أ.م.د. خليل جوده عبد الخفاجي
باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء
كانون الاول 2021
يمر العالم عامة ولاسيما عالمنا العربي بأزمات كثيرة سواء كانت اقتصادية أم سياسية أم عسكرية أم غيرها، وهذه الازمات نتيجة لأجندات أو صراعات دولية، أو اقليمية، أي تعمل لمصلحة قوى مختلفة، ولا نستثني دولة عربية بعينها، تعيش حالة من الرفاه بشتى أنواعه وبدون تدخلات لاطراف معينة، تجعل أمنها القومي في صراع داخلي.
وإذا بدأنا من القاهرة وأزمتها حول مياه النيل مع إثيوبيا والسودان، ودوافع الأزمة ونتائجها ولاسيما على مصر، لشل اقتصادها المتنامي.
أما أزمة صحراء الجزائر والمغرب وتوتر العلاقات بينهما، وصراع المغرب مع جبهة البوليساربو، والتهديد بزعزعة استقرار الدولتين.
وإذا انتقلنا إلى آسيا نجد أزمات كثيرة نتيجة الصراعات الداخلية أحيانا، والخارجية وتدخل دول اقليمية أحيانا أخرى، ولاسيما في شمال العراق، والدعم الايراني في المنطقة لاحزاب وكيانات في أحيان أخرى، وتهديدات داعش للمنطقة وما ترتب عليها من السماح لدول بالدخول للمنطقة بحجج مختلفة.
أما امارات المياه الدافئة فإنَّها تعيش حالة من الترقب والحذر من شرطي الخليج، وما يلف حول المنطقة من نوايا وصراع: (إيراني- أمريكي- بريطاني) للحفاظ على مصالح هذه الدول.
أما الموضوع الذي نتحدث عنه فهو ما افتعل من أزمة بين اليمن ودول الخليج ولاسيما السعودية، من حرب طال أمدها، وقتلت ابرياء، وسببت فقرا ودمارا لشعب انهتكه كثيرا، وصفها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بـ(الحرب العبثية)، والتي وان كان كلامه دقيقا وصادقا، إلا إنّها أدت إلى شن هجوم إعلامي عنيف من جانب السعودية، ورفضها لكلام قرداحي، واتخذت اجراءات رادعة ضد لبنان، مما أدى إلى مطالبة الحكومة والمؤيدين لها، بتقديم استقالته لضمان الدعم السعودي إلى لبنان، وهذا المصطلح (الحرب العبثية) أدى إلى استقالته من الحكومة قبل ايام.
نحتاج اليوم إلى لملمت الشتات في مفاصل الحياة العربية جميعها، لبناء جيل قوي لاتثيره الازمات والفتن، والصبر على مقارعة الحياة الصعبة، ونبذ العنف، وحل جميع الأزمات بطرق سلمية بعيدة عن لغة السلاح، ولاسيما مع دول المنطقة، وقبول الآخر والعيش بسلام وأمان.