الكاتب: بن كيو
الناشر: RedState
بتاريخ: 04 حزيران 2023
ترجمة وتحليل: م. حسين باسم عبد الأمير الياسري
رئيس قسم الدراسات السياسية
ستنفق إدارة بايدن ما يربو على (12) مليون دولار، لتثقيف الشعب العراقي حول مكافحة تغير المناخ، وتعزيز “التنوع بين الجنسين”، كجزء من مبادرة لتعزيز الديمقراطية في أمة الشرق الأوسط المضطربة.
في الشهر الماضي، أصدرت وزارة الخارجية مقترح منحة تصل إلى (4) ملايين دولار منفردة لثلاث جامعات عراقية. يُتوقع من المستفيدين إنشاء “مجالات دراسية ودورات ومناهج متخصصة” تركز في “قضايا النوع الاجتماعي”، وتأثير تغير المناخ “التكيف والتخفيف”، وفقا لمقترح المنحة.
وفي الوقت نفسه، تشجع وزارة الخارجية أيضا الجامعات العراقية على إنشاء برامج توظيف للطلاب، مع التركيز في المهتمين بتطوير “الحد من غازات الاحتباس الحراري”، وغيرها من مجالات الدراسة المتعلقة بتغير المناخ.
بالنسبة للجامعات الراغبة في التأهل للبرنامج، يجب أن تلتزم “بالمناهج التقدمية”، وأن تسهم في تعزيز تنوع هيئة الطلاب في مؤسسات التعليم العالي العراقية وفقا للنمط الأمريكي. كما ينص برنامج المنحة على أنَّ (40%) من جميع الأموال الممنوحة، يجب أن تعود بالنفع المباشر على النساء العراقيات، على الرغم من أنَّ ذلك لا يشمل بالضرورة النساء البيولوجيات.
“تتطلب [المنحة] أن تعالج جميع الأنشطة بشكل يشمل الاعتبارات الجنسانية المتداخلة والإدماج كافة، مما يضمن استفادة الأفراد من جميع الأجناس والخلفيات المتنوعة من الدعم إلى أقصى حد ممكن، وأن الوعي بالنوع الاجتماعي والإدماج عنصر أساس في أنشطة المشروع، ويضيف برنامج المنحة: أن هذا ينطبق على كل من “الجنس” و “الهوية الجنسية”.
تؤكد [المنحة] أيضا على ضرورة تنفيذ مبادرات التنوع والإنصاف والإدماج داخل الجامعات العراقية، وتحديدها على أنَّها ضرورية للحصول على التمويل.
تحت فئة “الإنصاف”، تسلط وزارة الخارجية الضوء على أهمية الإنصاف للعراقيين “المتحولين جنسياً والمثليين”. عند تقييم طلبات الحصول على المنحة، سيتم تقييم المستفيدين المحتملين بناءً على قدرتهم على دمج “التنوع والمساواة والإدماج”، وإمكانية الوصول والتدرج في هياكل التوظيف الخاصة بهم.
تم الإبلاغ عن المنحة لأول مرة من قبل The Washington Free Beacon ، التي طلبت من الوزارة التعليق على الكيفية التي ستعزز بها المنح مصالح أمريكا في المنطقة.
وذكر متحدث باسم الوزارة للجهة المنفذة: “نحن نعلم أنَّ الحكومات الأكثر شمولًا مجهزة بشكل أفضل لمواجهة التحديات العالمية”. “التنوع والإنصاف والإدماج ليس فقط مسألة تتعلق بحقوق الإنسان والعدالة، ولكن التواجد معا سوف يعزز الاستقرار والازدهار والأمن.”
