م.م. علي زكي كامل
مركز الدراسات الاستراتيجية/ قسم الدراسات القانونية
آذار/ 2024
إنَّ الحصول على درجة علمية ليس بالأمر السهل، حتى أفضل الطلاب يواجهون صعوبة في بعض الأحيان، إذ يمكن أن يكون الرسوب في الفصل الدراسي، أو الحصول على درجة سيئة في الاختبار، أمرًا صعبًا ومخيبًا للآمال، لكن لا يجب أن يكون سببًا في دوامة سلبية. فبالنسبة للعديد من الطلاب قد يبدو الأمر وكأنه نهاية العالم، إذا لم يحصلوا على الدرجات التي يريدونها، ولكن من المهم وضع الأمور في نصابها الصحيح. إذاً الفشل هو جزء طبيعي من الحياة، والذي يتعين على العديد من الطلاب التعامل معه، وعليه يمكن للنصائح الآتية أن تساعد الطلاب على التعامل مع الفشل أثناء دراستهم:
أولاً- خذ خطوة للوراء:
في كثير من الأحيان، يكون رد الفعل الفوري عند التعامل مع الفشل، هو الغضب أو الحزن أو الإحراج أو خيبة الأمل، وهذه المشاعر تجعل من الصعب معالجة المشكلة بشكل منطقي وعقلاني، فمن الأفضل أخذ خطوة إلى الوراء، حتى يتمكن الفرد من التعامل مع الأمر من منظور أكثر إيجابية، فيمكن أن تسمح لنفسك بالشعور بالحزن أو خيبة الأمل، لكن لا تقسُ على نفسك كثيرًا أو تفكر في فشلك.
ثانياً- تقييم سبب الفشل:
عند الفشل في اختبار أو فصل دراسي، من المهم تقييم أسباب حدوث ذلك، حتى تتمكن من معرفة كيفية القيام بعمل أفضل في المستقبل، ومن المهم أن تكون صادقًا مع نفسك خلال هذه العملية. على سبيل المثال، هل كنت تحضر الفصل باستمرار، أو تعطي الأولوية للأنشطة الأخرى. عليك أيضًا أن تسأل نفسك ما إذا كانت مهاراتك في إدارة الوقت كافية، أو إذا انتهى بك الأمر إلى الاضطرار إلى حشر نفسك قبل الامتحانات. الصدق مهم بدلاً من محاولة إخراج المشكلة إلى الخارج، لأنَّ عدم القيام بذلك لن يحل المشكلة. على سبيل المثال، قد يكون من السهل إلقاء اللوم على الأستاذ، وإعادة الدورة مع أستاذ آخر، ثم تفشل مرة أخرى لأنَّ المشكلة كانت شيئًا آخر قمت به. ففي بعض الأحيان، قد يكون الأداء السيئ في الفصل، بسبب عوامل خارجية خارجة عن إرادتك، مثل: أزمة عائلية أو وفاة أحد أفراد أسرتك وغيرهما من مشكلات الحياة، إلا أنَّها ليست أساسية للفشل، وبإمكان الفرد التعامل معها للوصول إلى النجاح المطلوب المراد تحققه.
ثالثاً- تغيير عادات الدراسة الخاصة بك:
الدراسة ليست كافية إذا لم تحتفظ بالمعلومات، لذلك من الضروري أن تتعلم بفعالية، وقد يختلف هذا من شخص لآخر، لذا حدد ما الأفضل بالنسبة لك. على سبيل المثال، إذا كنت تدرس في وقت متأخر من الليل، ولكنك لا تحتفظ بالمعلومات، فاختر وقتًا مختلفًا من اليوم، لترى ما إذا كان ذلك يعمل بشكل أفضل أثناء الدراسة، إذ قد تكون أيضًا محاطًا بالكثير من عوامل التشتيت، مثل: تطبيقات الوسائط الاجتماعية أو التلفزيون، لذا حاول تخصيص مساحة هادئة، وخالية من التشتيت للمذاكرة، وقد يكون من المفيد أيضًا معرفة أسلوب التعلم الخاص بك، مثل: السمعي أو البصري، واستخدام هذه الأساليب للتعلم بشكل أكثر فعالية.
