تحديات ما بعد الانتخابات
م. علي مراد النصراوي / قسم ادارة الازمات
تعد الانتخابات من اهم عوامل التداول السلمي للسلطة بل هي ركيزة ذلك التداول ، لكونها الاداة الناجحة في احداث التغيير بطرق سلمية بشرط توافر عوامل نجاح تلك الانتخابات من خلال حرية الراي والاختيار لا ان تكون شكلية مجرد ممارسة كما في الانظمة الدكتاتورية التي غالباً ما تكون الانتخابات فيها عبارة عن استفتاء لشخص الرئيس دون منافس او منافس شكلي وبالتالي تفقد جوهرها وبريقها وتتحول لعملية صورية ، بعكس الهدف السامي الكامن في اخذ رأي الشعب في اختيار من يمثلهم اذا كان النظام برلماني او اختيار رئيسهم اذا كان النظام رئاسي بكل ثقة وبعيداً عن التزوير والمماطلة .
في ظل ذلك فأن العراق شهد عدة عمليات انتخابية متتالية وتنوعت ما بين محلية ونيابية اضافة الى الاستفتاء على الدستور عام 2005 وطيلة تلك المراحل تراوحت نسبة المشاركة من انتخابات الى اخرى وهذا حال اغلب الدول ، وفي ظل هذه العمليات جميعها حصل نوعاً من الخبرة المجتمعية حتى وان كانت محدودة وتعرف المجتمع على طريق التصويت واساليب الاختيار ولمن يصوت وهذا الموضوع كان تراكمي حتى وان كان دون مستوى الطموح ، في مقابل ذلك الاحزاب والقوى السياسية عملت على ايجاد قوانين انتخابية تتناسب وطبيعة توجهها كما في سانت ليغو وسانت ليغو المعدل وصولاً لحصول تظاهرات تشرين 2019 وحجم الضغوط وكانت من اهم تلك المطالب ايجاد قانون انتخابي عادل ويسمح للمستقلين بالمشاركة اضافة الى مميزات كثيرة مع بعض العيوب لامجال لذكرها هنا ، وجرت الانتخابات في 10/ 10/ 2021 وفي ظل اعلان النتائج الاولية التي ظهرت تقدم الكتلة الصدرية بقرابة ال73 مقعد ويليها تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف دولة القانون ومن ثم الفتح وبقية القوائم ، بعد اعلان تلك النتائج ظهرت الاعتراضات وتقديم الطعون بصورة رسمية ومن المفترض ان تكون هذه الاجراءات طبيعية لكن الاعتراض لاسيما من قبل الاطار التنسيقي الشيعي على نتيجة الانتخابات مطالبين بإعادة العد والفرز اليدوي لمجمل المحطات الامر الذي ترفضه المفوضية باعتبار ان صلاحية ذلك يعود لأمر قضائي من المحكمة الاتحادية .
وعلى الرغم من ذلك فأن الوضع لا يخلو من وجود تحديات وارباك للمشهد بصورة عامة مع وجود هذا الكم من الاعتراض والتظاهرات الا ان الامر قد يمضي والشروع بمرحلة التفاوض بعد المصادقة على النتائج ، وهو امر لابد اني يمضي بالاتجاه الصحيح لكونه السبيل الاسلم للتغيير السلمي للسلطة ويضفي طابع الاستقرار .