
م.م مصطفى محمود
مركز الدراسات الاستراتجية/ قسم إدارة الأزمات
يعدُّ الخطاب السياسي أحد أهم الأدوات في تشكيل الرأي العام المحلي، والعالمي, إذ إنَّه من أدوات الإقناع الموجهة للجماهير، التي تلجأ إليها الأحزاب السياسية، وجماعات الضغط، ورجال السياسة، من أجل استمالة عواطف الملتقي (الجمهور), أو الترويج لأفكارها, والتسويغ لأفعالها، وقرارتها, وقد تصل إلى حالة من الكذب على الجمهور، من أجل مصلحة سياسية. وهنا نستذكر تاريخ الخامس من شباط عام 2003، حين وقف وزير الخارجية الأميركي الأسبق الراحل (كولن بأول)، أمام مجلس الأمن قائلا: “ما نقدمه لكم هي حقائق، واستنتاجات، مبنية على استخبارات قوية، تؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل”. كان ذلك الخطاب السياسي، بمنزلة إعلان صريح، وترويج لغزو العراق، الذي تمَّ يوم 19 مارس/ آذار 2003، لاسيَّما مع خروج الشعب الأمريكي في تظاهرات بالضد من الحرب على العراق, وليثبت فيما بعد زيف هذا الادعاء.