أ.م سعد محمد حسن
مركز الدراسات الاستراتيجية_ قسم إدارة الازمات
12/ كانون الثاني/ 2024
لا شك إن توسيع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة, هو أحد السيناريوهات المتوقع حدوثها وأقربها الى الواقع, طالما هناك جبهات ساخنة جدا ومستعدة للحرب مع إسرائيل وحفائها بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
أسباب التصعيد ضد الحوثيين: من ابرز الاسباب التي ادت الى التصعيد ضد الحوثيين هي التهديدات الحوثية المستمرة لدول المنطقة واستهداف مواقع حيوية جراء قصف مدن ومطارات الدول المعنية بذلك. تمتع الحوثي بعلاقة استراتيجية مع نظام جمهورية ايران الاسلامية, فالخصوم يعتبرون وجوده يشكل خطر متنامي لمصالحهم في المنطقة, بعد ما تمكن من السيطرة على مقدرات الدولة بشكل كبير. زج الحوثي في الحرب القائمة في قطاع غزة, يعد من اهم الاسباب التي جعلت التصعيد ضدهم, اذ وجه الحوثي في الآونة الاخيرة الصواريخ والمسيرات اتجاه العمق الإسرائيلي. فلم يكتفي الحوثي بذلك بل قام بقرصنة واستهداف السفن في البحر الاحمر وهذا بحد ذاته يعتبر مجازفة من قبل الحوثي, لان الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وشركائها لن يسمحوا بأعمال تضر حركة الملاحة البحرية والتجارية على حد سواء.
المواقف الدولية: يبدوا أن الولايات المتحدة الامريكية والمملكة البريطانية المتحدة ستحاول اقناع المجتمع الدولي بأن اعمال وهجمات الحوثيين ضد السفن وحركة الملاحة وقرصنتها هي أعمال تدرج ضمن خانة الارهاب الدولي ويجب علينا التصدي اليها؛ بالإضافة الى ذلك هناك رغبة جادة من قبل اسرائيل وربما دول عربية وكذلك جهات من داخل اليمن باستهداف الحوثيين. كما ان الموقف الروسي لا يزال غير واضح فهو لا يريد الحرب من خلال تصريحاته الاعلامية ولكن هو لا يرفض قرار الاستهداف الذي تسعى اليه الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها, فهو مشابه لموقفها من الحرب في غزة او العمليات المستمرة في سوريا والعراق ولبنان التي توجها الادارة الامريكية واسرائيل ضد حزب الله والفصائل.
وفي الختام يبدو أن توجه الضربات العسكرية ضد الحوثيين هي رسالة واضحة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها بأن يمتنعوا عن القيام بعمليات ستهدف مصالهم في المنطقة. وعلى الحوثين ادراك ذلك جيدا فأن اسرائيل والادارة الامريكية ستسعى الى جرهم الى الصراع. ويمكن القول بأن هناك رغبة امريكية بتسليم ملف الشرق الاوسط بقيادة اسرائيل, لانشغالها بملفات اكثر اهمية تحديدا في شرق اسيا والبحث عن مصادر الطاقة البديلة وفتح طريق الهند الذي يمر في شمال غزة.