م.د سعدي الابراهيم
رئيس قسم الدراسات القانونية
مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء
نيسان-ابريل 2019
وسائل الاعلام العربية هي النافذة التي سيدخل عبرها العراق ويصحح صورته في ذهنية الانسان العربي، بعد ان شُوهت لعدة سنين …
لا يقل العراق من حيث القدرات الفنية، عن بقية الدول العربية، بالأخص الخليجية منها . فهو مخزون استراتيجي هائل من الالحان والاشعار والطاقات البشرية الكامنة ، لكنه لم يتمكن حتى هذه اللحظة من ان يوصل هذه المميزات الى الرأي العام العربي . بل بقيت حبيسة داخل العراق، لأسباب متعددة ، من اهمها :
1 – عدم امتلاك العراق للأدوات الاعلامية الفاعلة :
الاعلام الناجح بإمكانه ان يدخل الى عقول الناس بهدوء ودون استئذان، على العكس من الاعلام غير الناجح، فهو لا يستطيع ان يقنع الناس بالمواد المعروضة . العراق قبل عام 2003 وبعده، يفتقر للمؤسسات الاعلامية الضخمة المحترفة التي تستطيع نقل المنتج الفني بشكل متقن الى الاخرين.
2 – المتغيرات السياسية :
تؤثر السياسة على الواقع الاعلامي، بالسلب والايجاب. ونظرا للتوترات السياسية بين العراق والدول المجاورة، فقد امتنعت الدول الاخرى عن استقبال المنتج العراقي الفني ، وفي الوقت عينه حاول البعض منها التقليل من شأن المؤسسات العراقية الاعلامية والفنية .
3 – فهم الرأي العام العربي :
ان فهم الرأي العام، يعتبر الخطوة الاولى للتأثير فيه، ومشكلة المؤسسات الفنية العراقية، هو عدم مقدرتها على فهم الرأي العام في الدول الاخرى. وبالتالي عدم امكانها التواصل معهم، او انتاج مواد تحاكي تفكيرهم.
ان هذه العوامل قد بدء البعض منها يتأكل شيئا فشئيا، والدليل على ذلك، ما اقدمت عليه بعض الدول من فتح قناة خليجية بروح عراقية، او هكذا يقال عنها، هذه القناة بالرغم من اللقط والانتقادات الكبيرة التي تعرضت لها، على صفحات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام، الا انها ستحقق للعراق الفوائد الاتية :
1 – تصدير المواد الفنية العراقية الى الخارج :
ان انشاء قنوات عربية تتعامل بشكل مباشر مع المنتج الفني العراقي، يعتبر امرا ايجابيا للغاية، كونه سيقرب المواطن العربي من العراق، وسيدخل الثقافة العراقية الى البيوت العربية بشكل سلس . وفي الوقت عينه سيعطي القطاع الفني العراقي الفرصة للتعرف على مزاجيات الرأي العام العربي وسبل التأثير فيه وفهمه عن قرب .
2 – توفير فرص عمل للطاقات الفنية :
كما اشرنا اعلاه، فأن العراق منجم للطاقات الكامنة وغير المفعلة، وهذا الانفتاح سيوفر فرص عمل مهمة للشباب الطامح والمتطلع للمستقبل . بالأخص وانه يمثل مجالا للاحتراف الخارجي .
3 – التأثير العراقي على الرأي العام الخارجي :
هذا الانفتاح سيتيح للعراق القدرة للتأثير في الرأي العام العربي، وجعله يدعم العراق في الحفاظ على وحدته واستقراره الداخلي، او الحرب على الارهاب، او على الاقل الضغط على الحكومات للوقوف مع العراق ومساعدته في حل مشاكل العامة.
اذن، في الانفتاح الاعلامي العربي على العراق ايجابيات كبيرة ومهمة لا يمكن تجاهلها.
