العدد1/الاقتصاد والتقدّم الإنساني

      Comments Off on العدد1/الاقتصاد والتقدّم الإنساني

 إن الدول والأمم في عالم اليوم – كما كان الحال عبر التاريخ – لا يمكنها أن تبني قوتها وتعزز مكانتها تحت الشمس من دون وجود اقتصاد قوي مخطط له بشكل جيد. فالاقتصاد يمثل الركن الثالث في قوة الدول إلى جانب القوة العسكرية والقوة السياسية، بل هو الركن الأول القائد بين هذه الأركان، فبدون وجود اقتصاد قوي تفقد القوتين الأخريين فاعليتهما وحيويتهما. إن الاقتصاد القوي يعني حكومة قوية، وشعباً قوياً، ومواطناً قوياً. انطلاقا من هذه الحقيقة، بادر مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء إلى إصدار نشرة اقتصادية شهرية تحمل عنوان (إضاءات اقتصادية)، تعمل على وضع آخر المستجدات في المجال الاقتصادي بين يدي صانع القرار العراقي وجمهور القراء؛ لتكون هذه النشرة منطلقا إلى زيادة الوعي الحكومي والشعبي بأهمية الاقتصاد في الحياة المعاصرة، وتسليط الأضواء على الأحداث الاقتصادية المتلاحقة، وتقديم الحلول للقضايا الاقتصادية المرتبطة بتطوير الأداء الاقتصادي في البلد.                              

عزيزي القارئ الكريم، في العدد الأول من نشرة (إضاءات اقتصادية) ستطلع على ثلاثة مقالات مهمة: المقال الأول (من أجل رؤية متجدّدة في أوربا)، للكاتب الألماني (يوشكا فيشر)، نشره موقع (بروجيكت سنديكيت). والمقال يتحدث عن الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الاتحاد الأوربي في الوقت الحاضر، ويدعو كاتبه قيادة الاتحاد إلى إيجاد رؤية استراتيجية متجددة لأوربا الموحدة؛ لمنع انهيار الاتحاد وتراجع حلم الوحدة. إن المقال يمثل مراجعة ونقدا ذاتيا لإداء الاتحاد الأوربي الهدف منها تلافي سيناريو تفكّكه وما ينجم من هذا السيناريو من تأثيرات سلبية على دول الاتحاد.                                                                                                      

المقال الثاني (اتجاهات العالم في الإنفاق العسكري 2015)، كتبه كل من (سام بيرلو فريمان، أود فلورنت، بيتر ويزمان، وسيمون ويزمان)، ونشره (معهد ستوكهولم لأبحاث السلام)، والمقال يستعرض تقريرا أعده كتابه حول حجم الإنفاق العسكري العالمي لعام 2015، مبيّنا أن هذا الإنفاق يتصاعد على الرغم من انخفاض أسعار النفط والمشاكل الاقتصادية التي تواجه دول العالم، ولاسيما في مناطق محدّدة كشرق أوربا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، ممّا يدل على تصاعد حجم الصراعات الداخلية والدولية التي تفرض تحديات أمنية على صناع القرار في العالم، في وقت كان يفترض أن تكون هذه الميزانيات العسكرية مخصصة لتطوير البنى التحتية ومقومات الرفاهية لشعوب العالم.                                                                                              

المقال الثالث (الخطة السعودية الصعبة للتحوّل من النفط)، للكاتب (سايمون هندرسون)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويسلط كاتبه الأضواء على ما يسمى بـ (رؤية السعودية عام 2030)، التي تهدف إلى بناء اقتصاد سعودي لا يعتمد على النفط، مبيّنا العقبات القانونية والاجتماعية والسياسية وغيرها التي تعترض هذه الرؤية. لكن الكاتب – على الرغم من حديثه عن التحديات – يرى في طرح هذه الرؤية دليلا على تحول مهم في السياسة السعودية الداخلية، وإقرارا بقوة المتغيرات الداخلية التي تدفع باتجاهها.  

 

لتحميل العدد كاملاً أضغط هنا