لم يشهد الصراع مع الكيان الصهيوني تصعيدًا خطيرًا كالذي يحصل حاليًا، إذ يكاد هذا التصعيد يجر العالم بأسره إلى حرب عالمية ثالثة، ستكون نتائجها كارثية على المنطقة بأسرها، ولن ينجو من تبعاتها من يظن أنَّه في مأمن، إذ ستمتد تلك النتائج شرقًا وغربًا. وغني عن البيان أنَّ المنطقة بعد هذه الحرب، إن حصلت لا سامح الله، ستكون مختلفة تمامًا عنها قبل الحرب، لذلك نرى أنَّ عددًا من دول العالم، تسعى بقوة إلى عدم توسيع دائرة الصراع، ومحاولة إيقاف الحرب الدائرة حاليًا بأسرع وقت ممكن، للمحافظة على العالم من الانجرار إلى حرب، يعد استخدام الأسلحة غير التقليدية فيها أمرًا واردًا جدًا. هذا الأمر جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن في حيرة من أمره، فهو يحدد بشكل كبير الخيارات المطروحة أمامه، للتعامل مع الأزمة الأكبر التي يواجهها في أثناء مدة حكمه، التي لم يتبقَ منها إلا القليل، لاسيَّما أنَّ حليفه الاستراتيجي نتنياهو، هو المحرض الأكبر على استمرار هذه الحرب، ومحاولة جرّ الولايات المتحدة إليها بأي شكل من الأشكال، وإفشال جهود الرئيس الإيراني الحالي، الرامية إلى التقارب بينه وبين الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وفتح صفحة جديدة معهما.تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها الحليف الأكبر والأقوى للكيان الصهيوني، الضغط على إيران والفصائل المسلحة التابعة لها، باتجاه عدم مهاجمة الكيان الصهيوني. وفي سبيل تحقيق هذا الغرض، سعت إلى خنق إيران والفصائل اقتصاديًا، عن طريق الحد من تهريب الدولار إليها، عبر آليات وضعها الفدرالي الأمريكي، ويصبح لزامًا على الحكومة العراقية التعامل مع هذه الآليات.في الواقع، إنَّ أهم ما يشغل العالم حاليًا، فضلًا عن شبح الحرب العالمية الثالثة، هو ماذا يمكن أن يحصل لامدادات الطاقة من الشرق الأوسط لو نشبت الحرب؟ وكيف يمكن تعويض النقص الكبير المتوقع حصوله إذا ما نشبت، لاسيَّما أنَّنا لو لاحظنا خريطة امدادات الطاقة في العالم أجمع، لن نجد دولة مستقلة تمامًا عن الدول الأخرى في مجال مصادر الطاقة، التي تعتمد عليها في ديمومة حياتها اليومية، فضلًا عن تدوير عجلة اقتصادها.
لتحميل العدد كاملا اضغط هنا