رابعاً- ابحث عن المساعدة التي تحتاجها:
أحد أكبر أسباب معاناة طلاب السنة الأولى في الكلية أو الجامعة، هو أنها بالنسبة للكثيرين، المرة الأولى التي يتعين عليهم فيها، التعامل مع العيش بشكل مستقل. يمكن أن يكون هذا تعديلاً هائلاً، إذا لم يعتادوا على الجوانب التنظيمية للقيام بذلك، ما لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب، والقلق، والشعور بالوحدة، مما سيؤثر سلبًا في درجاتك، فإذا ما وجدت نفسك تعاني من هذه الأسباب، فتأكد من حصولك على المساعدة التي تحتاجها، لإعادة صحتك العقلية إلى المسار الصحيح. فنرى العديد من الكليات والجامعات تقدم جلسات استشارية مجانية في هذا المجال، لذا استفد منها ولا تنتظر حتى تتعرض لأزمة، لطلب المساعدة التي تحتاجها، والتي من شأنها أن تستوعب مشاعرك. فالتحدث إلى شخص ما، يمكن أن يساعدك على التأقلم بشكل أفضل، إذا كانت لديك القدرة على ذلك.
خامساً- النظر في تبديل التخصصات:
لا ينبغي أن يتم تبديل التخصصات بسهولة، ولكنه أمر شائع بشكل مدهش، ولاسيما في الآونة الأخيرة، فإذا وجدت أن التخصص الذي اخترته، ليس هو ما توقعته، وأنَّ درجاتك تتأثر بسبب إحباطك، فقد يكون من الحكمة التبديل، وتعامل معها على أنَّها فرصة للعثور على شيء أكثر ملاءمة لك، بدلاً من المثابرة والانتهاء في مهنة قد لا تستمتع بها، فخذ الوقت الكافي لاستشارة المستشار الخاص، ليحل تلك المشكلة التي تواجهك في مسيرتك الاكاديمية، إذ يمكنه مساعدتك في تحديد التخصص الذي يمكن أن يكون بديلاً أفضل، فلا تفكر في أنَّ تبديل التخصصات علامة على “الاستسلام” أو الفشل، بل فرصة لمواءمة تعليمك بشكل أفضل، مع مهاراتك وقدراتك.
سادساً- تعلم من أخطائك:
قبل كل شيء، من المهم التعلم من أخطائك، وأن تصبح طالبًا أفضل، إذ مرَّ العديد من الأشخاص الأكثر نجاحًا على هذا الكوكب، بالعديد من النكسات والإخفاقات، قبل أن يحققوا النجاح، الفرق هو أنهم تعلموا من أخطائهم، واستمروا بدلاً من الاستسلام، فلا تدع الخوف من الفشل مرة أخرى، يمنعك من الوصول إلى إمكاناتك الكاملة.
وعليه يمكن القول: إنَّ الرسوب في الفصل لا يجعلك فاشلًا، لذا لا تكن قاسيًا على نفسك، لأنه سيجعلك تشعر بالسوء، ولن يحل شيئًا، فتعامل معها على أنَّها انتكاسة، لكن لا تدعها تقف في طريق القيام بعمل أفضل، لأن هناك المزيد من الموارد للطلاب، أكثر من أي وقت مضى، لذا كن استباقيًا، واعمل على العودة إلى المسار الصحيح بدلاً من الاستسلام، وقد لا يكون التعامل مع الفشل أمرًا سهلاً أو ممتعًا، ولكنه سيساعدك على النمو كشخص، ويمكن القيام به إذا تم التعامل معه بالعقلية الصحيحة.