العراق ليس البلد الوحيد في الشرق الأوسط حيث تستثمر إدارة بايدن في العقائد التقدمية التي عادة ما تقتصر على الغرب الليبرالي. في الشهر الماضي، عرضت وزارة الخارجية منحة قدرها (500000) دولار أمريكي للمساعدة في تدريس اللغة الإنجليزية في باكستان، وذلك جزئيا عن طريق توفير “دورات تطوير مهني مكثفة للشباب الباكستانيين المتحولين جنسيا”. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في ذلك الوقت: “في هذه المنحة المحددة، توفر الوزارة التمويل لتعلم اللغة الإنجليزية، وهي مهارة متكاملة تساعد على فتح فرص التعليم والتوظيف، للمجتمعات المهمشة، في هذه الحالة الشباب المتحولين جنسيا”.
في عام 2021، وجد تقرير حكومي صادر عن المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، أنَّ الولايات المتحدة استثمرت أكثر من (787.4) مليون دولار، في السعي لتحقيق المساواة بين الجنسين في أفغانستان، محققة نتائج مخيبة للآمال. أدت الجهود التي بذلتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لتدريب النساء على الانضمام الى الميليشيات المناهضة لطالبان، إلى اضطرابات في صفوف الرجال فقط تقريبا. سلط التقرير الضوء على كيفية حدوث انخفاض ملحوظ، على الرغم من المساعي الأمريكية، في المشاركة السياسية للمرأة من عام 2004 إلى عام 2019.
نظرة تحليلية:
من نافلة الحديث، وما هو ليس بـ جديد أو مثير للعجب والاستغراب، هو استخدام واشنطن لقوتها الناعمة في تصدير ثقافتها الخاصة، ونمطها الفكري والسلوكي، وفرضه على باقي الدول عن طريق الدبلوماسية والمساعدات. وفي هذا الصدد يفترض الكثير بأنَّ قضية “المثلية والتحول الجنسي” تُعدّ في صميم الحرب الثقافية الغربية على الدول الأخرى غير الغربية. حيث تسعى دول الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، إلى ضمان مقبولية هذا النمط والنموذج النشاز لدى الشعوب كافة.. سواء بالجزرة أم العصا.
وفي سياق هذه المبادرة [المنحة]، يشعر أساتذة الجامعات العراقية بالاستياء الشديد جرّاء هذه المبادرات الداعية لدعم الشذوذ والرذيلة وتسريبها للمجتمع عن طريق الطلبة والجامعات العراقية، بغية مسخ هوية المجتمع الأصيلة وقيمه ومثله وأخلاقياته، واستبدالها بمنظومة قيمية ونمط حياة أساسه “الشذوذ” و”الانحلال”، يجري فرضه كرها عبر القوة الناعمة الامريكية، بأدوات الدبلوماسية والاقتصاد، وشعارات حقوق الانسان البعيدة عن حقوق الانسان الصادقة في أن يكون محاطًا بدفء “العائلة” و”الشرف” كحقوق فعلية ينبغي تمتعه بها وحصوله عليها.
ومن ثم، يوصي أساتذة الجامعات نواب البرلمان العراقي باتخاذ موقف جاد وحازم يتناسب مع مثل هذه الدعوات الشريرة، عبر تشريع قانون لـ “تجريم المثلية والشذوذ والتحول الجنسي“، لغلق الباب امام الدعوات الطامحة لتلويث المجتمع واركاعه، أمام نمط حياة شاذة منحرفة، إذ إنَّ واجب أعضاء الهيئة التشريعية حماية هوية المجتمع وبُنيته القيمية والأخلاقية وصيانتها من الغزو الخارجي، وإنَّ تخاذل أو تراخي أعضاء الهيئة التشريعية عن تنفيذ ذلك، سوف يكون مُحبطًا ومخيّبًا لآمال الشعب، والجامعات العراقية غير مهملة لهذه المبادرات والمساعي الدنيئة. وأنها -أي الجامعات العراقية- لن تكتفي بموقف المتفرج على هذه المبادرات والمحاولات وحسب، في حال شغلت هذه المهازل حيزا على أرض الواقع العراقي.
رابط المقال الأصلي: https://tinyurl.com/58eeheh6