
م.م واثق علي جابر
قسم الدراسات السياسية
يُعدُّ مفهوم الحكم الرشيد أحد المفاهيم الفكرية، التي جذبت اهتمام الفلاسفة عبر التاريخ، مثل أفلاطون في حديثه عن “المدينة الفاضلة”، كما أنَّه مفهوم حديث تبنته مؤسسات دولية مرموقة، مثل البنك الدولي. يقوم هذا المفهوم على ستة مؤشرات أساسية، تشمل: المساءلة، والاستقرار السياسي، وفعَّالية الحكومة، وجودة التشريعات، وسيادة القانون، ومكافحة الفساد. ويظهر العراق كحالة دراسية بارزة، تعاني من تحديات مماثلة، مما يستدعي إدارته وفق مبادئ الحكم الرشيد، بهدف تعزيز ثقة المواطنين بالنظام السياسي، والحفاظ على وحدة الدولة، وتحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفساد، ونظام المحاصصة، اللذين يسهمان في إضعاف البنية السياسية، وتهديد السلم المجتمعي.
منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921، عانى العراق من حالة مستمرة من التخبط، والأزمات السياسية، باستثناء فترات محدودة من الهدوء النسبي. فقد ظلَّ العراق غير قادر على تحديد هويته السياسية بوضوح، أو بناء دولة مؤسسات متينة، كما شهد تقلبات في نظامه الاقتصادي، إذ تذبذب بين الأفكار الاشتراكية، والرأسمالية، والإسلامية، دون أن ينجح في صياغة نموذج اقتصادي متكامل، يتناسب مع إمكاناته، وظروفه الخاصة.