركيز فقط على الجانب المادي كدافع له، فهذا غير صحيح، ومن ابرز الامثلة على ذلك هو الملياردير “بن لادن” أهم رموز الأرهاب المعاصر، لذا يجب التفكر في خصوصيتنا العراقية.
  4. من دون التفاوض مع شركاء الوطن، وتقديم التنازلات المتبادلة، لن يُحل موضوع العنف. لذلك يجب ان يكون هناك “تسوية تاريخية” في البلاد، تُتيح لكافة المكونات الشعور “بالربح” كنتيجة لهذه التسوية.
  5. التركيز على الاعلام لما له من دور فعال في إذكاء العنف من عدمه.

مداخلة الباحث في مركز الدراسات الاسترتيجية م.م مؤيد جبار والتي تضمنت:

  1. فيما يخص ما تحدث به الدكتور نعمة العبادي حول القوى الناعمة، تبرز ضرورة استخدامها وتفعيلها من قبلنا -حيث يستخدمها الخصم ضدنا- في موضوع المصالحة ونبذ العنف، فالمخابرات الامريكية استخدمتها نهاية السبعينات ضد العدو الشيوعي عندما كانت تطبع نسخ القرآن الكريم بمختلف اللغات المحلية لجمهوريات الاتحاد السوفيتي.
  2. كما وينبغي التركيز على دور الاعلام، كما أشار سيادة النائب د. صالح الحسناوي، إذ نلاحظ هنا ان الفضائيات العراقية تعرض المسلسلات الكوميدية تجاه أبناء الريف الجنوبي (كما الصعيدي عند المصريين) من دون تعرضها لِتضُم غرب وشمال العراق بما يعزز الشعور بالمساواة في الأنتماء للوطن من دون المبالغة أو الانتقاص من طرف على حساب آخر.

مداخلة الباحث في مركز الدراسات الاسترتيجية م.م حسين باسم والتي تضمنت:

ان ضعف التعايش السلمي وتنامي ظاهرة التطرف والارهاب والكراهية لم توجد بعد العام 2003 وإنما كانت موجودة في العديد من محطات تاريخ المنطقة عموما والعراق خصوصا. غير أن ما أجج ظاهرة التطرف والكراهية والارهاب واطلق لها العنان لتنمو وتستفحل هو قيام البعض بتفسير عملية الأطاحة بصدام من قبل الولايات المتحدة في العام 2003 على أنه عبارة عن الإطاحة بالحكم السني –الموجود تقليديا- في العراق وهو ما سبب الإمتعاض لدى جماهير المكون السني العراقي ومن ثم تم التعبير عن هذا الإمتعاض –من قبل بعض الراديكاليين- بالعديد من مظاهر التطرف والكراهية وعمليات الارهاب. وأتفق الباحث م.م حسين باسم في مداخلته في الرأي مع الدكتور النائب “صالح الحسناوي” حول إقامة “تسوية تاريخية” وضرورة الوصول الى أنتاج الحكم الرشيد الذي يزيل القلق ويُتيح لجميع الأطراف والمكونات ان تستظل بفيئه وتشعر بأنه يعبر عن مصالحها ويصون حقوقها ويُمثلها. وهو ما سيكون كفيلا في تقوية التعايش السلمي وإضعاف التطرف والكراهية المتنامية”.

ندوة حوارية وثيقة رمضان للتعايش السلمي 2

 

ندوة حوارية وثيقة رمضان للتعايش السلمي 3